سبب غير معتاد للحالة العصبية للعديد من الناس.. ما هو؟

منوعات

اليمن العربي

وفقا لفريق باحثين دولي يمكن أن يحدد مستوى ضغط الدم الانبساطي (القراءة السفلى لضغط الدم) السمات العصبية للشخص.

 

سبب غير معتاد للحالة العصبية للعديد من الناس.. ما هو؟


وتشير مجلة General Psychiatry، يمكن أن يكون الأشخاص المصابون بالعصابية حساسين جدا بصورة خاصة للنقد، وغالبا ما ينتقدون نفسهم ذاتيا، ويغضبون ويقلقون ويخجلون بسهولة. وهذا لا يؤثر فقط في سلوكهم وتواصلهم مع الآخرين، بل ويساهم أيضا في تآكل القلب والأوعية الدموية، لذلك غالبا ما تصبح العصابية سببا غير مباشر للاكتئاب والقلق.


ولكن نتائج الدراسات الجديدة، تعطي الأمل في إمكانية كبح سمات الشخصية العصابية من خلال مراقبة مؤشرات مستوى ضغط الدم.

ويعتبر ارتفاع مستوى ضغط الدم، من المخاطر الرئيسية للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. كما يربط الباحثون هذا المؤشر بالعوامل النفسية مثل القلق والاكتئاب أي بالعصابية.

ولكن ما هو هذا الارتباط وكيف يعمل بالضبط؟

لقد كان الباحثون على علم أن ما بين 30- 60% من أنماط ضغط الدم ترجع إلى عوامل وراثية. لذلك حللوا البيانات الجينية المأخوذة من 8 دراسات واسعة وشاملة للحمض النووي لأشخاص من أصل أوروبي.

وقد ركز الباحثون اهتمامهم على تحديد علاقة السبب والنتيجة بين العوامل الوراثية ومؤشرات الحالة الصحية. ومن أجل ذلك استخدموا ما يسمى بالعشوائية المندلية على أربع خصائص لضغط الدم (الانقباضي، والانبساطي والنبض ومستوى ارتفاع ضغط الدم)، وأربع حالات نفسية (القلق واعراض الاكتئاب، والعصابية والرفاهية الشخصية).

وقد أظهر هذا التحليل الدقيق، أن ارتفاع مستوى ضغط الدم، وبصورة خاصة الانبساطي، يؤثر في العصابية، وليس في القلق وأعراض الاكتئاب أو الرفاهية الشخصية. وبعد إجراء حسابات إضافية، اتضح أن ضغط الدم الانبساطي مرتبط بالعصابية.

ويشير الباحثون إلى أن هذه النتائج قد لا تنطبق على الأشخاص من أصل غير أوروبي، ما يحد من استخدامها في المستقبل.

ويضيفون: بما أن ضغط الدم يربط بين القلب والدماغ، لذلك يمكن أن يساهم فعلا في تنمية وتطوير الصفات الشخصية.

ووفقا للباحثين يمكن أن تساعد المراقبة والتحكم بمستوى ضغط الدم، على تقليل العصابية، وتنظيم اضطرابات المزاج التي تسببها وبالتالي تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
توصلت دراسة إلى أن ممارسة اليقظة التي تهدئ العقل والجسم هي طريقة فعالة للغاية لفحص ضغط الدم.

ولاحظ الأشخاص الذين مارسوا هذه التقنية انخفاض مستوياتهم أربع مرات أكثر من المجموعة الضابطة التي تلقت رعاية قياسية لا تتضمن أدوية.

وتساعد ممارسة اليقظة الذهنية الأشخاص على إدارة عواطفهم بشكل أفضل وتعزيز وعيهم بأنفسهم. ويُعتقد أن التنفس العميق يساعد في توسيع الأوعية الدموية، ما يسمح بتدفق المزيد من الدم من خلالها وخفض ضغط الدم. كما أن الأشخاص الذين يشتركون في ممارسات اليقظة الذهنية هم أيضا أكثر عرضة لاتخاذ خيارات غذائية صحية وأن يصبحوا نشيطين بدنيا، ما يعزز صحة القلب بشكل عام.

ودرس باحثون من جامعة براون 200 مشارك في رود آيلاند، يعانون من ارتفاع ضغط الدم.

وفي ستة أشهر، شهد المشاركون في برنامج اليقظة انخفاضا بنحو ست نقاط في ضغط الدم الانقباضي - وهو الرقم الأعلى في قراءة الدم.


وتقيس قراءة الضغط الانقباضي الضغط الذي يمارسه القلب على الشرايين عندما ينبض القلب.

وفي الوقت نفسه، شهدت المجموعة الضابطة انخفاضا بمقدار 1.4 نقطة.

وللمقارنة، فإن الأشخاص الذين يتناولون أدوية تهدف إلى خفض ضغط الدم سيشهدون انخفاضا بمعدل تسع نقاط في ضغط الدم الانقباضي. وويوجد للانخفاض الطفيف في ضغط الدم الانقباضي مردود كبير. وثبت أن الانخفاض بمقدار خمس نقاط يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الشديدة مثل النوبة القلبية بنسبة 10%.

وقال معد الدراسة الرئيسي الدكتور إريك ب.لوكس، مدير مركز اليقظة في جامعة براون: "يشبه الأمر تقريبا عالما يراقب بفضول وموضوعية المعلومات الواردة من خلال أعضاء الحس والعقل، ثم الاستجابة بمهارة لتلك المعلومات".

وحضر نصف المشاركين الذين التحقوا ببرنامج خفض ضغط الدم المستند إلى اليقظة، جلسة توجيه جماعي، وثماني جلسات جماعية أسبوعية، ومنتجعا لليقظة الذهنية طوال اليوم.

وتعرف اليقظة بأنها مصطلح واسع يشمل مجموعة من الأنشطة التي تعزز الصحة العاطفية للشخص، مثل التأمل واليوغا والتاي تشي وغيرها من الفنون الزوجية منخفضة التأثير، وتمارين التنفس.

ويكمن الهدف من ممارسة أنشطة العقل والجسم، في تحديد وعلاج أنماط السلوك السيئ وزيادة قدرة الشخص على تنظيم العواطف وتقليل التوتر والقلق المزاج وتخفيف أعراض الاكتئاب.

وكان الأشخاص الذين مارسوا أنشطة اليقظة أكثر ميلا أيضا إلى الحفاظ على نظام غذائي جيد ونظام لياقة بدنية وعلاقة صحية مع الكحول ومستويات توتر يمكن التحكم فيها، وكل ذلك يساهم في خفض ضغط الدم وصحة القلب بشكل عام.

وقال الدكتور لوكس: "اليقظة تشمل أيضا مفهوم التذكر، أو بعبارة أخرى، تذكر إحضار حكمة المرء (أينما تم اكتسابها، مثل من متخصصي الرعاية الصحية أو رسائل الصحة العامة) في اللحظة الحالية".

وأضاف: "الحكمة في سياق مستويات ضغط الدم المرتفعة قد تشمل معرفة أن الممارسات القائمة على الأدلة، مثل النشاط البدني والنظام الغذائي واستهلاك الكحول المحدود والالتزام بالأدوية الخافضة للضغط، يمكن أن تحسن الرفاهية".

وتشير مجموعة متزايدة من الأبحاث العلمية إلى أنها في الواقع تساعد الناس على الاسترخاء وتبديد مشاعر الغضب أو التهيج أو نفاد الصبر.

وتم تقديم النتائج في وقت سابق من هذا الأسبوع في الجلسات العلمية لجمعية القلب الأمريكية 2022 في شيكاغو.