باحثون يحددون إمكانية تعلم الشجاعة

منوعات

اليمن العربي

اكتشف علماء جامعة الرور في بوخوم، أن السيروتونين يشارك في ظهور الشعور بالخوف والتخلص منه. ولكن يمكن أن يؤدي عدم وجود مستقبل محدد للسيروتونين إلى انخفاض رد فعل الخوف المكتسب.

 

باحثون يحددون إمكانية تعلم الشجاعة


وتشير مجلة Nature Translational Psychiatry، إلى أنه اتضح للباحثين أن الفئران التي تفتقر إلى هذا المستقبِل من السهل أن تقلع عن الخوف مقارنة بالفئران البرية.


وقد سمحت هذه النتيجة للعلماء بفهم آلية عمل العقاقير المستخدمة في علاج المرضى، الذين يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة، حيث غالبا ما تنخفض القدرة على التخلص من رد فعل الخوف المكتسب، لذلك لا تكون فعالية العقاقير المستخدمة بالمستوى المطلوب.

ووفقا للباحثين، ستساعد هذه النتائج على ابتكار طرق جديدة لعلاج اضطرابات ما بعد الصدمة.

ولكن الدكتورة أولغا فالييفا، أخصائية علم النفس الإكلينيكي ورئيسة المركز العلمي والعملي للعيادة الافتراضية في معهد موسكو للتحليل النفسي، تشير في تصريح لصحيفة "إزفيستيا"، إلى إن هذه الدراسة ليست سوى الخطوة الأولى، ولا يزال العلاج وابتكار الأدوية بعيدا جدا.

وتقول: "يجري في الوقت الحاضر تطوير نماذج تجريبية للاضطرابات العقلية المعقدة، مثل القلق والاكتئاب واضطرابات الوسواس القهري. وهذه النماذج تتنبأ بالتأثير العلاجي لحجب واحد أو أكثر من مستقبلات السيروتونين. والبحوث في هذا المجال مستمرة على مدى العقدين الماضيين. لكن اضطراب ما بعد الصدمة هو اضطراب عقلي معقد. أي أن الأمر أكثر تعقيدا بكثير من القلق أو الاكتئاب، لأنه بالإضافة إلى آلية الخوف، هناك آليات أخرى".

ووفقا لها، حجب مستقبلات السيرتونين فقط، لتغيير آلية الخوف، ليس سوى أحد عناصر علاج اضطرابات ما بعد الصدمة.
تحدث متلازمة القلب المنكسر عند تعرض شخص ما لحدث صادم، مثل الانفصال أو فقدان أحد أفراد الأسرة، وهي حالة يمكن أن تتسبب في اعتلال عضلة القلب.


وحذر الدكتور مارتن لوي، استشاري أمراض القلب في عيادة "هارلي ستريت"، من أن الذين يعانون من الكثير من التوتر والحزن والغضب يمكن أن يضروا بصحة قلوبهم بشدة، موضحا أن هذه المشاعر يمكن أن تضع الشخص في خطر أكبر للإصابة بفشل القلب المفاجئ الذي يُسمى باعتلال عضلة القلب الإجهادي، والمعروف باسم متلازمة القلب المنكسر (متلازمة تاكوتسوبو)، وأمراض القلب المميتة الأخرى.

ويحدث اعتلال عضلة القلب الناتج عن الإجهاد عندما يتغي ويكبر شكل الجانب الأيسر من القلب، وهو الغرفة الرئيسية لضخ الدم حول الجسم.

ويُطلق على هذه الحالة اسم  متلازمة القلب المنكسر لأنها غالبا ما ترتبط بفترات شديدة من الحزن والاكتئاب، ويمكن أن تكون قاتلة أحيانا.

ويمكن أن تؤثر هذه المشاعر على القلب إذ عندما يكون الفرد مكتئبا، ينتج الجسم الكثير من هرمونات التوتر التي تؤدي إلى ارتفاع معدل ضربات القلب وضغط الدم.

وأوضح الدكتور لوي أيضا أن "العوامل النفسية والاجتماعية مثل الحزن والاكتئاب يمكن أن تسهم جميعها في الإصابة بالنوبات القلبية وأمراض القلب والسكتة القلبية".


وحذر الدكتور لوي: "أظهرت العديد من الدراسات أن خطر الإصابة بنوبة قلبية يزداد بالفعل في غضون 24 ساعة بعد فقدان أحد الأحباء. والقلب يتعرض لضغط هائل والعواطف مثل الغضب يمكن أن تسبب عدم انتظام في ضربات القلب. ولكن ليس فقط موجة المشاعر الشديدة التي يمكن أن تلحق الضرر بقلبك، فقد يتطور الضرر الذي يصيب القلب من التعرض الطويل لهرمونات التوتر".

وأضاف الدكتور لوي: "يمكن أن يسبب الإجهاد سلسلة من ردود الفعل السلبية في جسمك - إذا كنت غاضبا أو متوترا أو محبطا، فإن استجابة جسمك الطبيعية هي إطلاق هرمونات التوتر. وتشمل هذه الهرمونات الكورتيزول والأدرينالين، وهي التي تعد جسمك للتعامل مع الإجهاد. ويؤدي هذا إلى تسريع ضربات قلبك للمساعدة في دفع الدم إلى مركز الجسم إذ تضيق الأوعية الدموية. وبعد أن ينحسر التوتر، يجب أن يبدأ ضغط الدم ومعدل ضربات القلب في التباطؤ والعودة إلى طبيعتها. ومع ذلك، إذا كنت متوترا باستمرار، فهذا يحد من وقت تعافي الجسم ويمكن أن يؤدي إلى تلف جدران الشرايين".

وأضاف لوي أن من المعروف أن مشاكل الصحة العقلية، مثل الاكتئاب والقلق  تزيد من خطر وفاة الأشخاص الذين يعانون بالفعل من أمراض القلب.

وأظهرت الدراسات أن مرضى القلب، الذين يعانون من القلق هم أكثر عرضة للوفاة بمقدار الضعف في غضون ثلاث سنوات من الإصابة بأمراض القلب.
وتابع لوي: "غالبا ما يصاب المرضى بالاكتئاب بعد تشخيص إصاباتهم بأمراض القلب التي يمكن أن تزيد في الواقع من خطر تعرضهم لحدث ضار متعلق بالقلب يحدث خلال ذلك العام".

ما هي الأعراض التي يضر بها التوتر القلب؟

توضح مؤسسة القلب البريطانية أن أعراض اعتلال عضلة القلب يمكن أن تظهر مشابهة لأعراض النوبة القلبية.

ويعد ألم الصدر المفاجئ والشديد وضيق التنفس من العلامات التي تصيب المصابين بكلتا الحالتين. وقد يعاني الشخص أيضا من خفقان القلب والشعور بالمرض.