الأشكال المبكرة من أمراض الكبد تؤثر على صحة القلب

منوعات

اليمن العربي

وجد باحثون من معهد سميدت للقلب في "سيدار سيناي" أن حتى الأشكال المبكرة لأمراض الكبد تؤثر بشكل مباشر على صحة القلب.

 

وتساعد النتائج، التي نُشرت مؤخرا في مجلة Frontiers in Cardiovascular Medicine، في زيادة توضيح العلاقة بين أمراض الكبد وأمراض القلب بما يتجاوز عوامل الخطر المشتركة بينهما.

 

الأشكال المبكرة من أمراض الكبد تؤثر على صحة القلب

 


في الدراسة، قارن الباحثون درجات FIB-4 للمرضى - وهي علامة لتليف الكبد يمكن أن تشير إلى خطر الإصابة بأمراض الكبد الحادة - مع تشوهات القلب المرئية من خلال فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب. ووجدوا أن درجات FIB-4 المرتفعة كانت مرتبطة بخلل في وظائف القلب وأبعاد الأوعية الدموية.

وقال آلان كوان، طبيب القلب وباحث تصوير القلب في معهد سميدت للقلب وكذلك المؤلف الرئيسي للدراسة، إنه كان من المعروف أن مرض الكبد الدهني غير الكحولي مرتبط بموت القلب والأوعية الدموية، لكن العلاقة لم تكن مفهومة جيدا، وربما تحجبها عوامل الخطر المشتركة بين الاثنين، مثل مرض السكري.

وكانت الدراسات السابقة المماثلة محدودة النطاق، حيث نظرت فقط في كيفية تأثير تليف الكبد ومرض الكبد الدهني غير الكحولي على القلب.

وفي وقت سابق من هذا العام، أصدرت جمعية القلب الأمريكية (AHA) بيانا مفاده أن مرض الكبد الدهني غير الكحولي - حالة الكبد الشائعة بشكل متزايد - هو عامل خطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية المرتبطة بتصلب الشرايين.

والمثير للدهشة أن أمراض القلب - وليس تطور أمراض الكبد - هي السبب الرئيسي للوفاة لدى المصابين بمرض الكبد الدهني غير الناجم عن الكحولي، وفقا لجمعية القلب الأمريكية.


وقال كوان: "إذا كان لدى 25% من السكان عامل الخطر المحتمل هذا للإصابة بأمراض القلب، فإننا نعلم أننا بحاجة إلى فهمه بشكل كامل. ولذلك، كان هدفنا العام من هذه الدراسة هو فحص الروابط بين القلب والكبد - وهو مجال جديد للدراسة، ولكن من المنطقي إجراء المزيد من الاستكشاف. ويعالج الكبد الكوليسترول وينتج العوامل التي تساهم في تخثر الدم والالتهابات. وكل ذلك يمكن أن يؤثر على القلب - لذلك أردنا إلقاء نظرة فاحصة على هذه الارتباطات".

ولإجراء الدراسة، راجع الباحثون السجلات الطبية الإلكترونية من 11 عاما الماضية لـ 1668 مريضا لديهم درجات منخفضة أو متوسطة أو عالية من FIB-4 خلال عام واحد من إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب، مع ضبط عوامل الخطر القلبية الوعائية القياسية. ووجدوا أن ما يقارب 86% من المرضى يعانون من شذوذ واحد على الأقل في القلب.

ويوفر التصوير بالرنين المغناطيسي للقلب رؤية فريدة للقلب، باستخدام التصوير التفصيلي الذي يمكنه تحديد التغيرات الطفيفة في بنية القلب ووظيفته وحجم الأوعية الدموية وهيكلها وتكوين عضلة القلب وغير ذلك.


وأوضح كوان: "كانت التشوهات التي رأيناها تغيرات في الأوعية الدموية - تضخم الأوعية الدموية الخارجة من القلب - بالإضافة إلى زيادة كمية الدم التي تتحرك  وعادة، عندما يقوم الأطباء بفحص القلب، فإننا لا نفكر في الكبد، والعكس صحيح. ونميل إلى أن نكون متخصصين جدا في فئات الأعضاء الخاصة بنا. ولكن نتائج هذه الدراسة تشير إلى أنه يمكننا، وينبغي علينا فحص أمراض الكبد عند النظر في أمراض القلب، ولا يمكننا اعتبار القلب والكبد كأعضاء منفصلة تماما".

وأضاف كوان أن الخطوة التالية في البحث هي استكشاف التأثير الذي يمكن أن يحدثه مرض الكبد على صحة القلب.

وتابع: "تظهر أسئلة أخرى، مثل: عند علاج المصابين بمرض الكبد الدهني غير الناجم عن شرب الكحول، هل يمكن للأدوية التي تعالج هذا أن تساعد القلب أيضا؟ أو عندما ترى طبيب القلب أو طبيب الرعاية الأولية وعوامل الخطر مثل ارتفاع الكوليسترول وضغط الدم والسكري والتاريخ العائلي، هل ينبغي أن يكون مرض الكبد الدهني غير الناجم عن شرب الكحول عامل خطر معياري يجب أخذه في الاعتبار؟".
اقترحت دراسة جديدة أن الجذام، أحد أقدم الأمراض وأكثرها استمرارا في العالم، قد يكون لديه قدرة مفاجئة على حفز نمو الكبد وتجديده.

واكتشف العلماء أن الطفيليات المصاحبة للمرض يمكنها إعادة برمجة الخلايا لزيادة حجم الكبد في الحيوانات البالغة دون التسبب في أضرار أو تندب أو أورام.

وتشير النتائج إلى أن من الممكن تكييف هذه العملية الطبيعية لتجديد كبد الشيخوخة وزيادة فترة الصحة - طول الفترة التي تعيش فيها خاليا من الأمراض - في البشر.


ويقول الخبراء إنه يمكن أن يساعد أيضا في إعادة نمو الكبد التالف، ما يقلل الحاجة إلى الزرع. وحاليا، يعد الزرع الخيار الوحيد للأشخاص الذين يعانون من ندبات الكبد في نهاية المرحلة.

وقال البروفيسور أنورا رامبوكانا، المؤلف الرئيسي من مركز الطب التجديدي بجامعة إدنبرة: "إذا تمكنا من تحديد كيفية نمو البكتيريا في الكبد كعضو وظيفي دون التسبب في آثار ضارة على الحيوانات الحية، فقد نتمكن من ترجمة هذه المعرفة لتطوير تدخلات علاجية أكثر أمانا بهدف تجديد كبد الشيخوخة وتجديد الأنسجة التالفة".


وعززت الدراسات السابقة إعادة نمو كبد الفئران عن طريق توليد الخلايا عبر تقنية اجتياحية أدت غالبا إلى تندب ونمو ورم.

وللتغلب على هذه الآثار الجانبية الضارة، اعتمد باحثو إدنبرة على اكتشافهم السابق حول قدرة إعادة البرمجة الخلوية الجزئية للبكتيريا المسببة للجذام، المتفطرة الجذامية.


ومن خلال العمل مع وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية في باتون روج، لويزيانا، أصاب الفريق 57 حيوان، المضيف الطبيعي لبكتيريا الجذام، بالمتفطرة الجذامية، وقارن أكباد هذه الحيوانات بأمثالها غير المصابة وتلك التي وجد أنها مقاومة للعدوى.

ووجدوا أن الحيوانات المصابة طورت كبدا متضخما - ولكن سليما وغير مصاب - بنفس المكونات الحيوية، مثل الأوعية الدموية والقنوات الصفراوية، مثل المدرع غير المصاب والمقاوم للعدوى.

ويعتقد الباحثون أن البكتيريا اختطفت القدرة التجديدية الكامنة في الكبد لزيادة حجم العضو، وبالتالي، لتزويده بمزيد من الخلايا التي يمكن أن تنمو داخلها.

واكتشفوا أيضا عدة مؤشرات على أن الأنواع الرئيسية لخلايا الكبد - المعروفة باسم خلايا الكبد - وصلت إلى حالة متجددة في الحيوانات المصابة.

ويأمل الباحثون أن يكون للاكتشاف، الذي نُشر في مجلة Cell Reports Medicine، القدرة على المساعدة في تطوير تدخلات للشيخوخة وتلف الكبد لدى البشر.

وقالت الدكتورة زانيا ستاماتاكي، الأستاذة المساعدة في مركز أبحاث الكبد والجهاز الهضمي بجامعة برمنغهام: "هذا بحث مثير وغير معتاد من حيث أنه يظهر نمو الكبد في غياب إصابة الكبد. ويمثل هذا البحث مثالا مبتكرا حيث يمكننا استخدام الميكروبات كأدوات لفهم علم الأحياء".

وصرح الدكتور داريوس ويديرا، الأستاذ المشارك في بيولوجيا الخلايا الجذعية والطب التجديدي بجامعة ريدينغ: "بشكل عام، يمكن أن تمهد النتائج الطريق لمقاربات علاجية جديدة لعلاج أمراض الكبد، مثل تليف الكبد. ومع ذلك، نظرا لأن البحث تم باستخدام المدرع كحيوان نموذجي، فمن غير الواضح ما إذا كانت هذه النتائج الواعدة يمكن أن تترجم إلى بيولوجيا الكبد البشري وكيف يمكن ترجمتها. وعلاوة على ذلك، نظرا لأن البكتيريا المستخدمة في هذه الدراسة مسببة للأمراض، فإن الأمر يتطلب تحسينا جوهريا للطرق قبل الترجمة السريرية".