الاكتئاب في بداية مرحلة البلوغ يهدد بخطر الإصابة بمرض لا دواء له.. بنسبة 73%

منوعات

اليمن العربي

توصلت دراسة جديدة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب في بداية مرحلة البلوغ هم أكثر عرضة للإصابة بالخرف في وقت لاحق من حياتهم.

 

الاكتئاب في بداية مرحلة البلوغ يهدد بخطر الإصابة بمرض لا دواء له.. بنسبة 73%

 

ودرس باحثون من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو أكثر من 15 ألف مشارك، في مراحل مختلفة من الحياة. ووجدوا أن أولئك الذين يعانون من أعراض الاكتئاب في العشرينات من العمر كانوا أكثر عرضة بنسبة 75% للإصابة بتدهور إدراكي كامل في سن الشيخوخة.


وقال المؤلف الأول للدراسة، الدكتور ويلا برينوويتز، من قسم الطب النفسي والعلوم السلوكية بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، في بيان صحفي: "بشكل عام، وجدنا أنه كلما زادت أعراض الاكتئاب، انخفض الإدراك وتسارعت معدلات التراجع".

وتشير التقديرات إلى أن البالغين الأكبر سنا يعانون من أعراض اكتئاب معتدلة أو عالية في بداية مرحلة البلوغ، ووجدوا أنهم يعانون من انخفاض في الإدراك على مدى 10 سنوات.

وخلال الدراسة الجديدة، التي نُشرت يوم الأربعاء 29 سبتمبر، في مجلة Alzheimer's Disease، قام الفريق بتجنيد نحو 15 ألف متطوع تتراوح أعمارهم بين 20 و89 عاما.

ووقع تقسيم المشاركين إلى ثلاث مراحل عمرية، مرحلة الشباب (الذين تتراوح أعمارهم بين 20-49)، منتصف العمر (الذين تتراوح أعمارهم بين 50-69) والأكبر سنا (الذين تتراوح أعمارهم بين 70-89)، وخضعوا جميعا لفحوصات للكشف الاكتئاب.

وبعد ذلك، طور الباحثون نموذجا إحصائيا للتنبؤ بالمسار المتوسط ​​لأعراض الاكتئاب. ويساعد هذا المسار الفريق في عمل تقدير لحالة الصحة العقلية لكبار السن المصابين بالخرف عندما كانوا أصغر سنا.

ووقع تطبيق النموذج بعد ذلك على 6 آلاف مشارك من كبار السن في الدراسة ممن لديهم تاريخ من التدهور المعرفي.


وأخيرا، قام الباحثون بمراقبة العوامل الأخرى التي يمكن أن تلعب دورا بما في ذلك الجنس والعرق وتاريخ التدخين.

وكشفت النتائج أن الشباب المصابين بالاكتئاب كانوا أكثر عرضة بنسبة 73% لتجربة التدهور المعرفي في وقت لاحق من حياتهم. كما ارتبط هذا الاكتئاب في مرحلة البلوغ المبكرة بانخفاض الإدراك بعد 10 سنوات من بدء الأعراض.

وكان هناك أيضا خطر الإصابة بالخرف في وقت لاحق بالنسبة لأولئك الذين أصيبوا بالاكتئاب في منتصف العمر أو كبار السن، لكن الخطر لم يكن مرتفعا عند 43%.

وافترض الباحثون أن المصابين بالاكتئاب لديهم عدد كبير من هرمونات التوتر، والتي يمكن أن تدمر القدرة على تكوين ذكريات جديدة.

وقال برينوتيز: "تشرح عدة آليات كيف يمكن للاكتئاب أن يزيد من خطر الإصابة بالخرف"، من بينها أن فرط النشاط في نظام الاستجابة المركزية للضغط يزيد من إنتاج هرمونات الإجهاد السكرية، ما يؤدي إلى تلف الحُصين، وهو جزء من الدماغ ضروري لتشكيل وتنظيم وتخزين الذكريات الجديدة".

ويقول الباحثون إنه مع وجود 20% من الأمريكيين يعانون من الاكتئاب، يجب على الأطباء التأكد من البحث عن التدهور المعرفي لدى مرضاهم.

وقالت كبيرة الباحثين، الدكتورة كريستين يافي، من أقسام الطب النفسي والعلوم السلوكية وعلم الأوبئة والإحصاء الحيوي في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو: "ستكون هناك حاجة إلى عمل مستقبلي لتأكيد هذه النتائج، ولكن في غضون ذلك، يجب علينا فحص الاكتئاب وعلاجه لأسباب عديدة".

أعلنت الدكتورة أولغا كوتوفا، أخصائية الأمراض النفسية، نائبة رئيس الجمعية الدولية أن "الإجهاد تحت السيطرة"، وأن شهر سبتمبر يجلب معه الكآبة.

وكشفت الأخصائية في حديث لراديو "سبوتنيك"، أفضل طريقة لتحسين الحالة العاطفية في فصل الخريف، حيث يقصر النهار وتنخفض درجة حرارة الهواء وتهطل الأمطار. وهذه جميعها عوامل تؤثر سلبا في الحالة العاطفية ويمكن أن تسبب ما يسمى بكآبة الخريف. وأن أفضل طريقة للتغلب على هذه العوامل ومنع الاكتئاب، هي الإضاءة الجيدة.

وتقول، "لتجنب اضطرابات الاكتئاب الموسمية، أي اضطراب المزاج الموسمي، يجب أن تكون الإضاءة في المنزل جيدة. لأنه كلما كانت الإضاءة في البيت وفي العمل جيدة، كان ذلك أفضل للحالة العاطفية للإنسان".

وتضيف، من المهم أيضا الحصول في الخريف على قسط كاف من النوم. لذلك يجب قدر الإمكان استبعاد العوامل المسببة للأرق، مثل الجلوس ساعات طويلة في المساء أمام الكمبيوتر أو الأجهزة الأخرى.

وتقول، "ينبعث من شاشات هذه الأجهزة الضوء الأزرق السيء جدا. لذلك يجب تحديد وقت استخدام الكمبيوتر، لأنه يؤثر سلبا في النوم".

وتضيف، إذا استخدم الشخص الكمبيوتر طوال الليل، فسوف يصبح نومه سيئا، ما يؤثر سلبا في حالته العاطفية.