علماء يكتشفون تأثير الاكتئاب في الأمعاء

منوعات

اليمن العربي

اكتشف فريق من علماء مركز أوبنهايمر لبيولوجيا الأعصاب والإجهاد في جامعة كاليفورنيا في لوس انجليس وجامعة أوكسفورد تأثير الاكتئاب في الأمعاء.

 

علماء يكتشفون تأثير الاكتئاب في الأمعاء

 

وتشير مجلة Nature Communications، إلى أنه على الرغم من اعتبار الاكتئاب مرضا نفسيا، إلا أنه يؤثر في اعضاء الجسم الأخرى أيضا.

 Ruminococcus gauvreauii وغيرها، وجدت لدى 1054 متطوعا خضعوا لفحص الاكتئاب، وتحليل البراز لتحديد أنواع البكتيريا في أمعائهم.

واتضح للباحثين، أن عدد الميكروبات المعوية لدى المصابين بالاكتئاب في معظم الحالات كان منخفضا. ولكن بعض مجموعات البكتيريا مثل Sellimonas وEggerthella كانت موجودة بأعداد كبيرة. وبهذه الطريقة أثبت العلماء وجود علاقة بين الاكتئاب والتغيرات المعوية.

ومع ذلك، يشير الباحثون، إلى أنه من السابق لأوانه حاليا الحديث عن وجود علاقة مباشرة بين الاكتئاب وتغيرات ميكروبيوم الأمعاء. كما إنه من الصعب تحديد العلاقة السببية، لأن الاكتئاب أحيانا يسبب مشكلات في التغذية، والنظام الغذائي هو عامل اساسي في تكوين بكتيريا الأمعاء.

ولكن، إذا أثبتت التجارب، أن اختلال توازن البكتيريا في الأمعاء يؤدي فعلا إلى ظهور الاكتئاب، فسوف يصبح أساسا لطرق جديدة في علاج الاضطرابات النفسية.
توصلت دراسة جديدة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب في بداية مرحلة البلوغ هم أكثر عرضة للإصابة بالخرف في وقت لاحق من حياتهم.

ودرس باحثون من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو أكثر من 15 ألف مشارك، في مراحل مختلفة من الحياة. ووجدوا أن أولئك الذين يعانون من أعراض الاكتئاب في العشرينات من العمر كانوا أكثر عرضة بنسبة 75% للإصابة بتدهور إدراكي كامل في سن الشيخوخة.


وقال المؤلف الأول للدراسة، الدكتور ويلا برينوويتز، من قسم الطب النفسي والعلوم السلوكية بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، في بيان صحفي: "بشكل عام، وجدنا أنه كلما زادت أعراض الاكتئاب، انخفض الإدراك وتسارعت معدلات التراجع".

وتشير التقديرات إلى أن البالغين الأكبر سنا يعانون من أعراض اكتئاب معتدلة أو عالية في بداية مرحلة البلوغ، ووجدوا أنهم يعانون من انخفاض في الإدراك على مدى 10 سنوات.

وخلال الدراسة الجديدة، التي نُشرت يوم الأربعاء 29 سبتمبر، في مجلة Alzheimer's Disease، قام الفريق بتجنيد نحو 15 ألف متطوع تتراوح أعمارهم بين 20 و89 عاما.

ووقع تقسيم المشاركين إلى ثلاث مراحل عمرية، مرحلة الشباب (الذين تتراوح أعمارهم بين 20-49)، منتصف العمر (الذين تتراوح أعمارهم بين 50-69) والأكبر سنا (الذين تتراوح أعمارهم بين 70-89)، وخضعوا جميعا لفحوصات للكشف الاكتئاب.

وبعد ذلك، طور الباحثون نموذجا إحصائيا للتنبؤ بالمسار المتوسط ​​لأعراض الاكتئاب. ويساعد هذا المسار الفريق في عمل تقدير لحالة الصحة العقلية لكبار السن المصابين بالخرف عندما كانوا أصغر سنا.

ووقع تطبيق النموذج بعد ذلك على 6 آلاف مشارك من كبار السن في الدراسة ممن لديهم تاريخ من التدهور المعرفي.
وأخيرا، قام الباحثون بمراقبة العوامل الأخرى التي يمكن أن تلعب دورا بما في ذلك الجنس والعرق وتاريخ التدخين.

وكشفت النتائج أن الشباب المصابين بالاكتئاب كانوا أكثر عرضة بنسبة 73% لتجربة التدهور المعرفي في وقت لاحق من حياتهم. كما ارتبط هذا الاكتئاب في مرحلة البلوغ المبكرة بانخفاض الإدراك بعد 10 سنوات من بدء الأعراض.

وكان هناك أيضا خطر الإصابة بالخرف في وقت لاحق بالنسبة لأولئك الذين أصيبوا بالاكتئاب في منتصف العمر أو كبار السن، لكن الخطر لم يكن مرتفعا عند 43%.

وافترض الباحثون أن المصابين بالاكتئاب لديهم عدد كبير من هرمونات التوتر، والتي يمكن أن تدمر القدرة على تكوين ذكريات جديدة.

وقال برينوتيز: "تشرح عدة آليات كيف يمكن للاكتئاب أن يزيد من خطر الإصابة بالخرف"، من بينها أن فرط النشاط في نظام الاستجابة المركزية للضغط يزيد من إنتاج هرمونات الإجهاد السكرية، ما يؤدي إلى تلف الحُصين، وهو جزء من الدماغ ضروري لتشكيل وتنظيم وتخزين الذكريات الجديدة".

ويقول الباحثون إنه مع وجود 20% من الأمريكيين يعانون من الاكتئاب، يجب على الأطباء التأكد من البحث عن التدهور المعرفي لدى مرضاهم.

وقالت كبيرة الباحثين، الدكتورة كريستين يافي، من أقسام الطب النفسي والعلوم السلوكية وعلم الأوبئة والإحصاء الحيوي في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو: "ستكون هناك حاجة إلى عمل مستقبلي لتأكيد هذه النتائج، ولكن في غضون ذلك، يجب علينا فحص الاكتئاب وعلاجه لأسباب عديدة".