العلاقة بين تناول اللحوم الحمراء وتطور السرطان

منوعات

اليمن العربي

أعلنت الدكتورة أوكسانا ميخاليفا، أخصائية الغدد الصماء وخبيرة التغذية الروسية، أن تناول اللحوم الحمراء قد ترتبط به زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان.

 

 العلاقة بين تناول اللحوم الحمراء وتطور السرطان


وتشير الأخصائية في حديث لصحيفة "إزفيستيا"، ومع ذلك لا ينصح أبدا بالاستغناء عن اللحوم الحمراء تماما. ولكن لماذا يجب الحد من تناولها؟


وتقول: "تحتوي اللحوم الحمراء مقارنة باللحوم البيضاء، على نسبة عالية من الدهون المشبعة، بما فيها الكوليسترول. لذلك يؤدي تناولها باستمرار إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وبالإضافة إلى ذلك تسبب الدهون المشبعة السمنة والنوع الثاني من السكري".

ووفقا لها، ينصح الأطفال والمراهقون والشباب بتناول اللحوم الحمراء مرتين في الأسبوع، على أن لا تزيد الكمية عن 500 غرام. لأن اللحوم الحمراء هي مصدر رئيسي لعنصر الحديد الضروري للنمو والتطور. أما البالغون فيمكنهم تناول اللحوم الحمراء مرة واحدة في الأسبوع. وينصح الذين تجاوزوا الخمسين من العمر، بتناول اللحوم الحمراء 1-2 مرة في الشهر.

وتضيف، هذه النصائح والتوصيات لا تشمل اللحوم المعالجة- النقانق والصوصج وغيرها، التي تعتبر من الأغذية غير الصحية. لذلك لا ينصح بتناولها.

وتؤكد الأخصائية، على أن التخلي تماما عن تناول اللحوم الحمراء يمكن أن يؤدي إلى نقص عنصر الحديد في الجسم. صحيح يمكن أن تعوض اللحوم البيضاء هذا النقص، بيد إنه ا تحتوي على نسبة أقل من الحديد مقارنة باللحوم الحمراء.

وتعليقا على العلاقة بين استهلاك اللحوم الحمراء وتطور أمراض الأورام، تشير الأخصائية إلى بيانات الوكالة الدولية لبحوث السرطان (WHO-IARC). فوفقا لتصنيف الخبراء، تعتبر اللحوم المصنعة مادة مسرطنة من الفئة الأولى، واللحوم الحمراء ربما تكون مسببة للسرطان من الفئة الثانية. أي خطورتها أقل من اللحوم المصنعة.

وقد استند هذا التصنيف على نتائج دراسات علمية مكرسة لسرطان القولون والمستقيم.
وتقول: "ولكن نتائج دراسات حديثة أظهرت أن اللحوم المصنعة واللحوم الحمراء تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي والمعدة والرئة أيضا".


وتضيف، وقد اتضح أن اللحوم المصنعة هي الأكثر ضررا، حيث يؤدي تناول 50 غراما منها في اليوم إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان المعدة بنسبة 70 بالمئة. ويعود السبب في ذلك إلى مادة النتريت (صبغة تعطي لون للنقانق والصوصج)، التي تؤدي في الجسم إلى تكون مركب مسرطن. كما أنه خلال عملية تدخين اللحوم أو تحميصها على النار، تتشكل هيدروكربونات عطرية متعددة الحلقات.

وتقول: "عند طهي اللحوم في درجات الحرارة العالية تنتج أمينات عطرية حلقية غير متجانسة، ما يؤدي إلى تلف الحمض النووي، وبالتالي نشوء الأورام".
أعلن الطبيب الروسي الشهير ألكسندر مياسنيكوف، أن البعض لا يمكنهم تصور وجبة طعامهم من دون لحوم، في حين استبدلها الآخرون بأطباق شهية من الخضروات.


ويحذر مياسنيكوف في حديث تلفزيوني، عشاق اللحوم المشوية والمقلية من الإفراط في تناولها، لأن اللحوم الحمراء تسبب مشكلات صحية ومنها الخطيرة جدا.

ويقول، "ينسب سرطان القولون تقليديا إلى اللحوم. وأصبح معروفا اليوم أن اللحوم ليست السبب الرئيسي في الإصابة بتصلب الشرايين، ولكنها تبقى عامل خطر للإصابة بسرطان الأمعاء".

ويضيف، ولكن هذا لا يعني يجب التخلي عن تناول أطباق اللحوم الشهية، حيث يمكن تناولها بكميات محدودة، 2-3 مرات في الأسبوع. ولكن الشيء الوحيد الذي يجب التخلي عن تناوله فعلا هو اللحوم ومنتجاتها، التي خضعت لمعالجة قاسية، "لأن جميع أنواع النقانق والسجق هي مواد مسرطنة".

ويشكك مياسنيكوف، بالإضافة إلى ذلك، النقانق المصنوعة من النباتات، ويقول، "هذه مصنوعة من مكونات نباتية وطعمها مقرف يثير الاشمئزاز. وأعتقد ليس فيها أي فائدة. فما الدافع لتناولها. وينصح النباتيون بتجنب تناولها أيضا".

كشف الدكتور الروسي الشهير الكساندر مياسنيكوف في مقابلة تلفزيونية الأسباب الرئيسية للإصابة بمختلف أنواع السرطان.


ويشير الدكتور، إلى أن أمراض الأورام الخبيثة تسببها المواد المسرطنة، واكثرها انتشارا هو دخان التبغ. ويقول، "هذا الدخان هو السبب في 40% من حالات الإصابة بأنواع السرطان المختلفة. وهؤلاء هم من مدخني السجائر مباشرة، أو مدخن غير مباشر، أو أشخاص يعيشون بين مدخنين. لأن دخان التبغ يحتوي على نحو 700 مادة مسرطنة".

ومن بين المواد المسرطنة أيضا معلبات سمك الصابوغة (Sprattus)، والزيوت النباتية التي يعاد استخدامها في الطهي. ويقول "في الواقع نحن نعرف أن المواد الغذائية المسرطنة، هي المواد المدخنة والمقلية والموالح.لأن الملح يعتبر مادة تسبب سرطان المعدة، وكذلك النقانق ولحم الخنزير المقدد والصوصج، التي جميعها مدرجة في قائمة المواد المسرطنة، المسببة ليس فقط لسرطان المعدة، بل لأنواع مختلفة من السرطان".

ويضيف، وتوجد المواد المسرطنة في مواد البناء أيضا. الحديث هنا عن الرادون والرصاص ومختلف أنواع الورنيش وكذلك الاسبست، الذي يعتبر السبب الرئيسي لإصابة مئات آلاف الأشخاص بسرطان الرئة.

ووفقا للدكتور، من أسباب الإصابة بالسرطان هو نمط الحياة الخامل وعدم ممارسة النشاط البدني والعدوى المرضية. فمثلا التهاب الكبد B وC يسببان سرطان الكبد، وفيروس الورم الحليمي البشري، يسبب سرطان عنق الرحم، وبكتيريا  Helicobacter pylori تسبب سرطان المعدة. ويسبب الكحول  سرطان الثدي لدى النساء والرجال.