التعرض للضوء الاصطناعي ليلا يرتبط بزيادة خطر الإصابة بـ "قاتل صامت"

منوعات

اليمن العربي

كشفت دراسة جديدة أن التعرض للضوء الاصطناعي في الهواء الطلق ليلا، يمكن أن يزيد من خطر إصابة الشخص بمرض السكري، الملقب بـ "القاتل الصامت"، بنسبة 28%.

 

التعرض للضوء الاصطناعي ليلا يرتبط بزيادة خطر الإصابة بـ "قاتل صامت"

 

 

ووجد باحثون صينيون أن الضوء الاصطناعي ليلا (LAN)، مرتبط بضعف التحكم في نسبة الجلوكوز في الدم، وزيادة خطر الإصابة بمرض السكري، حيث تُعزى أكثر من 9 ملايين حالة إصابة بالمرض لدى البالغين الصينيين إلى التعرض للشبكة المحلية للضوء الاصطناعي ليلا.


ووُجد أن مصابيح الشوارع والسيارات وواجهات المحلات المضاءة جيدا لها تأثير ضار على الصحة، حيث ادعى العلماء أن النتائج يمكن أن يكون لها آثار على عمال النوبات في وقت متأخر من الليل.

وقال معدو الدراسة، الدكتور يو شو كقائد لها وزملاؤه في معهد شنغهاي لأمراض الغدد الصماء والتمثيل الغذائي، ومستشفى رويجين، وكلية الطب بجامعة شنغهاي جياوتونغ، في شنغهاي، الصين: "على الرغم من تعرض أكثر من 80% من سكان العالم للتلوث الضوئي ليلا، إلا أن هذه المشكلة حظيت باهتمام محدود من العلماء حتى السنوات الأخيرة".

واستخدمت الدراسة الجديدة، التي نُشرت في مجلة Diabetologia (مجلة الرابطة الأوروبية لدراسة مرض السكري [EASD])، بيانات من دراسة ترصد الأمراض غير المعدية في الصين، تتضمن عينة تمثيلية من عموم السكان في الصين مأخوذة في عام 2010 عبر 162 موقعا في جميع أنحاء البلاد، وشارك فيها ما يقارب 100 ألف شخص.

وأخذ الباحثون قياسات وزن الجسم وطوله، بالإضافة إلى عينات الدم، للحصول على مستويات الجلوكوز عند الصوم وبعد الأكل، بالإضافة إلى الهيموغلوبين السكري (HbA1c)، وهو شكل من أشكال الجلوكوز الموجود في خلايا الدم الحمراء، والذي يعمل بمثابة كاشف لمستويات السكر في الدم خلال الثمانية إلى 12 أسبوعا السابقة للفحص.


ووجد العلماء أن أولئك الذين لديهم أعلى نسبة من التعرض للشبكة المحلية للضوء الاصطناعي ليلا، ارتبطوا بنسبة 28% بالإصابة بمرض السكري.

ويعد التعرض للشبكات المحلية الاصطناعية في الليل عامل خطر بيئي واسع الانتشار في المجتمعات الحديثة. وزادت كثافة التلوث الضوئي في المناطق الحضرية لدرجة أنه لا يؤثر فقط على سكان المدن الكبرى، ولكن أيضا في المناطق البعيدة مثل الضواحي وحدائق الغابات التي قد تبعد مئات الكيلومترات عن مصدر الضوء.

واستنتج الباحثون أن "هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات التي تتضمن القياس المباشر للتعرض الفردي للشبكة المحلية لتأكيد ما إذا كانت علاقتها بمرض السكري علاقة سببية".

وقد أدت دورة الأرض المكونة من 24 ساعة إلى أن معظم الكائنات الحية، بما في ذلك الثدييات، لديها إيقاع يومي على مدار 24 ساعة يؤثر على التغيرات الجسدية والعقلية والسلوكية التي تتكيف غريزيا مع التسلسل الطبيعي للضوء والظلام.

وتم ربط اضطراب إيقاعات الساعة البيولوجية بانخفاض الوظيفة الإدراكية، واضطراب النوم، واضطرابات المزاج، وانخفاض مستويات السعادة.
تشير أحدث تقديرات منظمة الصحة العالمية (2016) إلى أن أكثر من 4.2 مليون شخص يموتون مبكرا كل عام بسبب التعرض طويل الأمد لتلوث الهواء الخارجي بالجسيمات الدقيقة.
وتشير دراسة حديثة، بقيادة باحثي جامعة ماكغيل الكندية (McGill)، إلى أن عدد الوفيات العالمية السنوية بسبب الجسيمات الدقيقة في الهواء، والتي يشار إليها غالبا باسم PM2.5، قد يكون أعلى بكثير مما كان يعتقد سابقا. وهذا لأن الباحثين وجدوا أن خطر الوفيات ازداد حتى في المستويات المنخفضة جدا من PM2.5 في الهواء الطلق، تلك التي لم يذكر سابقا أنها قاتلة.

وتسبب هذه السموم المجهرية مجموعة من أمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي والسرطانات.

وقال سكوت ويتشينثال، الأستاذ المساعد في قسم علم الأوبئة والإحصاء الحيوي والصحة المهنية في جامعة ماكغيل، والمؤلف الرئيسي للورقة البحثية المنشورة في مجلة Science Advances: "وجدنا أن جسيمات PM2.5 في الهواء الطلق قد تكون مسؤولة عما يصل إلى 1.5 مليون حالة وفاة إضافية حول العالم كل عام بسبب التأثيرات بتركيزات منخفضة للغاية لم يتم تقديرها من قبل".

وتوصل الباحثون إلى هذا الاستنتاج من خلال الجمع بين بيانات الصحة والوفيات لسبعة ملايين كندي جُمعت على مدى خمسة وعشرين عاما مع معلومات حول مستويات تركيزات PM2.5 في الهواء الطلق في جميع أنحاء البلاد.

وتعد كندا دولة ذات مستويات منخفضة من PM2.5 في الهواء الطلق، ما يجعلها المكان المثالي لدراسة الآثار الصحية بتركيزات منخفضة.

وتم بعد ذلك استخدام المعرفة المكتسبة في كندا لتحديث الحد الأدنى من المقياس المستخدم لوصف كيفية تغير مخاطر الوفيات مع مستويات PM2.5 الخارجية.
وكشفت النتائج عن فهم أفضل لكيفية تأثير تلوث الهواء على الصحة على نطاق عالمي.

ووضعت منظمة الصحة العالمية مؤخرا إرشادات جديدة طموحة لمتوسط ​​تلوث الهواء بالجسيمات الدقيقة في الهواء الطلق، وخفضت توصياتها السابقة إلى النصف، من تركيزات 10 ميكروغرام إلى تركيزات 5 ميكروغرام لكل متر مكعب.

ويوضح ويتشينثال: "أحد الجوانب السلبية هو أن الفوائد الصحية العالمية للوفاء بالمبادئ التوجيهية الجديدة لمنظمة الصحة العالمية من المرجح أن تكون أكبر بكثير مما كان يُفترض سابقا. وتتمثل الخطوات التالية في التوقف عن التركيز فقط على كتلة الجسيمات والبدء في البحث عن كثب في تكوين الجسيمات لأن بعض الجسيمات من المحتمل أن تكون أكثر ضررا من غيرها. وإذا تمكنا من فهم هذا بشكل أفضل، فقد يتيح لنا ذلك أن نكون أكثر كفاءة في تصميم التدخلات التنظيمية لتحسين صحة السكان".