حل لغز "حالة غريبة" تسبب تقيؤ امرأة أكثر من 30 مرة في اليوم.. علماء يوضحون

منوعات

اليمن العربي

قام العلماء بفك لغز حالة نادرة للغاية تم فيها إدخال امرأة صينية مصابة بداء السكري إلى المستشفى بشكل دوري بسبب نوبات القيء الشديدة لأكثر من 30 مرة في بعض الأيام.

 

حل لغز "حالة غريبة" تسبب تقيؤ امرأة أكثر من 30 مرة في اليوم.. علماء يوضحون

 

والمرأة البالغة من العمر 27 عاما، وفقا لدراسة نُشرت الشهر الماضي في مجلة Frontiers in Endocrinology، تعاني من مرض السكري من النوع الأول (T1D)، وهو اضطراب في المناعة الذاتية يهاجم فيه الجهاز المناعي للشخص الخلايا السليمة في البنكرياس التي تنتج هرمون الإنسولين.

ويساعد الإنسولين على إخراج السكر من مجرى الدم إلى الخلايا، لكن المرض يقلل من إمداد الجسم بالهرمون، ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم أو الجلوكوز.

 

وكتب العلماء في الدراسة: "كانت النوبات شديدة لدرجة أن المريضة أصيب بنوبات قيء أكثر من 30 مرة في اليوم ويمكن أن يصل حجم القيء إلى ستة لترات".

وبحسب ما ورد، قام الأطباء بفحص المريضة لأول مرة في عام 2016، عندما بدأت تعاني من نوبات القيء ودخلت المستشفى مع شكاوى أولية من القيء وآلام في البطن. وأوضح الفريق أن المريضة شعرت "بإحساس وشيك بالهلاك وجاءت إلى مستشفانا للمساعدة في حالة من الذعر".

وبعد ساعات قليلة من دخولها المستشفى، عانت من غثيان وقيء وارتجاع جاف بلا هوادة مع آلام في البطن، وكانت في مزاج هوس بسبب الألم "الذي لا يطاق".

خضعت المريضة للعديد من الفحوصات، بما في ذلك الفحص البدني المكثف لكامل الجسم والتصوير التشخيصي، مثل الموجات فوق الصوتية والتنظير والتصوير المقطعي والتصوير بالرنين المغناطيسي لمعرفة ما إذا كان هناك أي عوامل مسببة للأمراض تسبب القيء وآلام البطن.

ولكن الأطباء لم يكتشفوا أي نتائج مهمة من هذه التقييمات. وكانت طبيعية اختبارات إفراغ المعدة لدى هذه المرأة، وهي اختبارات تقيم الوقت الذي يستغرقه إفراغ الطعام من المعدة. كما كان تعداد خلايا الدم وفحص البول والبراز طبيعيا أيضا.
وفي بلازما الدم، وجد الأطباء مستويات عالية جدا من الأجسام المضادة ضد إنزيم ينتجه البنكرياس، على الرغم من مرور ما يقارب 12 عاما منذ تشخيص إصابتها بداء السكري من النوع الأول.

وقاموا بتشخيص إصابة الشابة بـ "متلازمة التقيؤ الدوري" (CVS) - وهو اضطراب يعاني فيه المرضى من نوبات قيء مفاجئ تتخللها فترات طويلة دون أعراض.

وأشار العلماء إلى أنه بعد دخول المستشفى، عادة ما تنحسر أعراض المريضة على مدى عدة أيام، لكن نسبة السكر في دمها تنخفض بعد ذلك وتظل منخفضة لعدة أيام، على الرغم من السيطرة الشديدة على هذه النسبة من خلال علاجها بالإنسولين.

وما يزال العلماء يحاولون الكشف الآلية الدقيقة لأعراض هذه الفتاة البالغة من العمر 27 عاما، وخاصة ما يبدو أنه تسبب في انخفاض مستويات السكر في الدم لديها.

ويشار إلى أن السبب الدقيق لـ "متلازمة التقيؤ الدوري" (CVS) غير معروف، لكن يعتقد العلماء أنه قد ينشأ من إشارات عصبية خاطئة بين الدماغ والجهاز الهضمي، والاستجابات الهرمونية المختلة للتوتر، أو بعض الطفرات الجينية، وفقا للمعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى.

وقال إيمون شو، أحد مؤلفي الدراسة لموقع "لايف ساينس": "لاحظنا ظاهرة غير عادية لإعادة تدوير الإنسولين لدى هذه المريضة، حيث كان الهرمون يدخل إلى مجرى الدم بدلا من تفكيكه بكفاءة بواسطة الخلايا".
وأوضح الفريق: "على الرغم من ندرة حدوث ذلك، إلا أن الأجسام المضادة للإنسولين الداخلي والخارجي قادرة على إحداث نقص سكر الدم المستعصي عن طريق الارتباط بالإنسولين وتعطيل وظيفته الطبيعية".

واختبر الأطباء عقار "ريتوكسيماب"، فوجدوا أنه يقلل من عدد الأجسام المضادة التي تهاجم الخلايا المنتجة للإنسولين لدى المريضة. كما أنه يصحح انخفاض السكر في دمها ويقلل من نوبات القيء الدوري.

ويشتبه العلماء في أن "متلازمة التقيؤ الدوري" يمكن أن تكون اضطرابا منفصلا في المناعة الذاتية يحتاج إلى مزيد من الدراسة ويأملون في إجراء تجارب سريرية مع "ريتوكسيماب" ضد هذه الحالة.
يحدث داء السكري عندما لا يتمكن الجسم من امتصاص السكر (الجلوكوز) في خلاياه واستخدامه للحصول على الطاقة. وينتج عن هذا تراكم سكر إضافي في مجرى الدم.

ويعد السكري مرضا شائعا يمكن أن يكون له عواقب وخيمة. وهناك نوعان مختلفان من المرض، النوع الأول والنوع الثاني.
في النوع الأول، يهاجم جهاز المناعة في الجسم الخلايا التي تنتج الإنسولين ويدمرها، ما يعني أن الجسم لا يستطيع إنتاج أي إنسولين.

أما النوع الثاني، وهو الأكثر شيوعا، فيحدث عندما لا يكون الجسم قادرا على إنتاج ما يكفي من الإنسولين، أو عندما لا تتفاعل خلايا الجسم مع الإنسولين.

وإذا تُرك دون علاج، فإنه يمكن أن يسبب عددا من المشاكل الصحية المختلفة بسبب الكميات الكبيرة من الجلوكوز التي تدمر الأوعية الدموية والأعصاب والأعضاء.

ويوصف داء السكري بـ "القاتل الصامت"، نظرا لأن الكثير ممن يصابون به لا يدركون ذلك، حيث أنه غالبا ما لا يظهر أعراضا مبكرة.

وهناك بعض العلامات الرئيسية لمرض السكري، التي يمكن ملاحظتها في كلا النوعين من المرض، والتي تشمل، الشعور بالعطش، والتبول بشكل متكرر أكثر من المعتاد، خاصة في الليل، والشعور بالتعب الشديد وفقدان الوزن وفقدان كتلة العضلات.

وفي حين أن هذه هي الأعراض الأكثر شهرة عندما يتعلق الأمر بمرض السكري، إلا أن هناك أيضا علامات "مفاجئة" أخرى يمكن ملاحظتها في مرضى السكري، وهي:

1. مشكلات الحكة

إحدى العلامات المدهشة هي الحكة التناسلية أو مرض القلاع.

ويمكن أن تكون عدوى الخميرة شائعة عند مرضى السكر وذلك لأن السكر يساعد على نمو المبيضات.


وتقول هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) إن الذين يعانون من مرض السكري غير الخاضع للسيطرة بشكل سيئ قد يعانون من هذه الحالة.

وهذا غالبا لأن المستويات المرتفعة من السكر في الدم تعني أيضا مستويات عالية في أجزاء أخرى من الجسم مثل العرق واللعاب والبول.

وقد تنمو الخميرة بعد ذلك، ما يعني أن ينتهي الأمر بالمرضى مع مرض القلاع.

2. الجروح والتقرحات

في كثير من الأحيان إذا كنت مصابا بداء السكري، فقد لا يتمكن جهاز المناعة لديك من السيطرة على جروح الجلد والالتهابات، كما يقول الخبراء الصحيون في عيادة "هيلث بارتنرز" في بلومنغتون، إنديانا.

وأضافوا أن "ارتفاع نسبة السكر في الدم يمكن أن يغير كيمياء الدم بطرق تقلل من دفاعات الجسم وتجعل جهاز المناعة يعمل بشكل أبطأ".

وقالوا إن هذا بدوره يعني أن الجروح والتقرحات ستستغرق وقتا أطول للشفاء.

وبالنسبة للعديد من مرضى السكر، غالبا ما يؤدي ذلك إلى تقرحات في القدم، وسيكون طبيبك قادرا على مساعدتك في علاج ذلك.

3. ضبابية العين

الرؤية الضبابية هي أيضا عارض شائع لدى مرضى السكري. وقال الخبراء في مركزJohn Hopkins Medicine إن مرض السكري يمكن أن يتلف البقعة (أو البقعة الصفراء)، وهي مركز الشبكية الذي يوفر الرؤية المستقيمة.


وإذا كنت تعاني من مرض السكري غير الخاضع للسيطرة، فقد يكون لديك أوعية دموية متسربة، ما قد يؤدي إلى عدم وضوح الرؤية أو تشوهها.

4. اضطرابات الجلد

تتكرر الاضطرابات الجلدية بين مرضى السكر بسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم، ما يؤثر على الأوعية الدموية والأعصاب.

ويعد الشواك الأسود (AN) الأكثر شيوعا في الأشخاص قبل التشخيص، وهو حالة مرضية تتسم بوجود مناطق داكنة وسميكة ومخملية في ثنايا الجسم وتجاعيده. ويؤثر ذلك في الغالب في الإبطين والأربية والرقبة.

5. تساقط الشعر

قالت باربي سيرفوني، أخصائية التغذية ورعاية وتعليم مرض السكري، إن أحد الأعراض "المفاجئة" لمرض السكري يمكن أن يكون تساقط الشعر.

وأوضحت عبر موقع VeryWell: "غالبا ما يرتبط تساقط الشعر بداء السكري من النوع الأول أو النوع الثاني. ويُعتقد أن بعض المشكلات التي يسببها مرض السكري قد تؤدي إلى تساقط الشعر، بما في ذلك اضطراب في الجهاز المناعي يسمى داء الثعلبة، وضعف الدورة الدموية، وارتفاع نسبة السكر في الدم".