الارياني: مليشيا الحوثي تدمر وتنهب الموروث الثقافي والحضاري وتجرف الهوية اليمنية لصالح فكر متطرف

أخبار محلية

اليمن العربي

أكد وزير الاعلام والثقافة والسياحة معمر الارياني، أن العديد من التحديات التي تواجه أمتنا ناتجة في الاصل عن جذور ثقافية سواء كانت تلك التحديات سياسية أو اقتصادية أو امنية، أو غيرها كالفقر والجهل.

 

الارياني: مليشيا الحوثي تدمر وتنهب الموروث الثقافي والحضاري وتجرف الهوية اليمنية لصالح فكر متطرف

 

وأوضح الارياني، في كلمته خلال الدورة الـ 23 لمؤتمر الوزراء المسئولين عن الشئون الثقافية في الوطن العربي، الذي تستضيفه العاصمة السعودية الرياض ممثلة في وزارة الثقافة وبالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، أن التحديات ستظل إن لم يقم كل منا بما يجب أن يقوم به، ليس كترف ولكن كضرورة من أجل الحفاظ على استقرار دولنا وشعوبنا والحفاظ على هويتنا ومصيرنا المشترك.

وفي المؤتمر المنعقد بعنوان "الثقافة والمستقبل الأخضر" نقل الارياني تحيات فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي واعضاء المجلس وتمنياته لهذا المؤتمر بالنجاح والتوفيق..لافتا إلى أن مستقبلنا مرتبط بحاضرنا..مشددًا العمل بجد وجهد متسلحين بالعلم والمعرفة لتغيير هذا الواقع نحو الافضل لنشارك الامم الثورة العلمية والحضارية والثقافية والمعرفية في أفضل وأجمل صورة مستلهمين ذلك من حضارتنا وتاريخنا المجيد.

وقال "إذا كان الشباب هم امل الامة وكل مستقبلها، فكيف سيكون مستقبل أمتنا العربية وشبابها وقود للمعارك الدائرة في عدد من الدول العربية، وعشرات الآلاف أن لم يكن المئات والملايين يُحرمون من التعليم، ويتم استقطَابَهم من قبل الجماعات الارهابية المتطرفة ليصبحوا أدوات للقتل والتفجير والدمار لأوطانهم ومواطنيهم".

وأشار في هذا الصدد إلى ماتقوم به مليشيا الحوثي الارهابية في اليمن ومعها الجماعات الارهابية التي تحمل وتتبنى ذات الأفكار والعقيدة، ناهيكم عن ما تقوم به من تدمير ونهب للموروث الثقافي والحضاري اليمني بصورة متعمدة وممنهجة، وتجريف الهوية اليمنية لصالح فكر متطرف وثقافة عنصرية مستوردة من ايران.

وتطرق الوزير الارياني إلى ما تعرضت له اليمن خلال الثمان السنوات الماضية لأكبر وأبشع عملية تدمير وتضليل في تاريخها الحديث والمعاصر على يد عصابة إرهابية مارقة طغت وتكبرت على الشعب اليمني العظيم، وتاريخه وحضارته وابت الا أن تكون اداة طيعة بيد النظام الإيراني للقتل والتدمير.. مشيرا إلى تعرض الموروث الثقافي لتدمير ممنهج بالاضافة إلى ما اصاب الانسان اليمني جراء الحرب المستمرة التي اشعلتها المليشيات الحوثية الارهابية في حياته وسكنه وعيشه وامنه.

وأكد وزير الاعلام والثقافة والسياحة، أن المليشيات الحوثية اتَخَذت من المواقع الاثرية والحصون والمتاحف مواقع عسكرية ومخازن اسلحة، كما تعرضت المواقع الاثرية والمتاحف للتدمير والنهب والعبث بمحتوياتها.

ودعا الارياني وزراء الثقافة، الدول العربية، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، والمنظمات المماثلة، بتعزيز التنسيق والتعاون لحماية وصون التراث الثقافي اليمني، من خلال تقديم المشورة والدعم الفني لاستعادة القطع الاثرية التي تم سرقتها وتهريبها للخارج، وتدريب العاملين في قطاع الاثار، والاستفادة من الخبرات في توقيع اتفاقيات مماثلة مع الدول الأجنبية لاستعادة القطع الاثرية أو منع بيعها وتداولها في تلك الدول، خاصة واليمن بصدد القيام بتقديم طلب لمجلس الامن الدولي لا صدار قرار بمنع تداول وبيع الآثار اليمنية.

وأعرب الارياني، عن الشكر وعظيم التقدير للدور الاخوي الكريم للاشقاء في المملكة العربية السعودية ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الامين صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان، على كل الجهود الاخوية النبيلة تجاه اخوانهم باليمن، كما عبر عن الشكر لسمو الامير بدر بن عبدالله بن فرحان بن ال سعود وزير الثقافة على حسن الاستقبال وكرم الضيافة والجهود الكبيرة لفريق وزارة الثقافة السعودية لانجاح هذا المؤتمر، وللمنظمة العربية للتدريب والثقافة والعلوم على حسن الاعداد لهذا المؤتمر متمنيًا للمؤتمر التوفيق والنجاح لما يخدم شعوبنا وامتنا العربية.

ويهدف المؤتمر إلى زيادة توظيف التأثيرات التنموية للثقافة لتطوير سياسات فعّالة، وتحقق القيمة المضافة في الجهود الجماعية لأجل التحوّل نحو مستقبل أكثر إبداعًا واستدامة، إضافةً إلى الاستفادة من قوة الثقافة في زيادة الوعي بالتحدي الذي يفرضه التغير المناخي على البشرية، ومواجهة الأزمات طويلة الأمد متعددة الجوانب.

ويعد المؤتمر من الأحداث الثقافية المهمة في العالم العربي، وتنظمه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، وتستضيفه الدول الأعضاء مرّة كل سنتين، لتعزيز العمل المشترك بين الدول العربية في المجالات الثقافية المختلفة، حيث يشارك الوزراء في هذه الدورة في الاطلاع على نتائج ومخرجات مؤتمر اللغة العربية والمنظمات الدولية الذي يعقد بالتزامن مع هذه الدورة.

اكد المبعوث الامريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركنج، ان الوضع في اليمن لا يزال هشًا بسبب تراجع المليشيات الحوثية عن التزاماتها، وتقدمها بمطالب متطرفة، واكثر اثارة للقلق هي سلسلة الهجمات الاخيرة التي تهدد الشحن البحري الدولي.

وقال تيم ليندركنج في شهادته التي قدمها أمام اللجنة الفرعية للجنة الشؤون الخارجية التابعة لمجلس النواب المعنية بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومكافحة الإرهاب العالمي" إن الاعمال التي ترتكبها المليشيات الحوثية من خلال مطالبتها في اللحظة الأخيرة للحكومة اليمنية بتحويل عائداتها المحدودة من صادرات النفط لدفع رواتب مقاتلي الحوثيين النشطين، حتى مع رفض الحوثيين الالتزام بوقف إطلاق النار، ومنع الأمم المتحدة من تأمين اتفاق هدنة جديد بين الطرفين، ومواصلة الحوثيين احتجاز موظفينا ولم يستجيبوا للجهود الدبلوماسية المتعددة لتأمين إطلاق سراحهم، تشكل إهانة للمجتمع الدولي بأسره وغير مقبولة على الإطلاق".

واضاف "على الرغم من هذا السلوك الحوثي المزعزع للاستقرار، فإنني آمل أن تكون هذه هي أفضل فرصة للسلام حصل عليها اليمن منذ سنوات، فالعناصر الرئيسية للهدنة مستمرة في الصمود، بما في ذلك التدفق الحر للوقود إلى ميناء الحديدة، والرحلات التجارية المنتظمة من وإلى مطار صنعاء، وانخفاض كبير في الأعمال العدائية مما أدى إلى استمرار انخفاض الخسائر المدنية، وعلاوة على ذلك، تستمر المفاوضات المكثفة بين الطرفين حول اتفاق هدنة أوسع نطاقا، بدعم من الشركاء الإقليميين الرئيسيين مثل المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان، والأهم من ذلك أن الهدنة وجهود السلام تحظى بدعم قوي على نطاق أوسع في جميع أنحاء اليمن وفي المنطقة".

واكد ان الحكومة اليمنية شكلت وفدًا للمحادثات وابدت استعدادها لمعالجة هذه القضايا وغيرها، لكن الحوثيين لم يلتزموا بعد بالمشاركة في العملية السياسية. منذ أبريل، ويرفضون تنفيذ أحد أبسط شروط الهدنة من الاتفاقات السابقة، المتمثل في فتح الطرق أمام ثالث أكبر مدينة في اليمن وهي محافظة تعز، التي تخضع للحصار منذ العام 2015م..مشيرًا إلى ان الحوثيون أطلقوا سلسلة من الهجمات التي تهدد الملاحة الدولية لأنهم يسعون إلى قطع التدفق الحر للوقود وحرمان الحكومة اليمنية الشرعية من تلك الإيرادات، وبذلك، فإن الحوثيين يحرمون اليمنيين من الرواتب والخدمات والتنمية التي هم في أمسّ الحاجة إليها والتي تدفع قيمتها الحكومة اليمنية من خلال تلك الإيرادات.

وشدد على ضرورة الحفاظ على الزخم الإيجابي والمكاسب التي تحققت منذ أبريل وذلك من خلال إدانة هجمات الحوثيين الأخيرة وزيادة دعواتنا لعملية سياسية شاملة بقيادة يمنية..قائلًا " إن الإجماع الدولي القوي بما في ذلك بين الدول الخمس الدائمة العضوية، هو ذُخر في هذا الصدد، وبالمثل، فإن صوت هذه اللجنة ضروري، فالحوثيون يستمعون إلى ما تقولونه أيضًا، ومن الضروري جدًا بالنسبة لاستراتيجية الدعاية الحوثية أن يُنظر إليهم على أنهم الضحية، وفي مواجهة المطالب اليمنية العارمة بإنهاء الحرب، لا يستطيع الحوثيون تحمل نشر الحقيقة، وهي أنهم يبتعدون عن السلام، وتقع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية مساءلتهم وبيان الحقائق".

ولفت إلى ان الولايات المتحدة لا تستطيع وحدها إنهاء الحرب في اليمن، ولأطراف اليمنية هي التي يمكنها أن تفعل ذلك، ويجب أن نكون واضحين بشأن المحرّكات والتفاعلات المعقدة للأزمة..مؤكدًا ان الولايات المتحدة تلعب دورًا حاسمًا في جهود السلام في اليمن..مشيرًا إلى التشاور الروتيني بين الولايات المتحدة والحكومة اليمنية لتحديد فرص التسوية مع استمرارها في إظهار دعمها لجهود السلام في مواجهة عناد الحوثيين، وإن دعمنا للحكومة اليمنية ضروري لتهيئة الظروف لتسوية تفاوضية للصراع.

وقال المبعوث الامريكي "سيخبركم مساعد المدير العام تشارلز، يجب أن تشمل جهود الإدارة الأميركية في اليمن استمرار القيادة الأميركية في تقديم كل من المساعدة الإنسانية المنقذة للأرواح والمساعدة التنموية التي يمكن أن تساعد في منع انهيار المؤسسات اليمنية، وتخفيف وطأة عدم الاستقرار الاقتصادي، وإرساء الأساس لتعافي اليمن، وتلبية دعوات اليمنيين لتحقيق العدالة والمساءلة".

وتطرق المبعوث الامريكي في شهادته، إلى الحديث عن ناقلة النفط صافر والتي لم تخضع للصيانة المناسبة منذ العام 2015، وكل يوم يمر، يزداد خطر حدوث تسرب كارثي، ومثل هذا التسرب سيكلف ما لا يقل عن 20 بليون دولار في تكاليف التنظيف وحدها، ناهيك عن اضطراب النشاط الاقتصادي في جميع أنحاء المنطقة بما في ذلك ممرات شحن النفط العالمية شديدة الأهمية، والعواقب البيئية والإنسانية الوخيمة عبر البحر الأحمر واليمن..معبرًا عن شكره للكونغرس على قيامه، في وقت سابق من هذا العام، بتخصيص مبلغ 10 ملايين دولار لمشروع تابع للأمم المتحدة لمنع تسرب النفط من الناقلة صافر التي تحمل 1.14 مليون برميل من النفط.

واشار المبعوث الامريكي، إلى ان المملكة العربية السعودية تتخذ خطوات استباقية على مدى الأشهر العديدة الماضية لتأمين الهدنة وضمان استمرار ضبط النفس منذ انتهاء الاتفاق في أكتوبر..موكدًا ان الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب بشكل دائم وتغيير اتجاه الأزمة الإنسانية هي من خلال عملية سياسية بين اليمنيين بعضهم البعض.