لأول مرة.. إيران تعترف بقتل متظاهر برصاص الأمن

عرب وعالم

اليمن العربي

رغم تمسك السلطات الأمنية في إيران بعدم استخدام قوات الأمن، الرصاص الحي في مواجهة المحتجين، إلا أنها اضطرت مساء الخميس للاعتراف بقتل متظاهر.

تمسك إيراني يأتي بعد 3 أشهر من الاحتجاجات ومقتل أكثر من 400 المتظاهرين في هذا البلد الآسيوي.

وهذا أول اعتراف رسمي من قبل السلطات الإيرانية بقتل متظاهر في مدينة بندر انزلي التابعة لمحافظة جيلان شمالي البلاد.

وأكد فلاح ميري المدعي المركزي في محافظة جيلان، أن مهران سماك "مات برصاصة"، لكنه لم يذكر القوات التي أطلقت الرصاصة.

وقالت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا"، إن "مهران ساماك كان يطلق بوقه في سيارته احتفالًا بهزيمة منتخب إيران لكرة القدم أمام الولايات المتحدة، عندما قُتل برصاص رجال الأمن في مدينة بندر أنزلي، مساء الثلاثاء".

وأضافت الوكالة الرسمية الإيرانية، أن "مهران سماك البالغ من العمر 27 عامًا كان داخل سيارته ومات بعيار ناري مباشر في الرأس".

وبعد يوم واحد من نشر أنباء موت هذا المتظاهر على نطاق واسع، أعلن المدعي العام في جيلان تشكيل "قضية قضائية للتحقيق" في هذه القضية.

وقال فلاح ميري إنها كانت "حادثة مريبة"، مشيرًا إلى أن المدعي العام لمدينة بندر أنزلي "يحقق في القضية".

وخلال الأسابيع الـ 12 الماضية من الاحتجاجات في إيران، فقد مواطنون حياتهم أو عانوا من إعاقات دائمة بسبب الرصاص الحربي الذي تستخدمه السلطات.

وفي الأسابيع الأخيرة، تحدث العديد من أطباء العيون عن مضاعفات إطلاق الرصاص التي أدت إلى إخلاء العديد من العيون.

وتشير التقارير من بعض المستشفيات في طهران إلى أن المئات من عمليات إخلاء العين قد تم إجراؤها فقط في الأسابيع القليلة الأولى من الاحتجاجات.

وكتب سعيد عزت اللهي، لاعب منتخب إيران لكرة القدم، على صفحته على إنستجرام بعد نبأ مقتل مهران سماك، أن السيد سماك كان زميله في طفولته في بندر أنزالي: "قلبي مشتعل، كيف يجيبون والدتك".

وفي نص قصته على إنستجرام، كتب عزت اللهي: "أتمنى لو كنا دائمًا في نفس العمر. دون قلق، دون كراهية، دون غيرة، دون قتال لضرب بعضنا البعض.. بالتأكيد، بعد المباراة المريرة الليلة الماضية مع خبر موتك، اشتعل قلبي بالنار".

وبدأ سعيد عزت اللهي لعب كرة القدم في مدرسة كرة القدم الخاصة تحت إشراف والده (نادر عزت اللهي) من قدامى المحاربين في نادي بندر أنزلي، ثم انتقل إلى فريق بندر أنزلي البلدي.

وفي قصة سعيد عزت اللهي، كتب لزميله أيام طفولته: "تأكد من أنه في اليوم الذي تسقط فيه أقنعة كثير من الناس وينكشف واقعهم، في ذلك اليوم سيستجيبون بشكل سيء لقلب عائلتك، وخاصة والدتك، هذا ليس حق شبابنا، الآن إذا كنت سعيدًا بحزن شخص آخر، فلا مشكلة، لكن المرآة تخجل أيضًا من رؤية هؤلاء الأشخاص".

وخرج المتظاهرون الإيرانيون إلى الشوارع بأعداد كبيرة بعد خسارة المنتخب الوطني الإيراني لكرة القدم أمام الولايات المتحدة وإقصائه من مونديال قطر مساء الثلاثاء.

وتظهر الصور التي وردت من مدن مختلفة في إيران منها طهران ومريوان ومهاباد وسنندج وجوانرود وكرمانشاه وأورمية وأنزالي وهمدان وأردبيل، سعادة المحتجين بعد خسارة المنتخب الإيراني.

وانتقد كثير من الإيرانيين هذا الفريق لعدم مرافقته للمتظاهرين وأطلقوا عليه اسم "فريق الجمهورية الإسلامية" وليس المنتخب الإيراني.

وفي سياق متصل، قالت منظمة "هرانا" الحقوقية الإيرانية، الخميس، إن عدد القتلى في الاحتجاجات الأخيرة بلغ 459 شخصًا.

وأضافت المنظمة أنه "منذ منتصف سبتمبر/أيلول وحتى أمس الأربعاء، بلغ عدد القتلى 459 بينهم 64 طفلًا ومراهقًا (أقل من 18 عامًا) و61 من قوات الأمن".

وأشارت إلى أن عدد الموقوفين بلغ 18 ألفًا و195 معتقلا، مشيرة إلى أنها "استطاعت التعرف على هوية 3 آلاف و446 منهم".