"سيول" الانتقادات تحاصر حكومة لبنان وتطال عهد عون

عرب وعالم

اليمن العربي

حاصرت السيول المواطن اللبناني، الثلاثاء، كما تحاصره تداعيات الفراغ الرئاسي، بعد فشل المجلس النيابي في انتخاب رئيس جديد للبلاد.

وشهد لبنان، الثلاثاء، هطول أمطار غزيرة غمرت الطريق الرئيسي الذي يربط شمال البلاد بالعاصمة بيروت، ما أدى إلى تعطل حركة المرور في منطقة كسروان.

ووجد القادمون من شمال لبنان إلى بيروت، أنفسهم عالقين داخل سياراتهم، كما أدت السيول الجارفة إلى خسائر مادية جسيمة في السيارات والممتلكات.  

وأظهرت مقاطع فيديو، مئات العائلات عالقة وسط السيول التي اجتاحت الطرق والمنازل والمحال التجارية، خصوصًا في منطقة ساحل كسروان ومدينة جونية الساحلية، فيما علق أطفال المدارس في حافلات النقل وسط السيول.

وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" أن المسلك الشرقي للأوتوستراد في بلدة نهر إبراهيم شهد زحمة سير خانقة بسبب غزارة الأمطار، وأحياء البلدة تغمرها السيول.

وبينما انتقد الكثير رئيس البلدية، ووزير الأشغال العامة في حكومة تصريف الأعمال علي حمية، محملين إياه مسؤولية ما جرى، رد حميه عبر "تويتر": "فيديو من منطقة ساحل علما - شننعير يظهر بوضوح مكان تدفّق المياه وخروجها عن مجراها إلى الطرق في البلدات لتتشكل عبرها سيول، جارفة معها الأتربة إلى الأوتوستراد".  

وأضاف: "هذا بسبب التعديات على مجاري المياه الشتوية والعبارات وعدم مراقبتها من قبل الجهات المختصة: البلديات- وزارة الطاقة".

وفي وقت سابق، قال حمية: "إن مسؤوليتنا الطرق الدولية، وما حصل على أوتوستراد جونيه ليس من مسؤوليتنا، فهو بسبب السيول والتعديات".

وأثارت أزمة السيول، موجة احتجاج ضد حكومة تصريف الأعمال، في الوقت الذي وجدتها قوى سياسية فرصة لانتقاد عهد الرئيس المنتهية ولايته ميشال عون.


انتقادات واسعة

وسأل رئيس حزب القوات سمير جعجع في تغريدة على حسابه عبر "تويتر": برسم حكومة تصريف الأعمال: هل ترك الطرقات في الشتاء أنهارًا تحمل السيارات وتضع المواطنين تحت رحمة المجهول في الوقت الذي يسعون فيه بحثًا عن لقمة ضائعة، يدخل في صلب تصريف الأعمال أم لا؟  

وأكد النائب زياد الحواط عضو تكتل الجمهورية القوية، عبر "تويتر": "مع كل منخفض جوي بهدلة، وإذلال للناس على الطرقات، كأن ما فيها لا يكفي".

وأردف: " تصريف الأعمال لا يعني أن تتفرج الحكومة على مآسي الناس، المطلوب استنفار كل الأجهزة والإمكانات لمعالجة التقصير الحاصل وإيجاد الحلول وتفادي تكرار ما جرى اليوم"

وغرد النائب عن حزب الكتائب سليم الصايغ عبر "تويتر": "ما يحصل على طرقات كسروان-الفتوح غير مقبول أبدا؛ لتتحرك فورا وزارة الأشغال والهيئة العليا للإغاثة ووزارة الداخلية".

وتابع: "أطلب من الجميع التعاون مع البلديات لمواجهة السيول وتداعياتها. كسروان تغرق".

وربط آخرون بين أزمة السيول، والوضع العام المتدهور في البلاد بسبب الفراغ الرئاسي وتعثر تشكيل الحكومة.

وقال النائب فريد هيكل الخازن: "‏مشهد المواطن المحاصر في السيول، ما هو إلا دليل سقوط الدولة واهتراء مؤسساتها، وحال الفراغ وانعدام الوزن والمسؤولية".

واستطرد "الخازن" عبر حسابه على "تويتر": "أما آن الأوان للتعالي عن المصالح الخاصة المتضاربة، والنظر إلى كرامة شعب يرزح تحت أنياب الإهمال".

وبعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يعيش لبنان شغورا رئاسيا، وسط غياب أي ملامح لانتهاء تلك الحالة، خاصة بعد فشل البرلمان على مدار 7 جلسات في انتخاب رئيس جديد، في الوقت الذي يعقد فيه جلسته الثامنة غدا الخميس، وسط توقعات بأن تكون على غرار الجلسات السابقة بسبب استمرار انقسام الفرقاء السياسيين.