المسجد الأزرق.. هل بدأت عملية عزل ذراع إيران في ألمانيا؟

عرب وعالم

اليمن العربي

عاصفة قوية تجرف المركز الإسلامي في هامبورج المعروف بـ "المسجد الأزرق"، في ظل الرفض الألماني القوي لقمع الاحتجاجات في إيران.

والمركز الإسلامي في هامبورج مصنف من قبل هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية" على أنه ذراع إيران الطولى في أوروبا، وثاني أكبر تمثيل لطهران بعد السفارة الإيرانية في ألمانيا.

لكن هذا الذراع الطولى بات تحت ضغط كبير في الأسابيع الماضية، في ظل إجراءات ألمانية متزايدة ضد إيران عقابا للأخيرة على القمع المتزايد للاحتجاجات المستمرة منذ 3 شهور.

وكان آخر هذه الإجراءات هو طرد المركز الإسلامي في هامبورج، من مجلس الشورى الذي يضم جميع الجمعيات الإسلامية في ولاية هامبورج الألمانية ويعد تكتلا يتعاون مع الولاية في مجالات عدة.

وفي هذا الإطار، قال فاتح يلدز، رئيس مجلس إدارة مجلس الشورى، إنه لفترة طويلة، كان الاهتمام ينصب على المركز الإسلامي في هامبورج.

وتابع: "لم نجعل الأمر سهلًا على أنفسنا وأجرينا العديد من المناقشات التي أدت إلى استنتاج أن المركز الإسلامي في هامبورج لم يعد عضوًا في مجلس الشورى".

ويخضع المجلس الإسلامي في هامبورج إلى رقابة هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية"، وتصفه الهيئة بأنه قاعدة أمامية للنظام الإيراني في أوروبا.

ووفق تقارير ألمانية، فإن الائتلاف الحاكم الحالي يريد التحرك ضد المركز الإسلامي في هامبورج، ضمن سلسلة من العقوبات التي يفرضها على إيران.

ومنذ بداية موجة الاحتجاجات الأخيرة في إيران، يتعرض المركز الإسلامي لضغوط متزايدة، ففي أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت عمدة هامبورج، كاتارينا فيجبانك، أنها لم تعد تعتقد أنه سيكون من الممكن للمركز المشاركة في اتفاقات متعلقة بإدارة الشؤون الإسلامية في هامبورج.

كما دعا الحزب الاشتراكي الديمقراطي في هامبورج، إلى استبعاد المركز الإسلامي من مجلس الشورى.

وفي وقت سابق هذا الشهر، ناقش البرلمان الألماني (البوندستاج)، ملف إيران، ومرر مشروع قرار قدمته أحزاب الائتلاف الحاكم؛ الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر "يسار وسط"، والحزب الديمقراطي الحر (ليبرالي)، في هذا الصدد.

وطالب مشروع القرار، الحكومة الاتحادية بدراسة إمكانية إغلاق المركز الإسلامي في هامبورج، باعتباره محرك أنشطة النظام الإيراني في الأراضي الألمانية.

مشروع القرار لاقى تأييدا أيضا بين المعارضة الألمانية، بل إن البعض وصفه بأنه "جاء متأخرا جدا"، إذ قال النائب توماس إرندل، من الاتحاد المسيحي؛ تكتل المعارضة الرئيسي، "الأمر واضح، ولا يتوجب التحقق من أي شيء".

والمركز الإسلامي في هامبورج يضم مسجد الإمام علي المعروف بـ "المسجد الأزرق"، ومبني على الطراز الفارسي. كما أنه يعد واحدا من أقدم المؤسسات الإسلامية في ألمانيا، وأهم مركز للشيعة على أراضيها.

وكان ينظر للمركز الإسلامي في هامبورج  حتى وقت قريب، على أن مركز أنشطة النظام الإيراني ومركز دعاية رئيسي له في الأراضي الألمانية، لكن النشاط لم يتوقف عند ذلك.

إذ ذكرت تقارير ألمانية في السنوات القليلة الماضية، نقلا عن هيئة حماية الدستور، أن طهرات تستغل المسجد الأزرق، لتمرير معلومات استخباراتية من ألمانيا إلى إيران، لا تتوقف فقط عند تقييمات للأوضاع السياسية والاقتصادية في ألمانيا، بل تشمل أيضا معلومات أخرى حساسة.

بل إن هذه التقارير وصفت المركز الإسلامي في هامبورج بأنه "نقطة التقاء عملاء النظام الإيراني في ألمانيا".