حضرموت دولة.. ولكن!!

عبدالله عمر باوزير
عبدالله عمر باوزير

لن يختلف معي احد إذا ما قلت: إن الحضارم قادرون على إقامة دولة حضرموت.. بل وفرضها إذا ما اعترضتهم العقبات وهي كثيرة وبادية بأشكال وألوان مختلفة، ولكن ليست صعبة  ولا مستحيلة بالقدر الذي يمنعهم في ظل هذه الازمات والصراعات اليمانية، التي تفاقمت إلى درجة أضحت معها اليمن أمام خيارات التجزئة اكثر منها الدولة الاتحادية اليمانية.. مرة أخرى ولكن من يمنع هؤلاء القوم من إقامة دولتهم وعودة وطنهم وحقهم في العيش والبناء والاستقرار وهم يملكون كل الامكانيات المادية والبشرية، فضلا عن ما تختزنه جغرافية حضرموت من ثروات مائية ـ زراعية وسمكية واخرى نفطية ومعدنية، بالاضافة إلى الموقع الحيوي ـ بين رمال الربع الخالي وبحر العرب؟.
□ السؤال هذا والمتضمن الكثير من الأسئلة أثرته قبل شهر في مدينة المكلا ـ العاصمة الادارية المفترضة لإقليم حضرموت، حسب مخرجات الحوار الوطني اليمني 13ـ 2014بناء على المبادرة الخليجية وبرعاية مجلس التعاون وسفراء الدول الخمس ـ الكبرى، والامم المتحدة، حتى الانقلاب عليه، وصدور القرار الاممي 2216الذي لم يتبقى منه الا غباره، بعد أن امست الشرعية، تطالب بتمديد الهدن، وأمست حركة مطار صنعاء تقترب من حركة ميناء الحديدة.. في الوقت الذي لا زال ميناء المكلا مجمدا عن حركة الاستيراد والتصدير، ومطارها معطلا عن استقبال الطائرات المدنية ـ أي في حالة شلل، كما هي مؤسسات الدولة.. كل هذا أثرته لا في المكلا فقط بل وفي شعران والقاع، ومنخوب.. وتأتي الاجابات حذرة ـ لكي لا أقول منقسمة !!..كانقسامات ابناء محافظات شبوة، حضرموت، المهرة وسقطرى، والتي يفترض ان تكون ولايات هذا الاقليم ـ القائد، ويبقى السؤال من يمنع الحضارم عن اقامة دولتهم ؟.

 

 الاجابة لا تكمن في صعوبتها النظرية أو حتى العملية بل في حساسيتها لجهة المعركة التي نخوضها لا في مواجهة الحوثي بل التمدد الفارسي في جنوب الجزيرة العربية من جهة، ومن جهة اخرى حتى لا يفسر كلامي في غير محله أو خارج مقاصده، ولكن !!.


   مره أخرى لكن حضرموت رغم حيوية انسانها واهمية جغرافيتها جديرة بان تبحث عن ذاتها، في كل هذه التوتر والصراع داخل مكونات الشرعية ـ الحزبية، والجهويات ـ المناطقية المتفاقمة، التي لا تنبئ بغير تغليب التجزئة والانقسامات، في ظل توجهات إقليمية ودولية نحوا التسويات، وهي تسويات قد ترجح القبول بالقوى العسكرية الجهويةـ القبلومناطقية، الامر الذي يجعل من حضرموت مجرد جائزة مرة أخرى ـ كما تنبى لها الكاتب أمير طاهري في مقال له بصحيفة الشرق الاوسط، خلال حرب صيف1994.    


  لذا المطلوب اليوم ونحن امام مخاطر تحويل حضرموت إلى مجرد جائزة.. ان يتحرك الحضارم في اتجاه ستتمار طاقاتهم وامكانياتهم المالية والجغرافية وعلاقاتهم ـ الثقافية والاقتصادية بل والاجتماعية، وهي كبيره وضخمة، بعرض وطول المساحة من جاكرتا جنوب شرق أسيا ولا تتوقف عند دار السلام في شرق جنوب افريقيا، فضلا عن عمقها العربي بين الخليج العربي شرق جزيرة العرب إلى البحر الحمر غربها، هذا العمق الجغرافي والديمغرافي بل والثقافي والاقتصادي كان ولا زال الجاذب الطبيعي لإقامة دولة حضرموت على بحر العرب.. أو الأقدر في الحد الادنى على توحيد قوى الاقليم وفرضه إقليم قائد في دولة اتحادية ـ قابلة للحياة.
□□□ نعم الحضارم يملكون كل الامكانيات.. والمطلوب: مؤتمر حضرمي عام يفضي إلى اختيار قيادة سياسية واجتماعية، تجسد الوحدة السياسية والوطنية، وعندها لن يعذر الأشقاء.. وسيعذرنا اشقاءنا  اليمانية.. وتبقى الاجابات في ارادة ابناء حضرموت، مع مبادرة للمؤتمر الجامع الحضرمي ـ ولن نختلف؟!. 
*عضو مجلس م حضرموت ـ ناشط وكاتب سياسي.