احتجاجات إيران تتواصل للأسبوع الـ11.. و3 وسائل لـ "قمع" المظاهرات

عرب وعالم

اليمن العربي

فيما تتواصل احتجاجات إيران للأسبوع الحادي عشر على التوالي وسط فشل السلطات في "قمعها"، لوح النظام بوسائل عدة لـ "ترهيب" المتظاهرين.

فمن القضاء مرورا بـ "أعمال العنف" إلى الإشادة بالقوات التي "تقمع" الاحتجاجات خاصة في العاصمة طهران، تنوعت وسائل النظام الإيراني، الهادفة للقضاء على المظاهرات التي تمثل التحدي الأكبر له منذ 44 عاما (الثورة الإيرانية).


فما الجديد على الأرض؟

استمرت الاحتجاجات مساء السبت في عدد من المدن الإيرانية، بينها العاصمة طهران وأصفهان وتبريز ورشت وجيلان وكرمنشاه وكردستان.

وبحسب مقاطع فيديو جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن المتظاهرين في أصفهان ورست رددوا شعارات مناهضة لنظام المرشد علي خامنئي، وأبدوا دعمهم للمتظاهرين في سيستان وبلوشستان والأكراد، منددين بقمع السلطات ضد الأقليات العرقية والدينية.


الإشادة بالقوات

يأتي ذلك فيما أشاد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، مساء السبت، بقوة خاصة تابعة للحرس الثوري شاركت في قمع الاحتجاجات بالعاصمة طهران، مخاطبًا إياهم بـ "أنتم بارعون".

جاء ذلك خلال زيارة لرئيسي إلى قوة "الفاتحين"، وهي قوة خاصة تابعة لفيلق محمد رسول الله التابع للحرس الثوري، الذي يتولى مسؤولية الأمن في طهران.

وبحسب بيان الرئاسة الإيرانية فإن رئيسي نقل "تحيات المرشد الأعلى علي خامنئي إلى قوة الفاتحين"، قائلا: "لقد كنتم بارعين في وجه مثيري الشغب والمخربين وقمتم بتوفير أمن الناس".

وكرر الرئيس كلام آية الله الخميني مؤسس النظام الإيراني الراحل، قائلا: "اليوم الحفاظ على النظام الإسلامي من الواجبات" والتحرك في هذا الاتجاه له أولوية مزدوجة.


تأسيس الوحدة

وأشاد رئيسي بقوات الوحدة الخاصة التي قال إنها "فضلت الحفاظ على أمن البلاد على يوم الجمعة المريح والتواجد مع العائلة"، قائلا "إن هذا العمل قيم حقا ويستحق التقدير".

وكانت وكالة تسنيم للأنباء أجرت مقابلة مع محمود هاشمي قائد هذه الوحدة في عام 2020، قائلا عن هذه الوحدة: "تم إنشاؤها عام 2000 بجهود ماجد فتحي نجاد والباسيج في غرب طهران في منطقة المقداد، تحت عنوان وحدة العمليات الخاصة، وقد أصبحت اليوم إحدى رتب التنظيم القتالي للحرس الثوري، حيث أصبح الآن بالإضافة إلى طهران جميع محافظات البلاد لديها العديد من قوة الفاتحين".

وأشارت تقارير إيرانية إن ما جعل اسم الفاتحين أكثر شهرة من أي شيء آخر هو وجود قوات هذه الوحدة في سوريا وما يسمى بـ "جبهة المقاومة".


التلويح بالقضاء

ومن الإشادة بالقوات التي "تقمع" المحتجين إلى التلويح بالقضاء لترهيب المتظاهرين، كان رئيس قضاة محافظة طهران علي القاصي مهر حاضرا بتصريحاته التي أكد فيها أن "عددا كبيرا من قضايا الشغب وأعمال الشغب الأخيرة" معروضة على المحاكم، وفي بعض الحالات صدرت أحكام أولية ويجري النظر فيها حاليا في المحكمة العليا.

وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية، فإن القاصي مهر قال إن التحقيق في بعض القضايا لم يكتمل، وإنه في أيدي مأموري القضاء لفحص الوثائق وتقديم التقارير النهائية.

ولم يشرح المسؤول الإيراني أكثر عن الأوامر الصادرة، بل إنه كان أعلن الأيام الماضية صدور أحكام بحق عدة متهمين بـ "المحاربة والفساد في الأرض"، وهي تهمة عقوبتها الإعدام في إيران.

وكان رئيس القضاء الإيراني أعلن الشهر الماضي بدء محاكمة معتقلي الاحتجاجات الأخيرة في "طهران وبعض المحافظات".

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الجاري أعلنت السلطات القضائية التابعة للحكومة الإيرانية عن صدور أكثر من 500 لائحة اتهام في كرج وطهران حتى الآن.

وأصدر القضاء الإيراني حتى الآن 6 من أحكام الإعدام ضد متظاهرين في العاصمة طهران ومدينة كرج بذريعة حمل السلاح والشروع في القتل.

وقالت منظمات حقوقية إن 21 شخصا على الأقل يتعرضون لهذه العقوبة بتهمة "المحاربة والفساد في الأرض".


ارتفاع قتلى البلوش

وأفادت حملة نشطاء البلوش بمقتل 100 شخص خلال الاحتجاجات المستمرة في بلوشستان، مشيرة إلى أن ما لا يقل عن 17 من القتلى هم من الأطفال والمراهقين، وأن أكثر من 400 شخص أصيبوا.

وبعد استهداف المصلين في مسجد مكي من قبل المحتجين في زاهدان أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، الذين اعترضوا على "اغتصاب" فتاة بلوشية من قبل قائد شرطة، أسفر عنف السلطات عن مقتل العديد من المصلين، فيما لا تزال مدن محافظة سيستان وبلوشستان تشهد كل جمعة مسيرات مناهضة للنظام الإيراني.

وقالت حملة نشطاء البلوش إن التقارير تشير إلى اعتقال عدد من المواطنين البلوش من قبل القوات العسكرية، فيما لم تصل حتى الآن أي معلومات عن هوية هؤلاء المواطنين لمراسلي حملة النشطاء البلوش.


انتقادات للحكومة

من جهة أخرى، انتقدت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية احتفال السلطات بفوز المنتخب الإيراني على ويلز في مباريات الجمعة ضمن تصفيات كأس العالم، قائلة إن نجاح الحكومة هو سلام زاهدان وكردستان وليس فوز فريق كرة القدم.

وقالت الصحيفة في مقال لها "إن نجاح الحكومة ليس في فريق مدربه برتغالي ونصف لاعبيه خارج إيران، فرحة نجاح المنتخب الوطني على وفاة متظاهر يعتبر علامة سلبية للسياسة، واختزال السياسة إلى الرياضة هو نفس الخطأ الذي ارتكبته، لذا لا تكرره".

ورافق فوز المنتخب الإيراني على المنتخب الويلزي في الدوحة بقطر تهنئة متنوعة من المسؤولين الذين يواصلون "سحق" المحتجين في الأيام الماضية.


حصيلة حقوقية

وفي سياق متصل، أعلنت منظمة "هرانا" الحقوقية الإيرانية، اليوم السبت، عن حصيلة قتلى الاحتجاجات الأخيرة في إيران منذ بداية الاحتجاجات في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي وحتى أمس الجمعة.

وقالت المنظمة إن عدد القتلى ارتفع إلى 448 شخصًا بينهم 63 من الأطفال والمراهقين و57 من قوات الأمن، مشيرًا إلى أن عدد المعتقلين خلال الاحتجاجات في مختلف المدن بلغ "18 ألفا و170 شخصا"، تم تحديد هوية "3 آلاف و312 شخصا" حتى الآن.