أوكرانيا.. خيرسون تجلي أول دفعة على أضواء الشموع

عرب وعالم

اليمن العربي

على ضوء الشموع يعيش نحو نصف سكان كييف محرومين من الكهرباء في ظل درجات حرارة منخفضة، بعد يومين من ضربات روسية استهدفت بنى تحتية للطاقة.

تلك الضربات الروسية التي استهدفت يوم الجمعة، مدينة خيرسون جنوبي أوكرانيا، أدت إلى مقتل 15 مدنيًا وإصابة 35 آخرين بينهم طفل، حسب مسؤولة في المدينة.

وقالت غالينا لوغوفا عبر مواقع التواصل الاجتماعي "قُتل اليوم 15 من سكان مدينة خيرسون وأصيب 35 آخرون بينهم طفل"، مشيرة إلى أن "منازل خاصة عدة وبنايات شاهقة تضررت" جراء الهجمات.

وفي محاولة من أوكرانيا لإجلاء سكان خيرسون، أعلنت وزارة إعادة دمج الأراضي المحتلة مؤقتًا في أوكرانيا، مغادرة قطار خيرسون متجهًا إلى خميلنيتسكي وعلى متنه المواطنون المئة الأوائل من خيرسون الذين استفادوا من الإجلاء الحكومي، بينهم 26 طفلا، فضلا عن سبعة مرضى طريحي الفراش وستة معوقين.


إجلاء المرضى

وأعلن حاكم منطقة خيرسون ياروسلاف يانوشيفيتش على مواقع التواصل الاجتماعي في وقت سابق الجمعة إجلاء المرضى من مستشفيات المدينة، قائلا: "بسبب القصف الروسي المتواصل، نقوم بإجلاء المرضى من مستشفيات خيرسون".

في السياق نفسه، ما يزال نحو نصف سكان العاصمة كييف محرومين من الكهرباء الحيوية خلال فصل الشتاء البارد بعد يومين من ضربات روسية استهدفت بنى تحتية للطاقة، حسب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي قال في خطابه اليومي: "انقطاع التيار الكهربائي الليلة مستمر في معظم المناطق وفي كييف. أكثر من ستة ملايين أسرة في المجموع".

وقال زيلينيسكي عبر فيسبوك الجمعة: "علينا أن نتحمل هذا الشتاء - شتاء سيتذكره الجميع".


إصلاح الأضرار

بعد الضربات المكثفة التي وقعت الأربعاء في أوكرانيا، يواصل المهندسون إصلاح الأضرار بينما انقطع التيار الكهربائي عن ملايين الأشخاص الخميس خاصة في العاصمة.

وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو: "ثلث المساكن في كييف باتت لديها تدفئة، يواصل الخبراء العمل على إعادة (التيار الكهربائي) إلى العاصمة".

وأضاف: "خلال النهار، تنوي شركات الطاقة توصيل الكهرباء إلى جميع المستهلكين بالتناوب". ولامست الجمعة درجات الحرارة الصفر مئوية، مع تساقط أمطار.

في شقتها التي انقطع عنها الغاز، توضح ألبينا بيلوغوب أن أطفالها ينامون الآن في غرفة واحدة لإبقاء أجسادهم دافئة، مضيفة: "هذه حياتنا. سترة فوق أخرى ثم ثالثة. نعيش هكذا الآن".


المرحلة الأصعب

واعتبر رئيس مجلس إدارة شركة الكهرباء الوطنية "أوكرنرجو" فولوديمير كودريتسكي أن نظام الطاقة الأوكراني قد "تجاوز الآن المرحلة الأصعب" بعد الهجوم الذي استهدفه.

وقال عبر فيسبوك إن الكهرباء عادت جزئيًا في المناطق وشبكة الطاقة مرتبطة من جديد بنظام الطاقة في الاتحاد الأوروبي.

بدوره، قال مستشار الرئاسة ميخايلو بودولياك بعد القصف الروسي، تضرر نظام الطاقة، لكنه أعيد في غضون 24 ساعة، مضيفا في تصريح متلفز: "نعم، إنه وضع صعب ونعم يمكن أن يتكرر. لكن أوكرانيا يمكنها التعامل معه".

من جهتها ستقاطع أوكرانيا أعمال جمعية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لأنها لم تعمد إلى تغيير قواعدها لاستبعاد التمثيل الروسي، وفقًا لعضو البرلمان الأوكراني يفغينيا كرافتشوك.


ما رد فعل حلفاء أوكرانيا؟

وفي مواجهة القصف الروسي، تلقت أوكرانيا أنظمة دفاع مضادة للطائرات من الغرب، لكنها ستحتاج إلى المزيد لتحييد صواريخ موسكو وطائراتها دون طيار.

وأكدت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن في برلين، إلى جانب المستشار الألماني أولاف شولتس، أن باريس وبرلين ستدعمان أوكرانيا حتى نهاية هذا الصراع، مضيفة: "منذ اليوم الأول من هذه الحرب الوحشية، قدم بلدانا دعمًا ثابتًا لأوكرانيا".

المستشار الألماني قال من جهته إن سياسة الترهيب بالقنابل الروسية ضد البنى التحتية المدنية في أوكرانيا يجب أن تنتهي.

وأشار إلى أن ألمانيا وفرنسا تعملان على مساعدة أوكرانيا في إعادة بناء البنية التحتية للطاقة التي دمرت جزئيًا.

وأثناء زيارته لأوكرانيا الجمعة، أعلن وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي مساعدات جديدة أبرزها إرسال سيارات إسعاف ودعم موجه إلى الناجيات من العنف الجنسي الذي ارتكبه الجيش الروسي، على حد قوله.

وأضاف كليفرلي: "المملكة المتحدة تقف إلى جانب أوكرانيا". ويأتي ذلك بعد أسبوع على زيارة لرئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك تعهد خلالها منح أوكرانيا دعما عسكريا بقيمة 60 مليون يورو.


ماذا قالت روسيا؟

تقول روسيا إنها تستهدف البنية التحتية العسكرية فقط وتلقي باللوم في انقطاع التيار الكهربائي على الدفاعات الجوية الأوكرانية، فيما اعتبر الكرملين أن أوكرانيا يمكنها إنهاء معاناة شعبها بقبول المطالب الروسية.

والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمهات عسكريين للمرة الأولى الجمعة، قائلا إنه يشاركهن "ألمهن" ودعاهن إلى عدم تصديق "الأكاذيب" بشأن الهجوم في أوكرانيا.

ونددت الخارجية الروسية بقرار للبرلمان الأوروبي وصف روسيا هذا الأسبوع بأنها "دولة راعية للإرهاب"، قائلة إن هذا القرار "ليست له أي علاقة" بمكافحة الإرهاب.