خبراء يوضحون العلاقة بين السكتة القلبية المفاجئة وتلوث الهواء

منوعات

اليمن العربي

اكتشف خبراء كلية الطب Duke-NUS في سنغافورة، أن تلوث هواء المدن، يمكن أن يسبب سكتة قلبية مفاجئة لدى بعض الأشخاص الذين يعيشون حياة طبيعية.

 

وتشير مجلة The Lancet Public Health، إلى أن الباحثين درسوا وحللوا بيانات جمعت خلال أعوام 2010-2018، لتحديد ما إذا كانت هناك علاقة متبادلة بين السكتة القلبية وتركيز دقائق PM2.5 الصلبة التي أبعادها من 0.001 إلى 2.5 ميكرومتر. فقد أظهرت نتائج دراسات علمية سابقة، أن هذه الفئة من دقائق الهواء الجوي تزيد كثيرا من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي والعيون.


ودرس الباحثون في هذه الدراسة 18 131 حالة عن توقف القلب المفاجئ، كان متوسط عمر المصابين 65 عاما. واتضح لهم، أن زيادة تركيز PM2.5 بمقدار 10 ميكروغرام لكل متر مكعب من الهواء ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بالسكتة القلبية خلال اليومين المقبلين، الذي ينخفض بعد ذلك خلال الأيام الثلاثة التالية.

ولاحظ الباحثون أيضا أن هناك احتمالا ضئيلا للسكتة القلبية عندما يكون مزيل الرجفان غير فعال وكذلك توقف القلب خارج المنزل. ولكنهم. لم يعثروا على مثل هذا الاحتمال لجسيمات PM10 التي يبلغ قطرها 10 ميكرومتر أو أقل، وكذلك بالنسبة لغازات O3 وNO2 وSO2.

وقد أظهرت نتائج الحسابات، أنه يمكن تقليل حالات توقف القلب خارج المستشفى المرتبطة بـ PM2.5 بنسبة ثمانية بالمئة عند انخفاض تركيز PM2.5 بمقدار 1 ميكروغرام لكل متر مكعب وبنسبة 30 بالمئة مع انخفاض تركيز PM2.5 بمقدار ثلاثة ميكروغرام لكل متر مكعب.

وتجدر الإشارة، إلى أن منظمة الصحة العالمية كانت قد أوصت في عام 2021 بتخفيض معدل التركيز السنوي للهباء في الهواء الجوي من 10 إلى 5 ميكروغرام في المتر المكعب الواحد بالنسبة لـ PM2.5، ومن 20 إلى 15 ميكروغرام في المتر المكعب بالنسبة لـ PM10.
اتضح لعلماء معهد ماكس بلانك للكيمياء في ألمانيا، أن تلوث الهواء الجوي يمكن اعتباره العامل الرئيس في وفاة الناس في الوقت الحاضر.

ووجد الباحثون أن تلوث الهواء الجوي أخطر العوامل التي تهدد حياة الناس، وأن الأمراض الناجمة عنه تقضي سنويا على حياة 8.8 مليون شخص.

ويشير العلماء في مقال نشرته مجلة "European Heart Journal" إلى أنه "وفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، فقد بلغ مستوى الوفيات بسبب التدخين 7.2 مليون شخص في السنة. أي أن تلوث الهواء الجوي حاليا هو عامل جدي يهدد حياة الناس".

ووفقا للباحثين، فإن تلوث الهواء الجوي يتسبب في انخفاض متوسط عمر الإنسان في أوروبا بمقدار سنتين، حيث بينت الدراسات السابقة أنه نتيجة لتلوث الهواء الجوي، يموت أكثر من 300 ألف شخص أوروبي. هذا الرقم حاليا بلغ 790 ألف شخص سنويا.


ويؤكد الباحثون، على أن تلوث الهواء الجوي يؤثر حتى في صحة الذين لم يولدوا بعد، حيث يؤثر سلبا بالدرجة الأولى في الشريان الأبهر ووريد الحبل السري، ما يقوض حالة القلب والأوعية الدموية للجنين ولاحقا ينعكس في حجمه.

وتجدر الإشارة إلى أن تأثير الهواء الملوث في الجسم سببه دقائق صلبة قطرها نحو 2.5 ميكرون. وتركيز هذه الدقائق الصلبة المسموح به في أوروبا هو 25 ميكروغراما في المتر المكعب من الهواء الجوي. في حين تسمح منظمة الصحة العالمية بتركيز 10 ميكروغرامات في المتر المكعب.

كشفت مجموعة علماء دولية أن تلوث الهواء الناجم من عوادم السيارات تسبب في عام 2015 بموت 385 ألف شخص في العالم.
ويفيد موقع "Phys.org" بأن الباحثين قيموا تأثير الغازات المنبعثة من عوادم جميع أنواع السيارات: الخفيفة والشاحنات والحافلات والمعدات والماكينات الزراعية ومعدات البناء التي تستخدم وقود الديزل.

واتضح للباحثين أن تلوث الهواء بنواتج احتراق الوقود وانبعاث الأوزون سبب 11% من 3.4 مليون حالة وفاة مبكرة في السنة، وأن الخسائر الناتجة عن أمراض الرئة والقلب والأوعية الدموية والجلطة ومرض السكري تعادل نحو تريليون دولار.

ووفقا للحسابات، فقد مات في الصين 114 ألف شخص بسبب انبعاثات عوادم السيارات. أما في الولايات المتحدة، فقد تسببت محركات الديزل في 47% من الوفيات المرتبطة بتلوث الجو (22 ألف وفاة). وفي فرنسا وألمانيا وإيطاليا والهند، ارتفعت هذه النسبة وبلغت 66%، لأن نسبة السيارات التي تستخدم وقود الديزل عالية جدا في وسائط النقل المستخدمة هناك.