"ثورة الملاعب".. لاعبو ومشجعو إيران يتحدون ضد النظام

عرب وعالم

اليمن العربي

أطلق المشجعون الإيرانيون صيحات الاستهجان والاستهزاء بالنشيد الوطني، بينما رفض لاعبو منتخب إيران على ما يبدو غناء الكلمات، قبل مباراة إنجلترا.

ووفقا لتقرير نشره موقع "نيوزويك"، فقد لوحظ هذا الإجراء العفوي على نطاق واسع، حيث أظهر الرياضيون والمشجعون تضامنهم مع الاحتجاجات الواسعة التي تشهدها البلاد منذ شهرين.

وكان الفريق على وشك مواجهة إنجلترا على ملعب خليفة الدولي خلال المباراة التي تقام في مونديال قطر.

ونشرت الصحفية الألمانية ناتالي أميري، التي غطت إيران لقناة "Das Erste" التلفزيونية، اللقطات على تويتر، وكتبت "ولم يغن أحد من المنتخب الإيراني. بيان صامت لكن واضحًا لصالح الثورة في شوارع إيران".

واللقطات التي تم تصويرها من المدرجات، شاركها كبير المراسلين الرياضيين في صحيفة "جارديان"، شون إنجل، وعلق قائلا: "صفير عال من المشجعين الإيرانيين وقت نشيدهم الوطني، وكثير منهم يحتجون ضد النظام".

فيما انتشرت مقاطع عديدة بعد انتهاء المباراة تظهر المشجعين الإيرانيين وهم يرددون شعارات "الحرية لإيران"، و"المرأة، الحياة، المرأة"، فيما هتفوا أيضًا بشعار مناهض للمرشد علي خامنئي يصفه بـ "الديكتاتور".

بينما رفع بعض المشجعين علم إيران في عهد الشاه محمد رضا بهلوي أي قبل وصول النظام الحالي للحكم عام 1979، واستخدمت بعض الفتيات المشجعات أيديهن لكتابة شعارات تمجد الثورة والاحتجاجات في إيران.

وقامت القناة الإيرانية الرياضية بقص المقاطع التي يظهر فيها المشجعون يرددون شعارات ضد النظام، ولقطات رفع لافتات ضد رموز النظام.

وقال لاعب المنتخب الإيراني، إحسان حاج صافي في حديث للصحافة الإيرانية عقب المباراة "الأوضاع سيئة والشعب ليس سعيدًا".

واستهل المنتخب الإيراني لكرة القدم، مشواره في كأس العالم، بهزيمة ثقيلة بستة أهداف أمام المنتخب الإنجليزي، لتسجل أسوأ هزيمة في تاريخ مشاركتها في البطولة.

وتشهد إيران مظاهرات اندلعت بعد مقتل الشابة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما والتي تم اعتقالها وسجنها لعدم ارتدائها الحجاب.

وتنص قوانين شرطة "الأخلاق" القاسية على وجوب تغطية شعر المرأة بالحجاب أينما كانت في الأماكن العامة.

ويعتقد أن أميني تعرضت للضرب والتعذيب قبل وفاتها في 16 سبتمبر/ أيلول، رغم أن المسؤولين الإيرانيين يزعمون أنها توفيت بنوبة قلبية.

وأثار موت الشابة الإيرانية احتجاجات واسعة النطاق، حيث خلعت العديد من النساء الحجاب في الأماكن العامة. وشهدت الاحتجاجات غير المسبوقة انضمام العديد من الرجال إلى الشوارع للتظاهر ضد النظام.

وعلى الرغم من خروج احتجاجات ضد السلطات من قبل في إيران، إلا أن الحجم الهائل للمظاهرات الحالية واختلاف الأجناس والفئات المشاركة جعلها مختلفة عن الاضطرابات التي حدثت من قبل.

وقالت منظمة إيران لحقوق الإنسان، ومقرها النرويج، إن ما لا يقل عن 234 شخصًا، بينهم 29 طفلًا، قتلوا على أيدي قوات الأمن حتى نهاية أكتوبر/ تشرين الأول.