دراسة: الإجهاد على جهاز المناعة

منوعات

اليمن العربي

ارتبط الإجهاد في العديد من الدراسات بأنواع مختلفة من المشاكل الصحية الخطيرة. ويمكن أن تتسبب هذه الحالة في إحداث فوضى في جميع أنحاء الجسم، أكثر مما يدرك الكثير منا.

ويشير الخبراء إلى أن جهاز المناعة قد يكون أحد مكونات الجسم الأكثر عرضة للتأثر بسبب التوتر والإجهاد، كونه شبكة حيوية من الأعضاء التي تعمل على إبقائنا بصحة جيدة.

 

دراسة: الإجهاد على جهاز المناعة


وتقول ليزلي وايت، الصيدلانية في مؤسسة الرعاية الصحية Boots: "من المهم أن نلاحظ أنه عندما يصبح التوتر مزمنا أو طويل الأمد، يمكن أن يكون له آثار صحية سلبية. وعندما نشعر بالتوتر، ينتج جسمنا هرمون التوتر، الكورتيزول، والذي يمكن أن يثبط مدى فعالية جهاز المناعة. وهذا يعني أن قدرة الجهاز المناعي على أداء وظيفته يمكن أن تتضاءل".

وفي حالات قمع الجهاز المناعي على المدى القصير، والذي قد يكون ناتجا عن الإجهاد اليومي، من غير المحتمل أن يكون هذا ضارا، ومع ذلك، فإن الكبت طويل الأمد، الذي يمكن أن يحدث بسبب الإجهاد طويل الأمد، يعني أن الجسم يمكن أن يصبح أكثر عرضة للعدوى والمرض.

وتشرح وايت: "قد يلاحظ شخص يعاني من ضغوط مزمنة أو طويلة الأمد أنه يعاني من أمراض طفيفة مثل السعال ونزلات البرد أكثر من المعتاد. والإجهاد طويل الأمد قد يؤثر أيضا على الصحة العقلية وصحة القلب والأوعية الدموية".

وعندما نشعر بالتوتر، فمن الأرجح أن نبحث عن آليات التأقلم غير الصحية أيضا، مثل التدخين، وهذا لا يساعد في مشاكل الجهاز المناعي.

كيفية الحد من التوتر

تقول وايت: "التوتر اليومي هو شيء نشعر به جميعا في مرحلة ما من حياتنا، وفي معظم الحالات، هذه إحباطات غالبا ما تكون مؤقتة، لذلك من غير المرجح أن تؤثر سلبا على صحتك العامة ورفاهيتك. وعندما نعاني من ضغوط يومية، فمن المفيد أن نحاول ونتعامل مع هذا من خلال طرق التأقلم الصحية، بما في ذلك النشاط، وتناول نظام غذائي صحي والحد من تناول الكحوليات والكافيين".

وتضيف وايت: "يجد الناس أيضا الاسترخاء لمدة نصف ساعة على الأقل كل ليلة، سواء كان ذلك من خلال قراءة كتابك المفضل، أو مشاهدة التلفزيون أو الاستماع إلى الموسيقى. وإذا كنت تعاني من ضغوط تؤثر على حياتك اليومية، فمن المهم التحدث إلى الطبيب للحصول على المشورة والدعم".
يعرف البوتوكس بخصائصه التي تعمل على القضاء على التجاعيد. لكن الباحثين يعتقدون أن الحقن قد تكون لها فائدة أخرى، وهي درء الكآبة.

ويعتقد الباحثون الألمان أن البوتوكس قد يساعد المرضى الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية، والذين غالبا ما يعانون من الاكتئاب.
ويُعد اضطراب الشخصية الحدية اضطرابا في الصحة العقلية يتسبب في أن يعاني المصابون من عدم الاستقرار العاطفي وأنماط التفكير المضطربة والسلوك الاندفاعي. بحيث يؤثر في طريقة تفكيرك في نفسك وشعورك بها وبالآخرين، ما يؤدي إلى مشاكل في مهام الحياة اليومية، حسب مؤسسة "مايو كلينك".

ويعمل البوتوكس عن طريق إرخاء عضلات الوجه لتنعيم الخطوط والتجاعيد. ويدعي الباحثون أن هذه التأثيرات نفسها، التي تستمر لمدة ثلاثة أشهر، هي المسؤولة عن أي فوائد للصحة العقلية.

بمعنى أن منع الناس من العبوس، عن طريق تجميد عضلات الجبهة اللازمة للقيام بذلك، يمنع المتلقين من تجربة الحالة المزاجية السلبية بشكل مكثف، وفقا لنظريتهم.

وقال فريق كلية الطب في هانوفر إن مادة البوتوكس "يمكن أن يكون لها دور" في علاج الأمراض العقلية.

ويعمل البوتوكس عن طريق حقن مادة سامة تعرف باسم البوتولينوم في الجلد، والتي تثبط مؤقتا الخلايا العصبية المسؤولة عن إرسال إشارات محددة إلى العضلات.

وكشف الدكتور أكسل وولمر، الطبيب النفسي بجامعة سيميلويس وكبير مؤلفي الدراسة: "تقدر منظمة الصحة العالمية أن عدد الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب يبلغ نحو 280 مليونا. والعلاجات الراسخة مثل العلاج النفسي أو مضادات الاكتئاب لا تعمل بشكل كاف في نحو ثلث المرضى، لذلك هناك حاجة لتطوير خيارات علاج جديدة، وهنا يمكن أن يكون لحقن البوتوكس دور".
وفحص الفريق بيانات عن 45 امرأة، جمعت بين عامي 2016 و2019 كجزء من تجربة إكلينيكية. وكانوا جميعا يعانون من اضطراب الشخصية الحدية.

وتلقى نصفهم تقريبا حقنة بوتوكس واحدة في المنطقة الواقعة بين الحاجبين حيث تظهر خطوط التجهم.

وأعطيت مجموعة العلاج الوهمي جلسات الوخز بالإبر لمدة 20 دقيقة - واحدة في بداية الدراسة والثانية بعد أسبوعين.

وخضع المشاركون لفحص بالتصوير بالرنين المغناطيسي، وأكملوا الاختبارات التي تصنف أعراض اضطراب الشخصية الحدية قبل وبعد العلاج.

وتظهر النتائج، التي نُشرت في مجلة Scientific Reports، أنه بعد أربعة أسابيع، أفاد المشاركون في كلا المجموعتين أن أعراض الاضطراب لديهم خفت.

ومع ذلك، بعد العلاج، أبلغ متلقو البوتوكس فقط عن سلوكيات أقل اندفاعا. وقال الباحثون إن هذا الاكتشاف يتوافق مع بيانات مسح الدماغ، والتي أظهرت أن هناك نشاطا أكبر في القشرة الحركية، وهي منطقة من الدماغ تشارك في التحكم والتخطيط.

كما أظهرت نتائج المسح أيضا أن أولئك الذين تلقوا البوتوكس هدأ النشاط لديهم في منطقة اللوزة في الدماغ، والتي تعالج الخوف.
وأوضح الفريق أن دراستهم تقدم "الدليل الأول" على أن البوتوكس "قد يعدل الجوانب العصبية الحيوية والسلوكية المركزية لاضطراب الشخصية الحدية".

وأشاروا إلى أن هذا يرجع إلى أن السم الذي يقطع التفاعل بين عضلات الجبهة والدماغ، والذي بدوره يغير استجابة الناس العاطفية.

وتؤدي الحالة المزاجية السلبية إلى تقلص العضلات بين الحاجبين، ما يؤدي إلى ظهور خطوط التجهم. لكن البوتوكس يشل هذه العضلات بشكل فعال.

ووفقا للبروفيسور تيلمان كروجر، أحد مؤلفي الدراسة، فإن الارتباط الوثيق بين الحالة المزاجية وتعبيرات الوجه، المعروفة باسم نظرية ردود الفعل على الوجه، يعني أن الأشخاص غير القادرين على التجهم يمرون بمشاعرهم السلبية بشكل أقل كثافة. والجبين المريح ينقل شعورا أكثر إيجابية، إذا جاز التعبير".

وأشار الباحثون إلى أن الأطباء لم يقدموا بعد البوتوكس كعلاج للأمراض العقلية. ومع ذلك، يقول البروفيسور كروجر إنه يأمل أن يتغير هذا عندما يتم البحث بشكل أفضل عن آلية النتائج التي توصل إليها فريقه.