علامات مفاجئة قد تعني الإصابة بمرض السكري.. ما هي؟

منوعات

اليمن العربي

يحدث داء السكري عندما لا يتمكن الجسم من امتصاص السكر (الجلوكوز) في خلاياه واستخدامه للحصول على الطاقة. وينتج عن هذا تراكم سكر إضافي في مجرى الدم.

ويعد السكري مرضا شائعا يمكن أن يكون له عواقب وخيمة. وهناك نوعان مختلفان من المرض، النوع الأول والنوع الثاني.

علامات مفاجئة قد تعني الإصابة بمرض السكري.. ما هي؟


في النوع الأول، يهاجم جهاز المناعة في الجسم الخلايا التي تنتج الإنسولين ويدمرها، ما يعني أن الجسم لا يستطيع إنتاج أي إنسولين.

أما النوع الثاني، وهو الأكثر شيوعا، فيحدث عندما لا يكون الجسم قادرا على إنتاج ما يكفي من الإنسولين، أو عندما لا تتفاعل خلايا الجسم مع الإنسولين.

وإذا تُرك دون علاج، فإنه يمكن أن يسبب عددا من المشاكل الصحية المختلفة بسبب الكميات الكبيرة من الجلوكوز التي تدمر الأوعية الدموية والأعصاب والأعضاء.

ويوصف داء السكري بـ "القاتل الصامت"، نظرا لأن الكثير ممن يصابون به لا يدركون ذلك، حيث أنه غالبا ما لا يظهر أعراضا مبكرة.

وهناك بعض العلامات الرئيسية لمرض السكري، التي يمكن ملاحظتها في كلا النوعين من المرض، والتي تشمل، الشعور بالعطش، والتبول بشكل متكرر أكثر من المعتاد، خاصة في الليل، والشعور بالتعب الشديد وفقدان الوزن وفقدان كتلة العضلات.

وفي حين أن هذه هي الأعراض الأكثر شهرة عندما يتعلق الأمر بمرض السكري، إلا أن هناك أيضا علامات "مفاجئة" أخرى يمكن ملاحظتها في مرضى السكري، وهي:

1. مشكلات الحكة

إحدى العلامات المدهشة هي الحكة التناسلية أو مرض القلاع.

ويمكن أن تكون عدوى الخميرة شائعة عند مرضى السكر وذلك لأن السكر يساعد على نمو المبيضات.


وتقول هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) إن الذين يعانون من مرض السكري غير الخاضع للسيطرة بشكل سيئ قد يعانون من هذه الحالة.

وهذا غالبا لأن المستويات المرتفعة من السكر في الدم تعني أيضا مستويات عالية في أجزاء أخرى من الجسم مثل العرق واللعاب والبول.

وقد تنمو الخميرة بعد ذلك، ما يعني أن ينتهي الأمر بالمرضى مع مرض القلاع.

2. الجروح والتقرحات

في كثير من الأحيان إذا كنت مصابا بداء السكري، فقد لا يتمكن جهاز المناعة لديك من السيطرة على جروح الجلد والالتهابات، كما يقول الخبراء الصحيون في عيادة "هيلث بارتنرز" في بلومنغتون، إنديانا.

وأضافوا أن "ارتفاع نسبة السكر في الدم يمكن أن يغير كيمياء الدم بطرق تقلل من دفاعات الجسم وتجعل جهاز المناعة يعمل بشكل أبطأ".

وقالوا إن هذا بدوره يعني أن الجروح والتقرحات ستستغرق وقتا أطول للشفاء.

وبالنسبة للعديد من مرضى السكر، غالبا ما يؤدي ذلك إلى تقرحات في القدم، وسيكون طبيبك قادرا على مساعدتك في علاج ذلك.

3. ضبابية العين

الرؤية الضبابية هي أيضا عارض شائع لدى مرضى السكري. وقال الخبراء في مركزJohn Hopkins Medicine إن مرض السكري يمكن أن يتلف البقعة (أو البقعة الصفراء)، وهي مركز الشبكية الذي يوفر الرؤية المستقيمة.


وإذا كنت تعاني من مرض السكري غير الخاضع للسيطرة، فقد يكون لديك أوعية دموية متسربة، ما قد يؤدي إلى عدم وضوح الرؤية أو تشوهها.

4. اضطرابات الجلد

تتكرر الاضطرابات الجلدية بين مرضى السكر بسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم، ما يؤثر على الأوعية الدموية والأعصاب.

ويعد الشواك الأسود (AN) الأكثر شيوعا في الأشخاص قبل التشخيص، وهو حالة مرضية تتسم بوجود مناطق داكنة وسميكة ومخملية في ثنايا الجسم وتجاعيده. ويؤثر ذلك في الغالب في الإبطين والأربية والرقبة.

5. تساقط الشعر

قالت باربي سيرفوني، أخصائية التغذية ورعاية وتعليم مرض السكري، إن أحد الأعراض "المفاجئة" لمرض السكري يمكن أن يكون تساقط الشعر.

وأوضحت عبر موقع VeryWell: "غالبا ما يرتبط تساقط الشعر بداء السكري من النوع الأول أو النوع الثاني. ويُعتقد أن بعض المشكلات التي يسببها مرض السكري قد تؤدي إلى تساقط الشعر، بما في ذلك اضطراب في الجهاز المناعي يسمى داء الثعلبة، وضعف الدورة الدموية، وارتفاع نسبة السكر في الدم".

ربط باحثون من جامعة لوند في السويد ظاهرة "إصبع الزناد" بالمرضى الذين يعانون من كلا النوعين، الأول والثاني، من داء السكري.
ويصف "إصبع الزناد"، أو "الإصبع الزنادي" الحالة التي ينثني فيها إصبع واحد أو أكثر - غالبا إصبع الإبهام أو البنصر - في راحة اليد في وضع يصعب تصويبه. وعادة ما يمكن علاج هذه الحالة المؤلمة بحقن الكورتيزون، ولكنها تتطلب جراحة في بعض الأحيان.

وقال ماتياس ريدبيرغ، مؤلف الدراسة وطالب الدكتوراه في جامعة لوند: "في عيادة جراحة اليد، لاحظنا منذ فترة طويلة أن المصابين بداء السكري، من النوع الأول والنوع الثاني، يتأثرون غالبا بالإصبع الزنادي. وأكثر من 20% ممن يحتاجون إلى جراحة لهذه الحالة هم مرضى مصابون أو سيصابون بمرض السكري".

ولدراسة ما إذا كان ارتفاع نسبة السكر في الدم (عدم انتظام سكر الدم) يزيد من خطر الإصابة بـ "الإصبع الزنادي"، فحص الباحثون سجلين: قاعدة بيانات الرعاية الصحية التي تتضمن جميع التشخيصات، وسجل السكري الوطني السويدي.
ووجدوا أن ما بين 1 و1.5% من السكان يتأثرون بالإصبع الزنادي، لكن التشخيص يصل إلى ما بين 10-15% في المصابين بالسكري، وتظهر هذه الظاهرة بشكل أكبر في المجموعة المصابة بداء السكري من النوع الأول.

وتسلط الدراسة الاسكندنافية الضوء على "نمط السكر في الدم باعتباره عاملا حاسما لزيادة خطر الإصابة بالإصبع الزنادي"، وفقا للباحثين.

ولوحظ أن الذين يعانون من نسبة سكر في الدم غير منتظمة، كانوا أكثر عرضة "لانحباس الأعصاب" في أيديهم. وهي حالة يصبح فيها العصب الزندي محجوزا أو مضغوطا، مؤديا إلى الألم، أو الخدر، أو الضعف.

والآلية أو الآليات الكامنة وراء زيادة المخاطر غير معروفة، ولكن هناك نظريات تفيد بأن ارتفاع نسبة السكر في الدم يجعل الأوتار المثنية وأغلفة النسيج الضام أكثر سمكا، ما يؤدي إلى انغلاقها بسهولة أكبر. وكان من المعروف سابقا أن الأشخاص الذين يعانون من نسبة السكر في الدم غير المنتظمة هم أكثر عرضة لحدوث "انحباس الأعصاب" في اليد.
وشرح البروفيسور لوند لارس، المشارك في الدراسة، أنه الإضافة إلى الضغط العصبي (الانحباس العصبي)، قد يرتبط حدوث الإصبع الزنادي بسماكة النسيج الضام في راحة اليد، والمعروف باسم تقفع دوبويتران (Dupuytren’s contracture)، وضعف في حركة المفصل وخطر الإصابة بالتهاب المفاصل في قاعدة الإبهام.

وربما تختلف الآليات الكامنة وراء هذه المضاعفات في حالة مرض السكري.

وأشار الفريق إلى أن الجراحة تسير على ما يرام في غالب الحالات، وهناك القليل من المضاعفات، لكن الأمر يستغرق وقتا أطول قليلا للمرضى المصابين بداء السكري من النوع الأول والنوع الثاني لاستعادة الحركة والوظيفة كاملتين.