مليشيات الحوثي والمخدرات.. اليمن محطة إيران للتهريب العابر للحدود

أخبار محلية

اليمن العربي

لا يخفى على اليمنيين أن المخدرات تعد أحد أسلحة مليشيات الحوثي لاستدراج الشباب، بل مصدر ثراء الانقلابيين بعد تحويلهم اليمن لمحطة إيران للتهريب العابر للحدود.

ففي أحدث الصرخات اليمنية، دق ائتلاف حقوقي يمني، السبت، جرس إنذار من نشاط مليشيات الحوثي في المخدرات، واتهم 4 قيادات حوثية بارزة بالضلوع في تجارة المخدرات والوقوف خلف تشييد 39 مستودعًا للمخدرات والأسلحة في العاصمة صنعاء وحدها.

وقالت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات، وهي ائتلاف حقوقي غير حكومي، إن الحوثيين حولوا اليمن إلى مقلب واسع لكل الممنوعات والمحظورات المجرمة قانونيا وباتت البلاد سوقا رائجة للكثير من السلع غير المرخصة والمنشطات والمخدرات بأنواعها بشكل ملفت وبطريقة غير معهودة.

وأشارت المنظمة اليمنية في بيان، إلى أن انتعاش تجارة المخدرات وتهريبها ارتبط ارتباطا وثيقا بمليشيات الحوثي الانقلابية، حيث لم يسبق لليمن أن شهد هذا الضخ والكم الهائل من المخدرات من قبل.


قيادات ومستودعات

وبحسب البيان فإن قيادات بارزة في مليشيات الحوثي ضالعة في تهريب المخدرات بأنواعها والمتاجرة بها وتسهيل المرور لها بكميات كبيرة، إذ ‏تعد تجارة المخدرات أبرز الأسباب خلف الثراء الفاحش والسريع لقيادات الحوثي.

وفيما أوضح البيان أن إيران تعتبر البؤرة الأساسية ومستنقع تهريب المخدرات الأساسي للمليشيات الحوثية الإرهابية، وأكد أن ازدهار تجارة الحشيش والمخدرات بأنواعها يرجع إلى بداية الانقلاب على الشرعية، بعد أن كثف التجار نشاطهم في التسويق والتهريب وزادت الكميات تدريجيًا لتصل أوجها في السنوات الأخيرة وبإشراف قيادات الحوثي.

‏وكشفت المنظمة عن جني مليشيات الحوثي عائدات مالية ضخمة سنويا تصل لنحو 6 مليارات دولار، إذ يعتمد الحوثيون اعتمادا كبيرا على تهريب المخدرات من خلال العائدات المهولة التي يجنونها من وراء الاتجار بها.

كما كشف البيان عن تعاون ضباط في الحرس الثوري الإيراني مع تجار المخدرات في كولومبيا لإنتاج كارتيلات ومراكب غاطسة لتهريب الأسلحة ومكونات الصواريخ والمخدرات إلى مليشيات الحوثي الإرهابية.

وحدد البيان عددا من قيادات مليشيات الحوثي التي تعمل مع الحرس الثوري الإيراني أو من أسماهم البيان الفريق العامل بشكل خفي برئاسة القيادات محمد علي الحوثي وأبوعلي الحاكم وشقيق زعيم المليشيات عبدالكريم الحوثي وفارس مناع وقيادات أخرى.

‏وبحسب المعلومات فإنه يوجد 39 مستودعًا في العاصمة صنعاء وحدها يستخدمها تجار حوثيون في إخفاء أنواع متعددة من المخدرات التي يتم استيرادها من إيران، حيث يتم تهريبها عبر ميناءي الحديدة والصليف ومرافئ صيد في شمالي الحديدة.

‏وقال إن المستودعات الموجودة في صنعاء لا تستخدم لتخزين المواد الغذائية التالفة أو البضائع المهربة، وإنما في تخزين المخدرات والأسلحة والذخائر المهربة، مؤكدا وجود شبكات منظمة مرتبطة بقيادات عليا حوثية بشكل مباشر.


عصابات التهريب

وذكر البيان أن مليشيات الحوثي لجأت لتشييد عصابات تهريب واستخدمت النساء والأطفال في تهريب المخدرات، لتضاف هذه الممارسات إلى انتهاكات المليشيات الحوثية الأخرى من خلال تجنيدها الأطفال والنساء، واستغلالهم في أعمال إرهابية كزرع العبوات الناسفة وغيرها من الأعمال الإجرامية.

وأكد البيان أن الهدف الأبرز لمليشيات الحوثي هو تهريب تلك الكميات الهائلة من المخدرات إلى دول الجوار، حيث تستخدم اليمن كمحطة لتهريب المخدرات وتصديرها نحو السعودية ودول أخرى.

وقالت المنظمة إن المعقل الأم للحوثيين المتمثل بمحافظة صعدة تعد إحدى أبرز المدن اليمنية في تجارة المخدرات، بالإضافة إلى شهرتها كأرض خصبة لزراعة الحشيش منذ عقود.

وحذر البيان من استغلال مليشيات الحوثي نحو 800 كيلومتر بين اليمن السعودية في تهريب المخدرات للأراضي السعودية، مشيرة إلى أن الحدود اليمنية حاليا تعد من أخطر المصادر إن لم تكن هي الأخطر لتمويل هذه الآفة، والتي ما زالت تتدفق أنواع المخدرات إليها بشكل مهول.

‏واعتبر البيان تورط قيادات حوثية بارزة في شبكات الاتجار بالمخدرات والاعتماد عليها كمصدر مهم لتمويل ما تسميه المجهود الحربي، واستدراج واستقطاب الآلاف من الشباب للانخراط في صفوفها، والزج بهم في معاركها العبثية.

كما يعمد الحوثيون إلى توزيع ونشر المخدرات في أوساط الشباب وتحديدا الذين انخرطوا في القتال في صفوفهم بغية التأثير عليهم وضمان استجابتهم لتنفيذ كل الأوامر التي توجه إليهم، طبقا لذات المصدر.

وفي 10 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أعلنت السلطات الأمنية اليمنية ضبط سفينة مخدرات إيرانية قبالة سواحل محافظة سقطرى في المحيط الهندي وذلك بالتنسيق مع البحرية الأمريكية في فضيحة مدوية لنظام طهران.

ومطلع يونيو/حزيران الماضي، ضبطت السلطات الأمنية في المهرة سفينة إيرانية كانت تقوم بإنزال المواد المخدرة على ساحل مديرية حوف وكان على متنها عدد 6 أشخاص، خمسة منهم يحملون الجنسية الإيرانية.