موجة اغتيالات جديدة.. هل بدأ "السيناريو الصعب" في إيران؟

عرب وعالم

اليمن العربي

شهدت إيران، الثلاثاء، موجة جديدة من الاغتيالات طالت عنصرًا أمنيًا ومسؤولا قضائيا، في ظل استمرار احتجاجات شعبية تتسع يومًا بعد آخر.

 

وقالت وكالة أنباء "ميزان" التابعة للسلطة القضائية، إن مسلحين مجهولين اغتالوا مساء الثلاثاء، رئيس جمعية ما يمسى بـ "خبراء العدالة" التابعة للسلطة القضائية في مدينة مشهد عاصمة محافظة خراسان رضوي.

 

وأضافت الوكالة أن محمد حسين شركا رئيس جمعية خبراء العدالة التابعة للسلطة القضائية جرى اغتيال من قبل مسلحين مجهولين بمدينة مشهد عقب خروجه من مقر عمله.

 

بدوره، قال المحقق الخاص بجرائم القتل العمد للنيابة العامة الإيرانية في مدينة مشهد، بشأن مقتل شركا معلوماتنا تفيد بأن الاغتيال تم ظهر اليوم بعد خروج محمد حسين من مكان عمله وبعد إطلاق النار عليه، مضيفًا: "نحقق في هوية المتهمين".

من جانبه، قال محسن دواري، حاكم مدينة مشهد في حديثه لوكالة الأنباء الرسمية "إيرنا" إن هذا الحادث وقع نحو الساعة 14:30 أمام المركز الرسمي للخبراء القضائيين ولم يتم التعرف على المهاجمين بعد، مشيرًا إلى التحقيق يجب أن يكون وحضور الشهود لإبداء الرأي النهائي.

 

ولم تتوقف عملية الاغتيال عند هذا الحد، حيث أفادت وكالة أنباء "تسنيم" التابعة للحرس الثوري، مساء الثلاثاء، باغتيال ضابط برتبة عقيد في قوات الحرس الثوري، بهجوم مسلح في مدينة بوكان بمحافظة أذربيجان الغربية شمال غرب إيران.

 

وقالت الوكالة في تقرير لها بموقعها الرسمي، إنه خلال أعمال الشغب (الاحتجاجات) التي اندلعت في مدينة بوكان مساء اليوم، اغتال مسلحون مجهولون العقيد رضا آلماسي في قوات الحرس الثوري.

 

وتواصل مسلسل استهداف رجال الأمن الإيرانيين، حيث كشفت الوكالة الرسمية الإيرانية "إيرنا"، عن اغتيال عنصر من قوات الحرس الثوري يدعى "رضا آذر بار"، وإصابة اثنين آخرين جراء هجوم مسلح بمدينة "كامياران" التابعة لمحافظة كردستان غرب إيران.

 

وقالت الوكالة حسب مصادر أمنية مطلعة، الثلاثاء، إن مسلحين مجهولين فتحوا النار على القوات الأمنية في مدينة كامياران ما أسفر عن مقتل عنصر من الحرس الثوري يدعى رضا آذر بار وإصابة اثنين آخرين بجروح.


تسريب عن موجة اغتيالات وانفجارات

 

وعشية الشهر الثالث من الاحتجاجات الأخيرة، تم تسريب تسجيل صوتي لأحد كبار الضابط في جهاز الاستخبارات التابعة للحكومة الإيرانية يتحدث فيه عن الاحتجاجات والمرحلة المقبلة.

 

ويقول هذا المسؤول الأمني إن الأزمة لا تزال قائمة وأننا سنحصل على عدد الاغتيالات والانفجارات العمياء في المستقبل.

 

وأضاف الرجل الذي عرف نفسه أنه "شكوهي": "ليس الأمر وكأننا نضغط على زر وأن كل شيء قد انتهى وعلينا أن نتجه نحو التغيير ونرفع التسامح ويجب حل قضايا مثل المعيشة والاقتصاد".

 

ووصف السياسة الإيرانية في السيطرة على الفضاء الافتراضي بـ "الخطأ" وقال إنه كان ينبغي استخدامها.

 

ويقول هذا المسؤول الأمني إن نحو 15 ألف شخص اعتقلوا أثناء الاحتجاجات الحالية، وإذا قمت بالتدقيق يمكنك أن ترى أنه لم يكن لدى المعتقلين ما يخسرونه وأثناء الاستجوابات، علمنا بأشياء لا تعرفها أرواحنا.

 

وبحسبه، في الاحتجاجات الأخيرة، أصيب النظام بالشلل لأن الاحتجاجات شاركت فيها طبقات واسعة من المجتمع وكنا نتخوف من مشاركة طلاب الجامعات وهذا ما حصل، مبينًا "معادلات المرحلة" في الجامعة تختلف كثيرا عن أرضية الشارع.

 

ويدعي هذا الشخص "القتل" خلال الاحتجاجات الأخيرة ويتحدث عن قتل "الأبرياء".

 

ويضيف أن 70% من النشطاء في الشارع والمعتقلين هم شباب تتراوح أعمارهم بين 17 و21 سنة.

 

ويقول إن أمريكا لا تستطيع الاعتماد على المعارضة في المنفى لجعل إيران غير آمنة لأن قادتها لا يستطيعون التعاون وفي الخارج، أصبح الجو مثل أن الجميع يعتبر بعضهم البعض مصادر للمعلومات.

 

وحسب ادعائه، ركز الأمريكيون على ثلاثة أشخاص لقيادة الاحتجاجات: سعيد مدني "المنظر"، والسياسي الإصلاحي المعتقل حاليًا "مصطفى تاج زاده" و"الأهم مير حسين موسوي" أحد قادة احتجاجات عام 2009 وأحد زعماء المعارضة الإصلاحية.

 

ويعتبر هذا المسؤول الأمني أن الجذور الداخلية للاحتجاجات الأخيرة هي قضايا مثل التمييز والبطالة والتي لا يمكن لأحد أن ينكرها، وكذلك أخطاء دوريات شرطة الأخلاق.