الشيخ محمد بن زايد يصل إلى مدينة سولو في جمهورية إندونيسيا

عرب وعالم

اليمن العربي

وصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، اليوم الإثنين، إلى مدينة سولو في جمهورية إندونيسيا؛ للمشاركة في قمة مجموعة العشرين.

 

الشيخ محمد بن زايد يصل إلى مدينة سولو في جمهورية إندونيسيا

 

وكان في مقدمة مستقبلي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والوفد المرافق لدى وصوله مطار المدينة رئيس إندونيسيا جوكو ويدودو.

ورافق وصول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان احتفاء رسمي وشعبي حيث اصطف الآلاف من طلبة المدارس على جانبي الطريق، ملوحين بأعلام البلدين تحية وترحيبًا بزيارة سموه إلى بلدهم.
ويتشابه مسجد الشيخ زايد في مدينة سولو إلى حد كبير مع جامع الشيخ زايد الكبير في عمارته البديعة، ولونه الأبيض الصافي، والقباب التي تميزه، حتى يكاد أن يكون نسخة طبق الأصل.

أيضا يحمل المسجد نفس التصميم المعماري للجامع الذي يجمع كثير من الأنماط الفنية والمواد والتقنيات المختلفة، المستوحاة من عدّة طرز متنوّعة، تعبّر عن جماليات العمارة الإسلامية في مختلف العصور.

وفيما يصنف جامع الشيخ زايد الكبير في أبو ظبي ضمن أكبر عشرة مساجد في العالم الإسلامي بسعة أكثر من 40 ألف مصل، فإن مسجد الشيخ زايد سيكون أكبر مسجد في مدينة سولو، وأحد أكبر مساجد إندونيسيا بسعة أكثر من 10 آلاف مصل.

وبالإضافة إلى كونه مكانا للعبادة، سيكون مسجد الشيخ زايد مركزًا للدعوة والأنشطة الاجتماعية وتنمية المجتمع، حيث سيضم مكتبة ومدرسة لتحفيظ القرآن.

وإضافة لدوره الديني والثقافي والإنساني والاجتماعي، سيكون للمسجد دور اقتصادي هام، عبر تشجيعه على السياحة الدينية في المنطقة، كأحد أجمل المساجد بهندسته المعمارية البديعة وتصميمه الفريد.

أيضا سيكون مسجد "الشيخ زايد" الذي يقع في مدينة "سولو" بإقليم جاوا الوسطى مسقط رأس الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو محطة جديدة على طريق تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين.

وكان وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، قد وضع حجر أساس مسجد "الشيخ زايد" في مدينة "سولو" خلال زيارة رسمية إلى جمهورية إندونيسيا في مارس/ آذار 2021.

وخلال 20 شهرا فقط تم الانتهاء من إنشاء المسجد في وقت قياسي، في رسالة جديدة أيضا على حرص البلدين على المضي قدما في تعزيز العلاقات بينهما على مختلف الأصعدة.
وتتويجا لتلك العلاقات المتنامية، وتقديرا للمكانة الرفيعة والجهود البارزة للقيادة الإماراتية، أطلقت إندونيسيا في إبريل/ نيسان 2021 اسم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على أحد أهم شوارع العاصمة الإندونيسية جاكرتا.

جاء ذلك تقديرا لدوره الإنساني الكبير والجهود المتميزة التي بذلها في تطوير علاقات البلدين ودعم ومساندة قضايا الأمتين العربية والإسلامية.

تقدير عبر عنه الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو في تصريحات سابقة، أكد فيها أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رجل ذو رؤية حكيمة ومواقف سديدة وأشعر بالارتياح حيال التعاون معه وينعكس ذلك على العلاقات الوثيقة بين الدولتين.

وبيَّن أن بلاده ترتبط بعلاقات صداقة متميزة مع دولة الإمارات فنحن أخوة.

ولفت الرئيس ويدودو إلى أن إندونيسيا ودولة الإمارات تشتركان في قيم الإسلام الوسطية والاعتدال ويمكنهما سويا التعاون في دعم قيم التسامح ونبذ التطرف الديني، مشيرا إلى أن "الإمارات استطاعات تعزيز قيم الاعتدال بما يدعم المساعي الدولية لتحقيق السلام والتنمية".

وبافتتاحه سينضم مسجد الشيخ زايد في إندونيسيا إلى قائمة مساجد تحمل الاسم نفسه أنشأتها الإمارات حول العالم، لتكون صروحا ثقافية وعلمية تؤدي رسالة حضارية تدعو للتعايش والتسامح والانفتاح على الآخرين.

وإلى جانب الوظيفة الدينية لمساجد الشيخ زايد حول العالم كدور للعبادة، فإنها تقدم مجموعة كبيرة من الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية لسكان المناطق المحيطة بها بصرف النظر عن انتمائهم الديني.

من أبرز تلك المساجد في آسيا: مسجد الشيخ زايد في نينجشيا الصين، الذي يضم في أروقته أماكن للصلاة تستوعب أكثر من ستة آلاف مصل.

ومن أبرزها في إفريقيا: مسجد الشيخ زايد في نيروبي بكينيا الذي يعد أكبر مركز إسلامي في منطقة القرن الإفريقي ويتسع لنحو 15 ألف مصل، ومسجد الشيخ زايد في منطقة فم ازكيد بإقليم طاطا جنوب شرقي المملكة المغربية، والذي يتسع لنحو 3500 مصل.

كذلك يعد مسجد الشيخ زايد في أديس أبابا، أحد المعالم الإسلامية البارزة في إثيوبيا حيث يعد منارة للعلم والمعرفة والخلق القويم، ومركز لترسيخ وتعميق الثقافة الإسلامية ومفاهيمها وقيمها السمحاء، ويعتبر من حيث الحجم ثاني أكبر جامع بدولة إثيوبيا، ويقع بوسط حي بياساو ويتسع لأكثر من 1000 مصل.

أما في أوروبا فيوجد أيضا العديد من المساجد التي تحمل اسم الشيخ زايد، من أبرزها مسجد الشيخ زايد في ستوكهولم بالسويد الذي يتسع إلى 2000 مصل في الأيام العادية و5000 مصل في الأعياد، ومسجد ومركز الشيخ زايد في "سلاو" غربي لندن بالمملكة المتحدة الذي يتسع المسجد لأكثر من ألف مصل، ومسجد الشيخ زايد في أوكسفورد بالمملكة المتحدة بسعة نحو ألف مصل.
وسينضم مسجد "الشيخ زايد" في إندونيسيا إلى تلك القائمة، ليرسخ بما سيقوم به أدوار ومهام، صورة الإمارات ورئيسها الذي بات معروفا في العالم بـ "رجل الإنسانية" "وفارس السلام والتسامح"، لما يقوم به من مبادرات إنسانية وسياسية يقدم خلالها يد العون والمساعدة للمحتاجين حول العالم.

ولا تكاد تمر فترة قليلة، إلا ويحصد العالم ثمار المبادرات الإنسانية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، التي تترجم مفهوم الأخوة الإنسانية، كما ينبغي أن يكون.

وقبل أيام، أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بتقديم مساعدات إغاثية إنسانية إضافية بقيمة 100 مليون دولار إلى المدنيين الأوكرانيين المتضررين من الأزمة في أوكرانيا.

كما سيرت الإمارات على مدار الفترة الماضية جسور إنسانية عديدة لإغاثة ضحايا الكوارث الطبيعية والمناخية التي شهدتها العديد من دول العالم.

من باكستان شرقا وحتى السودان غربا مرورا بالصومال، ومن أفغانستان شمالا وحتى جنوب إفريقيا جنوبا، تواصلت على مدار الأسابيع الماضية قوافل إغاثية إماراتية لتقديم الدعم للمتضررين من الفيضانات في دول مثل السودان وباكستان وجنوب إفريقيا، والزلازل في دول مثل أفغانستان والجفاف في دول مثل الصومال.

جهود متواصلة بتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، تؤكد من خلالها الإمارات أنها لن تدخر جهدا في الوفاء برسالتها الإنسانية وستظل رمزا للعون والنجدة في أوقات الشدة ومصدر إلهام للعالم في العمل الإنساني.

أيضا يسجل تاريخ الإنسانية بأحرف من نور للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عددا من المبادرات التاريخية والمواقف الإنسانية، التي أسهمت في نشر ثقافة التسامح والسلام في العالم، ونزع فتيل عدد من الأزمات والتخفيف من حدتها، والوقوف حائط صد أمام أفكار التطرف والتشدد.

من أبرز تلك المبادرات رعايته لوثيقة الأخوة الإنسانية التي تم توقيعها في الإمارات 4 فبراير/ شباط 2019 تلك المبادرة التي تحولت ليوم عالمي يحتفى به دوليا كل عام.

من أبرز مبادرات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أيضا، توصله لاتفاق تاريخي بين الإمارات وإسرائيل، 15 سبتمبر/ أيلول عام 2020، وتدخله شخصيا لتخفيف حدة التوتر في عدد من أماكن العالم، كان من أبرزها وساطته لنزع فتيل أطول نزاع في إفريقيا بين إثيوبيا وإريتريا في يوليو/تموز 2018.

أيضا يقود الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هذه الأيام حراكا سياسيا ودبلوماسيا إماراتيا متواصلا ومكثفا، لحلحلة الأزمة الأوكرانية.

وتقديرا وعرفانا لجهود ومبادرات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، التي أسهمت في نشر ثقافة التسامح والسلام في العالم، وتعزيز الأخوة الإنسانية ونزع فتيل عدد من الأزمات، أو التخفيف من حدتها، حصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على العديد من الشهادات والأوسمة والميداليات من دولة الإمارات والعديد من الدول.

من أحدث تلك الجوائز: جائزة "رجل الدولة الباحث" الذي حصل عليها من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى نوفمبر الماضي.

واعتبر المعهد، في بيان له، أن ولي عهد أبوظبي قاد عملية تأمين اتفاق السلام بين الإمارات وإسرائيل، فضلا عن التزامه بتوسيع التسامح الديني في بلاده.

تكريم لقائد استثنائي، اتفق الجميع على تكريمه وتقدير جهوده، فتوّجه الفاتيكان في يوليو/ تموز من العام الماضي أيضا بوسام "رجل الإنسانية".

وقبل ذلك تم اختياره في مارس/آذار من نفس العام، كأفضل شخصية دولية في مجال الإغاثة الإنسانية لعام 2021، ومنحه القراء العرب لقب "القائد العربي الأبرز" لعام 2019، في الاستفتاء الذي أجرته شبكة "روسيا اليوم".

لأجل تلك المبادرات والمواقف وغيرها الكثير، قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إن "النموذج الحقيقي الذي سيبقى يحمل إرث زايد في التسامح ويرسخ الإمارات كنموذج عالمي ملهم للبشرية في هذا المجال هو محمد بن زايد".