استراتيجيات للتحكم بالوزن خلال العلاج بالأنسولين.. ما هما؟

منوعات

اليمن العربي

الحفاظ على الوزن يُعد أمرا مهما للسيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، ولكن للمرضى الذين يعالجون بالأنسولين قد يكون الأمر صعبا.

 استراتيجيات للتحكم بالوزن خلال العلاج بالأنسولين.. ما هما؟

 

وقال الدكتور مروان حماتي أخصائي الغدد الصماء في مستشفى كليفلاند كلينك إن المرضى الذين يعالجون بالأنسولين يحتاجون إلى اتباع خطط واستراتيجيات محددة لمساعدتهم على التحكم بأوزانهم.

 

وأوضح أن ممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي صحي والحفاظ على الوزن تشكل الركائز الأساسية لأي خطة علاجية لمرض السكري من النوع الثاني، مشيرا إلى أنه بالنسبة لبعض الأشخاص تُعد هذه الخطوات كافية لإدارة مرض السكري لديهم، ولكن في بعض الحالات يكون العلاج بالأنسولين من بين الخيارات الإضافية ضمن خطة العلاج، إلا أن هناك آثار جانبية محتملة للعلاج بالأنسولين تشمل زيادة الوزن.

وأضاف: "يمكن أن يشكل ذلك عبئا بالنسبة للمرضى، الذين يحتاجون إلى السيطرة على كل من مرض السكري وزيادة الوزن. وقد يصابون بالإحباط عندما يشعرون أن العلاج هو جزء من المشكلة، الأمر الذي قد يؤثر سلبا على رغبتهم في الالتزام ببرنامج العلاج المحدد لهم".

وأشار إلى أنه يتم عادة اللجوء إلى خيار العلاج بالأنسولين عندما تكون العلاجات الأخرى ممنوعة أو غير فعّالة بشكل كافٍ للسيطرة على نسبة السكر في الدم، وهو أمر بالغ الأهمية. كما أن هناك أنواعا مختلفة من الأنسولين، يرتبط بعضها بزيادة الوزن.

ولفت إلى أن الزيادة في الوزن تشير بطريقة ما إلى فعالية عمل الأنسولين؛ إذ يستخدم جسم المريض السكر والدهون والبروتين بشكل أكثر فعالية ويصبح قادرا على تخزين العناصر الغذائية. لهذا، نحتاج إلى تعديل الكمية المستهلكة من الطعام ونوعه لتجنب زيادة الوزن أو البدء في فقدان الوزن. ومع ذلك، فإن الأنسولين ليس بالضرورة العامل الوحيد في زيادة الوزن.

وأشار إلى أن التبول المتكرر والعطش ربما يكونان من الأعراض الشائعة لمرض السكري، والتي يمكن أن تؤدي إلى الجفاف إن لم تتم السيطرة عليها. وعندما يتمكن المريض من إدارة مرض السكري بشكل جيد، فإن الجسم يكون لديه فرصة أفضل لإعادة الترطيب، الأمر الذي يمكن أن يظهر على شكل زيادة معتدلة في الوزن. كما أن الأدوية، التي يتم تناولها لعلاج حالات أخرى مرتبطة بمرض السكري، قد تؤدي في بعض الأحيان إلى زيادة في الوزن.

وقدم الدكتور حماتي توصيات باتباع 3 استراتيجيات لمساعدة الأفراد على إدارة أوزانهم خلال فترة العلاج بالأنسولين:

1. الالتزام بنظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام
شدّد على أن الاستراتيجية الأساسية والأكثر أهمية بالنسبة للأفراد، الذين يعالجون بالأنسولين ويعانون من زيادة الوزن، تتمثل في تعديل النظام الغذائي المتّبع وممارسة التمارين الرياضية.

وينبغي على المرضى التحدث إلى أطبائهم وأخصائيي التغذية وطلب المشورة منهم حول النظام الغذائي الأفضل بالنسبة لهم، والذي يأخذ تأثيرات الأنسولين في الاعتبار. وينبغي عليهم أيضا الحرص على ممارسة الأنشطة البدنية والتمارين الرياضية كل يوم، مع الأخذ بالحسبان أنه في بعض الأحيان، يجب تعديل جرعة الأنسولين - وخفضها عادةً - عند ممارسة الرياضة.

وحذّر المرضى من القيام بتعديل جرعة الأنسولين أو توقيتها دون استشارة الطبيب بغية استيعاب تناول المزيد من السعرات الحرارية؛ حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى اكتساب المزيد من الوزن. ومع ذلك، من الجيد ضبط الأنسولين ذاتيا بغرض ضبط الجرعة، ولكن من المهم أن يكون الطبيب على علم بكل خطوة يقوم بها المريض مع الحرص على اتباع نظام غذائي جيد وممارسة الرياضة بانتظام.

2. مراجعة جميع الأدوية
ونصح الدكتور المرضى غير القادرين على التحكم بزيادة الوزن عن طريق الحد من تناول السعرات الحرارية وممارسة المزيد من الأنشطة البدنية، بمحاولة مراجعة نوع الأنسولين، الذي يتم تناوله من خلال استشارة الطبيب المختص؛ حيث إن نظائر الأنسولين، أو الأنسولين البشري المعدّل، قد يساعد في تقليل زيادة الوزن.

ونوّه الدكتور حماتي إلى أن بعض الأدوية الموصوفة لعلاج مرض السكري من النوع الثاني قد تؤدي إلى خسارة الوزن كميزة جانبية. ويمكن للمريض استشارة الطبيب المختص بشان إمكانية اعتماد أي من هذه الأدوية، إضافة إلى كيفية تعديل جرعة الأنسولين في حال تم استخدام تلك الأدوية. ومن الضروري أيضا القيام بالشيء نفسه إذا كان المريض يتناول أدوية أخرى لمرض السكري جنبا إلى جنب مع جرعات الأنسولين؛ حيث ينبغي معرفة ما إذا كانت زيادة الوزن واحدة من الآثار الجانبية لتلك الأدوية. وعلى المريض التحدث إلى الطبيب فيما إذا كان هناك دواء آخر مناسب لحالته.

3. مناقشة أدق التفاصيل مع الطبيب المختص
وأوضح الدكتور حماتي أن أفضل شيء يمكن أن يفعله المريض هو طرح الأسئلة ومناقشة التفاصيل مع طبيبه للتأكد من فهم واستيعاب جميع الأسباب، التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة الوزن، إضافة إلى معرفة الأدوية، التي لها تأثيرات جانبية وبدائلها المناسبة، فضلا على التكاليف المرتبطة بها.

وأضاف: "ينبغي على المريض إجراء اختبار فحص انخفاض هرمون الغدة الدرقية (اختبار دم يسمى TSH)، والذي عادة ما يكون جزءا من الفحوصات الروتينية لمرضى السكري"، لافتا إلى أن إدارة مرض السكري تمثل تحديا حقيقيا، ويجب التأكد من أن خطة العلاج الخاصة تتناسب مع حالة المريض ومتطلباته الصحية، لذا فإن التحدث إلى الطبيب ومقدمي الرعاية الصحية الآخرين يُعد خطوة مهمة للغاية لإجراء التعديلات اللازمة، التي تضمن عمل الخطة العلاجية بشكل جيد.

واختتم بالتأكيد أن اعتماد نمط حياة صحي من خلال اتباع نظام غذائي جيد وممارسة التمارين الرياضية بانتظام يساعد المرضى على تقليل حاجتهم للأدوية، ما يعني بالنتيجة انخفاض تكلفة العلاج وتقليل الآثار الجانبية والشعور العام بجودة حياة أفضل.