ما تأثير الإجهاد في استمرار أعراض فيروس كورونا ؟

منوعات

اليمن العربي

درس علماء كلية الطب بجامعة نيويورك ما تأثير الإجهاد في استمرار مدة أعراض "كوفيد-19".

 

وتشير مجلة Journal of the Neurological Science، إلى أن الباحثين درسوا بيانات 790 مريضا بعد مضي ستة اشهر وسنة، على رقودهم في المستشفى بسبب إصابتهم بعدوى الفيروس التاجي المستجد خلال الفترة من مارس إلى مايو 2020. أجاب المرضى على أسئلة الباحثين بشأن حالتهم، وأدائهم اليومي ووضوح التفكير والقلق والاكتئاب والنوم. بقي من المشتركين في الدراسة على قيد الحياة 451 فقط (57 بالمئة).

ما تأثير الإجهاد في استمرار أعراض  فيروس كورونا ؟

 

واتضح من إجاباتهم أن أكثر من نصفهم (51 بالمئة) يعانون من عوامل الإجهاد، (مشكلات مالية، وفاة قريب، إعاقة مكتسبة، نقص المواد الغذائية) خلال 12 شهرا بعد مغادرتهم المستشفى.

واكتشف الباحثون أن هذه العوامل هي الأقوى التي تسبب استمرار أعراض "كوفيد-19" بالإضافة إلى تدهور الصحة العقلية.
وجدت أبحاث أجرتها جامعة كوينزلاند أن "كوفيد-19" ينشّط الاستجابة الالتهابية نفسها التي لمرض باركنسون في الدماغ.


ويحدد هذا الاكتشاف المخاطر المستقبلية المحتملة لحالات التنكس العصبي لدى الذين أصيبوا بـ "كوفيد-19"، فضلا عن أنه قد يقود إلى علاج مستقبلي محتمل.

وقاد فريق جامعة كوينزلاند، البروفيسور ترينت وودروف، والدكتور إدواردو ألبورنوز بالماسيدا، من كلية العلوم الطبية الحيوية بالجامعة، وعلماء الفيروسات من كلية الكيمياء والعلوم البيولوجية الجزيئية.

وقال البروفيسور وودروف: "درسنا تأثير الفيروس على الخلايا المناعية للدماغ، الخلايا الدبقية الصغيرة، وهي الخلايا الرئيسية المشاركة في تطور أمراض الدماغ، مثل باركنسون وألزهايمر. فقام فريقنا بتنمية الخلايا الدبقية الصغيرة البشرية في المختبر، وإصابة هذه الخلايا بفيروس SARS-CoV-2، الفيروس المسبب لكوفيد-19. ووجدنا أن الخلايا أصبحت غاضبة بشكل فعال، حيث قامت بتنشيط نفس المسار الذي يمكن أن ينشطه بروتين باركنسون وألزهايمر في المرض، وهو الجسيمات الالتهابية".

وأوضح الدكتور ألبورنوز بالماسيدا أن إطلاق مسار الجسيم الملتهب أدى إلى "حريق" في الدماغ يبدأ عملية مزمنة ومستمرة هي عملية قتل الخلايا العصبية.


وتابع الدكتور ألبورنوز بالماسيدا: "إنه نوع من قاتل صامت، لأنك لا ترى أي أعراض خارجية لسنوات عدة. وقد يفسر هذا سبب كون بعض الأشخاص الذين أصيبوا بكوفيد-19 أكثر عرضة للإصابة بأعراض عصبية مشابهة لمرض باركنسون".

ووجد الباحثون أن بروتين سبايك العائد للفيروس كان كافيا لبدء العملية وتفاقمها عندما كانت هناك أصلا بروتينات في الدماغ مرتبطة بمرض باركنسون.


وأشار  البروفيسور وودروف: "إذا كان شخص ما مصابا أصلا بمرض باركنسون، فإن الإصابة بكوفيد-19 يمكن أن تكون مثل صب المزيد من الزيت على تلك النار في الدماغ. والأمر نفسه ينطبق على الاستعداد لمرض ألزهايمر وأنواع الخرف الأخرى التي تم ربطها بالأمراض الالتهابية".

لكن الدراسة وجدت أيضا علاجا محتملا، حيث قام الباحثون بإدارة فئة من الأدوية المثبطة، التي طورتها جامعة كوينزلاند والتي تخضع حاليا لتجارب سريرية مع مرضى باركنسون.

وشرح الدكتور ألبورنوز بالماسيدا الأمر كالآتي: "وجدنا أنه نجح في سد المسار الالتهابي الذي تم تنشيطه بواسطة كوفيد-19، ما أدى بشكل أساسي إلى إخماد الحريق. وقلل الدواء من الالتهاب في كل من الفئران المصابة بكوفيد-19 وفي الخلايا الدبقية الصغيرة لدى البشر، ما يشير إلى نهج علاجي محتمل لمنع التنكس العصبي في المستقبل".

وقال البروفيسور وودروف إنه في حين أن التشابه بين كيفية تأثير مرض "كوفيد-19" وتأثير أمراض الخرف على الدماغ كان مثيرا للقلق، إلا أنه يعني أيضا وجود علاج محتمل بالفعل.

وأشار إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لا تزال قائمة.
أفادت دراسة حديثة أن أحد الأحماض الأمينية غير المكلفة والمتاحة بسهولة، قد تحد من آثار "كوفيد-19" وتوفر خيارا علاجيا جديدا للعدوى بمتغيرات SARS-CoV-2.


وتقول الدراسة السريرية، التي أجريت على الفئران التي تشكل نموذجا لـ "كوفيد-19" البشري، بقيادة باحثين في كلية ديفيد جيفن للطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، في الورقة البحثية المنشورة في مجلة Frontiers in Immunology، إن أحد الأحماض الأمينية المسمى "غابا" (GABA)، والمتوفر دون وصفة طبية في العديد من البلدان، قلل من شدة المرض، والحمل الفيروسي في الرئتين، ومعدلات الوفيات في الفئران المصابة بـ SARS-CoV-2.

وتأتي هذه النتائج في أعقاب اكتشاف سابق بأن استهلاك "غابا" يحمي أيضا الفئران من فيروس كورونا الذي هو قاتل آخر ويسمى MHV-1.

وفي كلتا الحالتين، كان علاج "غابا" فعالا عند إعطائه بعد الإصابة مباشرة أو بعد عدة أيام بالقرب من ذروة إنتاج الفيروس.

وتشير التأثيرات الوقائية لـ "غابا" ضد نوعين مختلفين من فيروسات كورونا إلى أن "غابا" قد يوفر علاجا قابلا للتعميم يساعد على علاج الأمراض التي تسببها متغيرات SARS-CoV-2 الجديدة وفيروسات بيتا الجديدة.

وقال كبير الباحثين، دانيال إل. كوفمان، وهو باحث وأستاذ في علم الأدوية الجزيئي والطب في كلية ديفيد جيفن للطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: "ستستمر متغيرات SARS-CoV-2 وفيروسات كورونا الجديدة في الظهور، وقد لا يتم السيطرة عليها بكفاءة من خلال اللقاحات والأدوية المضادة للفيروسات المتاحة. وعلاوة على ذلك، من المرجح أن يكون إنتاج لقاحات جديدة أبطأ بكثير من انتشار المتغيرات الجديدة".


ووفقا لذلك، هناك حاجة إلى خيارات علاجية جديدة للحد من شدة هذه العدوى. وأظهرت الدراسات السابقة أن علاج "غابا" يحمي الفئران من تطوير أمراض خطيرة بعد الإصابة بفيروس كورونا الفئران، المسمى MHV-1.

ولاختبار إمكانات "غابا" بشكل أكثر صرامة كعلاج لـ "كوفيد-19"، درسوا الفئران المعدلة وراثيا، التي عند إصابتها بـ SARS-CoV-2، تصاب بالتهاب رئوي حاد مع معدل وفيات مرتفع.

ويقول إل. كوفمان: "إذا تم تأكيد ملاحظاتنا للتأثيرات الوقائية للعلاج بغابا في الفئران المصابة بـ SARS-CoV-2 في التجارب السريرية، فيمكن أن يوفر غابا علاجا جاهزا للمساعدة في تخفيف العدوى بمتغيرات SARS-CoV-2.

ويشار إلى أن "غابا" غير مكلف ومستقر في درجة حرارة الغرفة، ما يجعل الوصول إليه ممكنا وسهلا على نطاق واسع، وهذا مفيد بشكل خاص في البلدان النامية".

وقال الباحثون إن "غابا" و"مستقبلات غابا" يُنظر إليها غالبا على أنها نظام ناقل عصبي رئيسي في الدماغ.

وقبل سنوات، اكتشفوا، بالإضافة إلى باحثين آخرين، أن خلايا الجهاز المناعي تمتلك أيضا مستقبلات "غابا" وأن تنشيط هذه المستقبلات يثبط الإجراءات الالتهابية للخلايا المناعية. وبالاستفادة من هذه الخاصية، أفاد الباحثون في سلسلة من الدراسات أن إدارة "غابا" تمنع أمراض المناعة الذاتية مثل مرض السكري من النوع الأول، والتصلب المتعدد، والتهاب المفاصل الروماتويدي في نماذج الفئران لهذه الأمراض.


واكتشف علماء آخرون يدرسون أدوية التخدير بالغاز أن الخلايا الظهارية للرئة تمتلك أيضا مستقبلات "غابا" وأن الأدوية التي تنشط هذه المستقبلات يمكن أن تحد من إصابات الرئة والالتهابات في الرئة.

لقد جعلت الإجراءات المزدوجة لـ "غابا" في الخلايا المناعية الالتهابية والخلايا الظهارية للرئة، إلى جانب سلامتها للاستخدام السريري، من "غابا" مرشحا جذابا نظريا للحد من الاستجابات المناعية المفرطة وتلف الرئة بسبب عدوى فيروس كورونا.

وقد قام فريق البحث في جامعة كاليفورنيا في هذه الدراسة من خلال العمل مع زملائه في جامعة جنوب كاليفورنيا، بإعطاء "غابا" للفئران بعد الإصابة بفيروس SARS-CoV-2 مباشرة، أو بعد يومين عندما تقترب مستويات الفيروس من ذروتها في رئتي الفئران.

وفي حين أن الغالبية العظمى من الفئران غير المعالجة لم تنجُ من هذه العدوى، فإن أولئك الذين أُعطوا "غابا" بعد الإصابة مباشرة، أو بعد يومين، كان لديهم شدة مرض أقل ومعدل وفيات أقل على مدار الدراسة.

وأظهرت الفئران المعالجة أيضا مستويات منخفضة من الفيروس في رئتيها وتغيرات في جزيئات الإشارات المناعية المنتشرة، والمعروفة باسم السيتوكينات والكيموكينات، نحو أنماط مرتبطة بنتائج أفضل لدى مرضى "كوفيد-19".


ويأمل الباحثون أن توفر نتائجهم الجديدة نقطة انطلاق لاختبار فعالية علاج "غابا" في التجارب السريرية مع مرضى "كوفيد-9". نظرا لأن أحماض "غابا" الأمينية تتمتع بسجل أمان ممتاز، وهي غير مكلفة ومتاحة في جميع أنحاء العالم، ويمكن بدء التجارب السريرية لعلاج "كوفيد-19" بـ "غابا" بسرعة.

ويشتبه الباحثون أيضا في أن الخصائص المضادة للالتهابات للأدوية المنشطة لـ "مستقبلات غابا" قد تكون مفيدة أيضا في الحد من الالتهاب في الجهاز العصبي المركزي المرتبط بـ "كوفيد طويل الأمد".

وفي الواقع، كان هذا النهج ناجحا للغاية في دراساتهم السابقة عن علاجات التصلب المتعدد في الفئران، وهو مرض ناجم عن استجابة مناعية ذاتية التهابية في الدماغ.