انسحاب روسيا من خيرسون.. لماذا تخشى أوكرانيا دخول المدينة؟

عرب وعالم

عناصر من الجيش الأوكراني
عناصر من الجيش الأوكراني

لم تمض ساعات طويلة على انسحاب الجيش الروسي من مدينة خيرسون في أوكرانيا حتى تحولت الاحتفالات الغربية إلى نظرات شك وارتياب.

 

للوهلة الأولى بدا المشهد "تقهقرا للروس" لكنه سرعان ما تحول إلى نظرات شك وارتياب متبادلة بين المسؤولين الغربيين حتى إن كييف نفسها لم تشتر فرضية "انسحاب موسكو"، ولم تحتفل بهذا التغير الميداني الجديد.

 

وقال تقرير نشرته نيوزويك، إن انسحاب روسيا من مدينة خيرسون الذي توقع الكثيرون أن ترحب به كييف باعتباره انتصارًا كبيرًا بعد أسابيع من التقدم المستمر في هجومها المضاد، لم يلق ابتهاجا بين المسؤولين الأوكرانيين.

 

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كان على رأس من رفعوا شعار التمهل، ضمن مجموعة حثت على توخي الحذر وقالوا إنهم يشككون في نوايا روسيا في الانسحاب من الجزء الغربي من منطقة خيرسون الجنوبية.

 

وقال زيلينسكي في كلمة ألقاها مساء الأربعاء للأمة: "يجب ضبط عواطفنا. العدو لا يقدم لنا هدايا.. لذلك، نتحرك بحذر شديد، دون عواطف، دون مخاطر لا داعي لها."

وخيرسون منطقة رئيسية وسقطت تحت سيطرة القوات الروسية مما عد أكبر إنجاز عسكري لموسكو في الصراع، ويرجع ذلك جزئيًا إلى موقعها الاستراتيجي وقربها من شبه جزيرة القرم.

 

كما أن المدينة هي واحدة من أربع مناطق ضمتها روسيا إلى أراضيها في سبتمبر/أيلول الماضي بعد استفتاءات عامة.

 

وكان سيرجي سوروفكين، الذي أصبح القائد الجديد للقوات الروسية في أوكرانيا، قال الأربعاء إن قواته ستتراجع عبر نهر دنيبرو للحفاظ على أرواح جنودنا والقدرة القتالية لمجموعة القوات.

 

وأضاف سوروفكين، الذي أصبح قائدا للقوات الروسية بأوكرانيا في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أن النقل سيتم في المستقبل القريب.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي


ارتياب أوكراني

 

لكن ناتاليا هومينيوك، رئيسة المركز الصحفي للتنسيق المشترك لقوات الدفاع والأمن الجنوبية الأوكرانية، سرعان ما دعت إلى الحذر، مؤكدة أن بيان روسيا بشأن الانسحاب قد يكون جزءًا من عملية نفسية لتضليل كييف.

 

وقالت لصحيفة سوسبلين الإخبارية الأوكرانية: "قواتنا الدفاعية لا تستبعد استفزازات المحتلين الروس لأنها قد تخلق انطباعًا خاطئًا عن نواياهم الحقيقية".

 

أما ميخايلو بودولاك، مستشار زيلينسكي، فهو مسؤول أوكراني آخر أعرب عن شكوكه بشأن الانسحاب الروسي.

 

وقال إن عددًا كبيرًا من العسكريين الروس لا يزالون في منطقة خيرسون وأن كييف لا ترى بوادر على انسحاب موسكو دون قتال، على الرغم من تصريحات وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو.

في غضون ذلك، قال نائب وزير الدفاع الأوكراني حنا ماليار للصحفيين إنه لا يمكن الوثوق بالروس، وأن فن الحرب يشمل حيل خداع العدو.

 

وكان مصدر عسكري أوكراني صرح لموقع "أوكراينسكايا برافدا" بأن روسيا قد تشتري الوقت لبناء خط دفاع على الجزء الشرقي من نهر دنيبرو، التي يفترض أن القوات الروسية انسحبت إليه.

 

ومن أجل تعزيز الساحل على طول الطريق إلى خيرسون وما وراءها، سيحتاج الروس إلى مزيد من الوقت، ولذلك، لا ينبغي أن تأمل كييف في استسلام موسكو فجأة، فهم بحاجة إلى إبقاء القوات الأوكرانية على الضفة اليمنى أطول وقت ممكن، وفقا للمصدر العسكري، الذي ختم حديثه قائلا: "لكننا بالطبع لا ننتظر ونحاول التقدم".