الاعتدال مقابل التطرف.. الجمهوريون والديمقراطيون يطرحون آخر أوراقهم

عرب وعالم

اليمن العربي

قبل ساعات من انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، سعى الحزبان المتنافسان على انتهاج خطابات متناقضة لجذب الناخبين الأمريكيين.

 

ففيما سعى الحزب الديمقراطي لنشر خطاب وسطي، سعى بعض الجمهوريين للترويج لخطابات تغذي الانقسامات الثقافية، وفي بعض الأحيان الخلافات العنصرية.

 

صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية سلطت الضوء على السياسات التي اتبعها عدد من المرشحين، وكشفت النقاب عن أن شخصيات بارزة في الحزب الجمهوري تروج لخطابات تركز على الانقسامات الثقافية، كما شهد المؤتمر الانتخابي في ولاية فلوريدا، شارك فيه الرئيس السابق دونالد ترامب، وحاكم الولاية رون ديسانتيس.  

 

كما شهدت بعض التجمعات الانتخابية للحزب الجمهوري خطابا عنيفا، كما هو الحال في المؤتمر الذي شاركت فيه المبعوثة الأمريكية السابقة للأمم المتحدة نيكي هايلي، والتي طالبت بضرورة ترحيل السناتور الأمريكي من أصول أفريقية رافائيل وارنوك.

 

وفي المقابل، سلط المرشحون الديمقراطيون الضوء على قضايا "أكثر اعتدالا"، عبر الاستعانة بقيادات سابقة مثل الرئيس الأسبق بيل كلينتون، ووزير النقل بيت بوتيجيج، ونائبة الكونجرس إيمي كلوبوشار.

 

ولاية بنسلفانيا، التي يتوقع أن تكون عامل حسم في انتخابات مجلس الشيوخ، شهدت تعامل الديمقراطيين مع القضايا باعتدال شديد لدرجة أنهم عقدوا تجمعا انتخابيا مع عضو كونجرس جمهوري سابق.


تقارب شديد

 

ولا تزال السباقات الرئيسية في انتخابات الثلاثاء متقاربة للغاية، مع تحوط النشطاء من الجانبين في توقعاتهم، وعادةً ما تكشف الرسائل والمراسلات المعتمدة في الأيام الأخيرة عن الأماكن التي يعتقد خبراء الانتخابات قدرتهم على حصد أصوات إضافية منها.

 

وتعكس المقاربات استراتيجيات متباينة في كيفية رؤية المرشحين من كلا الحزبين لطرقهم نحو النصر، وبالنسبة للجزء الأكبر، يريد الجمهوريون خروج قاعدتهم، ويحاول الديمقراطيون تقديم أنفسهم على أنهم معتدلون.  

 

خلال هذه المؤتمرات الانتخابية، تطرق الديمقراطيون إلى قضايا مثل الجريمة والاقتصاد، واعترفوا بمخاوف الناخبين وأكدوا على الطرق التي يتعامل بها قادة الحزب مع هذه المواضيع.

 

وهو ما فعله الرئيس السابق، بيل كلينتون، في تجمع انتخابي لدعم حاكمة نيويورك كاثي هوشول، حيث ذكر أن ارتفاع معدل الجريمة مفزع، وسعى لتصوير الجمهوريين على أنهم متطرفون.

 

وقال إن المرشح الجمهوري لمنصب الحاكم "لي زلدن" "اتخذ موقفا أكثر تطرفا في قضية تلو الأخرى، وإذا كنتم تريدون أن تكون نيويورك الولاية الأكثر تطرفًا عليكم باختياره."


منعطف خطير

 

وفي مؤتمر انتخابي في كلية سارة لورنس في نيويورك، قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في تجمع لدعم هوشول، إن الولايات المتحدة "أمام منعطف خطير"، مشيرا إلى أن الانتخابات تحولت إلى خيار بين رؤيتين "مختلفتين جوهريا".

 

وعلى الجانب الآخر، تحدثت نيكي هايلي، حاكمة ساوث كارولاينا السابقة، بعبارات حادة حول الهجرة خلال دعمها المرشح الجمهوري لمجلس الشيوخ هيرشل ووكر، مطالبة بضرورة ترحيل عضو مجلس النواب، قائلة ينبغي طرد النائب ذوي الأصول الأفريقية، رافائيل وارنوك من البلاد.

 

وقالت هايلي "الشخص الوحيد الذي علينا الحرص منه هو وارنوك"، مما أثار هتافات عالية وتصفيقًا من الجمهور، كما تحدثت عن كونها ابنة مهاجرين هنود وقالت إن والديها "يشعران بالإهانة لما يحدث على الحدود".

 

السيناتور الجمهوري عن ولاية ميسوري، جوش هاولي، الذي اشتهر برفع قبضته في الهواء في إشارة لدعم المتظاهرين خارج مبنى الكابيتول في 6 يناير/ كانون ثاني 2021، أثار حماس الجماهير في ولايتي أوهايو وأريزونا برسائل موجهة بشكل مباشر إلى أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب.

 

وقال هاولي: "قالوا إن الولايات المتحدة تأسست على العبودية والفساد، أما نحن فنقول لا عيب في بلادنا، العيب فيهم هم، لسنا بحاجة لتغيير البلد، نحن بحاجة إلى تغيير قيادة البلاد."