الرئيس المصري يفتتح رسميا فعاليات مؤتمر المناخ "COP27" المنعقد بمدينة شرم الشيخ (بث مباشر)

عرب وعالم

اليمن العربي

انطلقت رسميا فعاليات مؤتمر المناخ (COP27) المنعقد بمدينة شرم الشيخ المصرية، الإثنين، بحضور 110 من قادة الدول والحكومات.

 

وافتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قمة قادة الدول والحكومات، بالترحيب بالحضور، قائلا: "أرحب بقادة العالم في بلادي وأود أن يعتبروها بلدًا ثانيا يسعده استضافتهم".


وقال: "نجتمع اليوم للتباحث بشأن إحدى أكثر القضايا العالمية أهمية وهي تغير المناخ"، مضيفا: "نأمل أن تساهم نتائج اليوم في تحول مصائر ملايين البشر نحو الأفضل".

وتابع: "شرم الشيخ مدينة السلام وأولى المدن المصرية التي تعرف طريقها نحو التحول الأخضر".

وأكد البشر في أنحاء كوكب الأرض يشتركون في مصير واحد، مشيرا إلى أنه "علينا أن نسأل أنفسنا هل استطعنا منذ العام المنصرم أن نتحمل مسؤولياتنا في التعامل مع أخطر قضايا القرن".

ودعا إلى تحويل نتائج المؤتمرات إلى واقع ملموس، مؤكدا أنه يتعين العمل على تنمية الموارد واستثمارها لتعزيز العمل المناخي المشترك.

وحذر من أن التغيرات المناخية تشتد حدتها بمرور الوقت، مشيرًا إلى أن الكوارث المناخية ما تلبث أن تنتهي في مكان ما حتى تبدأ بمكان آخر.

وقال إن الأجيال القادمة لا يجب عليها أن تتحمل نتائج أخطاء لم ترتكبها.

ووصل نحو 110 من قادة الدول والحكومات الإثنين على مصر للمشاركة في أعمال قمة المناخ "كوب 27" بشرم الشيخ، في ظل ضغوط كبيرة لتعزيز التعهدات المناخية الدولية لمكافحة الاحترار الآخذ بالارتفاع ودعم الدول الفقيرة التي تعد من أكبر ضحايا التغير المناخي.

ولدى الافتتاح الرسمي للقمة الإثنين، قال سايمن ستييل مسؤول المناخ في الأمم المتحدة إن عواقب الاحترار المناخي المدمرة ستواصل "التفاقم".

ويقام حفل الافتتاح في المنطقة الزرقاء وتعقد ثلاث موائد مستديرة رفيعة المستوى اليوم وثلاث أخرى غدًا على أن تختتم قمة الزعماء مساء الغد لتنطلق فعاليات الأيام الموضوعية لـ "cop27" اعتبارًا من بعد غد الأربعاء.

ومن المقرر أن تبدأ الجلسة الافتتاحية الرسمية للمؤتمر بعد الساعة الثانية عشرة ظهرا بتوقيت القاهرة، وسيحضرها رؤساء الدول والحكومات من جميع أنحاء العالم، وفقا لجدول أعمال المؤتمر.

ويلقي قادة العالم كلمات افتتاحية في المؤتمر اليوم ومنها كلمة لرئيس مؤتمر COP27، وزير الخارجية المصري سامح شكري، حيث تجرى الجلسة الأولى رفيعة المستوى في الساعة 2:30 بعد الظهر بتوقيت القاهرة، والتي ستشهد كلمات لقادة الدول حتى الساعة السادسة والنصف مساء.

ومن بين المتحدثين عدد من القادة العرب، منهم الملك عبدالله الثاني عاهل الأردن، والرئيس العراقي عبداللطيف رشيد، والرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون؛ بجانب العديد من القادة الأوروبيين منهم المستشار الألماني أولاف شولتز، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته.

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، بجانب رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الذي يزور مصر للمرة الأولى منذ 4 سنوات.

وسيقوم نحو 110 من قادة الدول والحكومات بمداخلات الإثنين والثلاثاء أمام المندوبين المجتمعين في شرم الشيخ في إطار كوب27.


تأتي هذه المداخلات على خلفية أزمات متعددة مترابطة تهز العالم وهي الحرب الروسية الأوكرانية والتضخم الجامح وخطر وقوع ركود وأزمة الطاقة مع تجدد الدعم لمصادر الطاقة الأحفورية وأزمة الغذاء، في حين سيتجاوز عدد سكان العالم ثمانية مليارات نسمة.

وهذه "الأزمة المتعددة الجوانب" قد تدفع بأزمة التغير المناخي إلى المرتبة الثانية في سلم الأولويات، رغم أن تداعياتها المدمرة تجلت كثيرا عام 2022 مع فيضانات قاتلة وموجات قيظ وجفاف عاثت فسادا بالمحاصيل.

وفي هذا الإطار قال سايمن ستييل مسؤول المناخ في الأمم المتحدة "كل الأزمات مهمة لكن ما من أزمة لها تداعيات كبيرة" مثل الاحترار المناخي الذي ستُواصل عواقبه المدمرة "التفاقم".

إلا أن الدول لا تزال متّهمة بالتقصير فيما ينبغي عليها فعله لمكافحة الاحترار.

في هذا الإطار، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الإثنين على هامش المؤتمر في شرم الشيخ إنه يريد "ممارسة الضغوط" على "الدول الغنية غير الأوروبية" ولا سيما الولايات المتحدة الصين، لتدفع "حصتها" في مساعدة الدول الفقيرة على مواجهة التغير المناخي.

وأوضح ماكرون خلال لقاء مع شباب من إفريقيا وفرنسا "يجب أن نحمل الولايات المتحدة والصين لتكونا على الموعد فعلا" في مجال خفض انبعاثات غازات الدفيئة والتضامن المالي.

وينبغي أن تنخفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 45% بحلول عام 2030 لتكون هناك فرصة لتحقيق أكثر أهداف اتفاق باريس للمناخ المبرم العام 2015 طموحا، ويقضي بحصر الاحترار بـ1،5 درجة مئوية مقارنة بالحقبة ما قبل الصناعية.

لكن التعهدات الحالية للدول الموقعة حتى لو احترمت في نهاية المطاف ستؤدي إلى ارتفاع الانبعاثات بنسبة تراوح بين 5 و10% ما يضع العالم على مسار تصاعدي قدره 2،4 درجة مئوية في أفضل الحالات بحلول نهاية القرن الحالي.

غير أنّه مع السياسات المتّبعة راهنا، يُتوقّع أن يبلغ الاحترار 2،8 درجة مئوية وهو أمر كارثي، على ما تفيد الأمم المتحدة.

وفي مؤشر إلى "التراجع" الذي يخشاه كثيرون، وحدها 29 دولة رفعت إلى كوب 2021 خططا بزيادة تعهداتها بخفض الانبعاثات رغم أنها أقرت "ميثاقا" يدعوها إلى القيام بذلك.

وستكون الإعلانات المحتملة حول خفض إضافي للانبعاثات موضع ترقب كبير في شرم الشيخ.