نهيان بن مبارك يؤكد أن التسامح والأخوة الإنسانية الطريق لنشر السلام في العالم

اقتصاد

اليمن العربي

قال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش في دولة الإمارات، إن التسامح والأخوة الإنسانية هما الطريق لنشر السلام والأمان في العالم.

نهيان بن مبارك يؤكد أن التسامح والأخوة الإنسانية الطريق لنشر السلام في العالم

 

وأضاف في كلمته - خلال مشاركته في ملتقى البحرين العالمي للحوار "الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني"، الذي انطلقت فعالياته اليوم في مملكة البحرين الشقيقة، أن الإمارات وانطلاقا من تجربتها الناجحة في مجال التسامح والتعايش حريصة كل الحرص على التعاون التام مع الجميع في هذا المجال وعلى استعداد كامل لعرض تجاربها أمام الآخرين، وعلى التعرف إلى التجارب الناجحة في كل مكان في العالم.

 

وتابع: "نحن دولة ترى في التسامح والتعايش، طريقًا لتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي، في مناطق العالم وطريقًا إلى ضمان حرية الاعتقاد، وحماية دور العبادة، ونشر مبادئ الرحمة والمودة بين الناس، وأن التسامح والأخوة الإنسانية، هما الطريق إلى التخلص من النزاعات والصراعات، وإلى مكافحة التطرف والإرهاب، ونشر السلام والأمان، في ربوع هذا العالم".

وقال إن موضوع الملتقى يؤكد أننا نهدف إلى العمل معًا، من أجل بناء جسور التعاون بين الشرق والغرب، وتوفير قنوات الحوار والتعايش بينهما، بما يحقق التلاقي والعمل المشترك بين الطرفين، وذلك على قدم المساواة، وكشركاء، مشيرا إلى "أننا في هذا الملتقى، على قناعة كاملة، بإمكانية وجود حلول ناجحة، للتعامل الفعال، مع أي فروق أو اختلافات، بين الشرق والغرب، وذلك في ضوء القيم والمبادئ، التي نشترك فيها، كسكان على هذا الكوكب الواحد.

وفيما يلي نص كلمته:

بسم الله الرحمن الرحيم صاحب السمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، الممثل الخاص لجلالة ملك البحرين، ممثلًا عن راعي الملتقى، أصحاب القداسة، وأصحاب الفضيلة، أصحاب السمو والمعالي والسعادة، أيها الإخوة والأخوات: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يشرفني في البداية، أن أنقل إليكم، التحيات والتمنيات الطيبة، من إخوانكم وأصدقائكم، في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تعتز بعلاقاتها الوثيقة، مع مملكة البحرين الشقيقة، أحييكم، وأعبر معكم، عن عظيم الشكر، وفائق الامتنان، لراعي الملتقى، جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل مملكة البحرين حفظه الله ورعاه، وذلك تقديرًا صادقًا لحرص جلالته، على نشر وتأكيد مبادئ التسامح والتعايش السلمي، والاحترام المتبادل بين الجميع، وأتقدم بعظيم الشكر والتقدير، إلى صاحب السمو الشيخ، محمد بن خليفة بن مبارك آل خليفة، الذي يجسد بحضوره هذا الملتقى، سعيه الدؤوب، لبناء علاقات إيجابية وطيبة، بين أصحاب المعتقدات والثقافات، وحرصه الكبير على تحقيق التعايش الإنساني، في أجمل معانيه.

الشكر والتقدير كذلك، لمملكة البحرين الشقيقة، لاستضافتها هذا الملتقى، الذي يعكس ما تتسم به المملكة، من ريادة وتميز، في الحوار، والتسامح، والتعايش، والسعي إلى بعث الأمل والثقة، في مستقبل العالم.

وأشكر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في المملكة، ومركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، لتعاونهم الوثيق مع مجلس حكماء المسلمين، في تنظيم هذا الملتقى، كما أرحب، بهذه النخبة المتميزة، من المفكرين، ورموز وممثلي الأديان حول العالم، الذين يعبرون بوجودهم في هذا الملتقى، عن أننا جميعًا، أعضاء في مجتمع إنساني واحد، نعمل سويًا، من أجل تحقيق حياة حرة وكريمة، للجميع في كل مكان.

وأود أن أحيي بصفةٍ خاصة، مجلس حكماء المسلمين، الذي يؤكد في رؤيته ورسالته، على ترسيخ قيم الحوار والتسامح واحترام الآخر، والإسهام في مد جسور التعاون والعمل المشترك بين البشر، هذا المجلس الذي يتخذ من أبوظبي مقرًا له، إنما يعلن بكل قوة، من خلال عمله ومبادراته، أن الأخوة الإنسانية، وما يتصل بها، من سلوك متسامح، وما يترتب عليها، من نتائج ملموسة، في حياة الفرد والمجتمع، هي تأكيد لتعاليم الإسلام الحنيف، التي قوامها: الإيمان بالخالق، والسعي إلى تحقيق السلام، والعدل، والحرية، والحياة الكريمة للفرد، والرخاء والاستقرار للمجتمع.

أيها الأخوة والأخوات..

اسمحوا لي أن أشير إلى أن هذا الملتقى، هو من وجهة نظري، امتداد طبيعي، للمؤتمر العالمي، الذي انعقد في أبوظبي، في 2019، بدعم ورعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، أعزه الله، وبحضور قداسة البابا فرانسيس، وفضيلة الإمام الأكبر، الشيخ الدكتور أحمد الطيب، وأدى إلى إعلان وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية، إن هذا الملتقى، هنا في مملكة البحرين، إنما يؤكد من جديد، على ضرورة أن يكون الطابع الروحي للأديان، والقيم الإنسانية التي يشترك فيها البشر في كل مكان، أساسًا لإحداث تغييرات قانونية، وأدبية، وأخلاقية، وسلوكية، واقتصادية، في حياة الناس، تحقق التعارف والحوار والعمل المشترك بين الجميع، لما فيه مصلحة الجميع.

يشرفني كثيرًا، أن أرحب بقداسة البابا، وفضيلة الإمام الأكبر، في هذا الملتقى، هما من صناع السلام، ورموز التسامح والأخوة الإنسانية في العالم، هما نماذج رائدة، في العمل المخلص، كي يكون التفاعل الإيجابي، بين أتباع الأديان، وسيلةً مهمة، لنشر السلام والمحبة بين الجميع.

إننا في دولة الإمارات، إنما نعتز غاية الاعتزاز، بالدور القيادي والمحوري، لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات حفظه الله، في إصدار وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية، بل ودوره كذلك، في قيام الأمم المتحدة، بإعلان اليوم العالمي للأخوة الإنسانية، إن صاحب السمو، رئيس دولة الإمارات، إنما يجسد دائمًا، بالقول والفعل، كيف أن الإمارات، دولة عميقة التراث والأصول، دولة يدعمها شعب صانع للحضارة والتاريخ، شعب حريص على التواصل الإيجابي مع الجميعـ نحن ولله الحمد، وبقيادة صاحب السمو رئيس دولة الإمارات، نرى أن المجتمع المتسامح هو مجتمع ناجح، على كل المستويات، نحن دولة ترى في التسامح والتعايش، طريقًا لتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي، في كافة مناطق العالم، بل وكذلك، طريقًا إلى ضمان حرية الاعتقاد، وحماية دور العبادة، ونشر مبادئ الرحمة والمودة بين الناس - التسامح والأخوة الإنسانية، هما الطريق إلى التخلص من النزاعات والصراعات، وإلى مكافحة التطرف والإرهاب، ونشر السلام والأمان، في كافة ربوع هذا العالم.

أيها الحفل الكريم.

إن موضوع هذا الملتقى، إنما يؤكد على أننا نهدف إلى العمل معًا، من أجل بناء جسور التعاون بين الشرق والغرب، وتوفير قنوات الحوار والتعايش بينهما، بما يحقق التلاقي والعمل المشترك بين الطرفين، وذلك على قدم المساواة، وكشركاء كاملين، مع بعضنا البعض - نحن في هذا الملتقى، على قناعة كاملة، بإمكانية وجود حلول ناجحة، للتعامل الفعال، مع أية فروق أو اختلافات، بين الشرق والغرب، وذلك في ضوء القيم والمبادئ، التي نشترك فيها جميعًا، كسكان على هذا الكوكب الواحد.

إن هذه الحلول، على سبيل المثال، يجب أن تشمل تطوير برامج التعليم في الشرق والغرب، كذلك التركيز على دور وسائل الإعلام والاتصال، بالإضافة إلى بناء الشراكات المحلية والعالمية، في مجالات التسامح والتعايش، هذا إلى جانب الأخذ بالمبادرات المجتمعية والتشريعية الهادفة، وذلك في إطار الحرص كل الحرص، على تنمية المعارف، عن التسامح والتعايش، وبلورة رؤية واضحة، تركز على مكافحة التطرف، والإفادة من التجارب الناجحة، في كافة بقاع العالم – علينا في هذا المسعى، أن ندرك أن تحقيق التسامح والتعايش في العالم، يحتاج إلى عمل مستمر، وجهد دائم، لا بد من العمل الجاد والمتواصل، من أجل مكافحة الجهل بالآخر، والتخلص من الصور النمطية عنه، لا بد من الحوار الإيجابي الصادق والنزيه، بين أصحاب الأديان والمعتقدات، بحيث يعتاد الجميع، على تبادل الأفكار والمعلومات الصحيحة، والاستماع إلى الآخر، والتعايش معه في سلامٍ ووئام، لا بد من التركيز على الفرد، نحرص على تعليمه، وعلى توفير المعلومات الصحيحة له - لا بد أن نركز جهودنا أيضًا، في المجتمعات المحلية، ثم في كل دولة، وصولًا إلى نشر التسامح والتعايش، على مستوى العالم كله، لا بد من إعداد القيادات المجتمعية والعالمية، التي تساعد في تحقيق ذلك كله، والاحتفال دائمًا، بالنماذج والتجارب الناجحة، في هذا المجال.

وهنا يهمني أن أعلن الآن أمامكم، أننا في دولة الإمارات العربية المتحدة، وانطلاقا من تجربتنا الناجحة، في مجال التسامح والتعايش، حريصون كل الحرص، على التعاون التام، مع الجميع، في كافة هذه الأمور - نحن على استعداد كامل، لعرض تجاربنا أمام الآخرين، كما أننا حريصون في الوقت نفسه، على التعرف، على التجارب الناجحة، في كل مكان في العالم.

في ختام كلمتي، أكرر من جديد، سعادتي البالغة بحضور هذا الملتقى، الذي آمل أن يكون، بإذن الله، خطوة هامة، على الطريق إلى خدمة العالم، والإسهام في بناء مستقبله، على أسس قوية ومتينة.

وفقكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.