أوكرانيا في قلب القمة العربية بالجزائر.. العرب يتحدون لمواجهة أزمة الغذاء والطاقة

عرب وعالم

اليمن العربي

انطلقت من العاصمة الجزائرية، الثلاثاء، القمة العربية الـ31، والتي تستضيفها وترأسها الجزائر، على مدار يومين.

 

فبأجندة مثقلة بالقضايا وبملفات عديدة، يأمل القادة العرب المشاركون في قمة الجزائر في الوصول إلى توافق يساهم في حلحلة أزمات المنطقة.

 

ومن المقرر أن تفرض ملفات عدة نفسها على أول قمة عربية دون أوراق؛ أبرزها: الأزمة الأوكرانية، والقضية الفلسطينية، والإرهاب وتداعياته في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى أزمات سوريا واليمن وليبيا، والتدخلات التركية والإيرانية بالشأن العربي، إضافة إلى أزمة المناخ.

 

وفي كلمته لتسليم نظيره الجزائري رئاسة الجامعة العربية، قال الرئيس التونسي قيس سعيد، خلال افتتاح القمة العربية بالجزائر: "نتقاسم مع كل أبناء الأمة العربية نفس القيم التي نتطلع إلى تحقيقها "، مشيرا إلى أن عقد القمة العربية في الجزائر يجمع الأخوة والأشقاء حول جملة من الحلول والاتفاق على الحد الأدنى من المقاربات.

 


تجاوز الخلافات

 

وأضاف سعيد أن قمة الجزائر تتيح تجاوز ما تراكم من خلافات لا سيما في السنوات الأخيرة، وأنه على يقين من أننا سنعالج أسباب الفرقة في منطقتنا.

 

وقال إن وطننا العربي يعيش منذ سنوات أوضاعًا صعبة وشديدة التعقيد، وزادت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية حدة الأزمة التي خلفتها جائحة كورونا، كما نعيش في مناطق عديدة حربًا ضروسًا ضد من يريدون إسقاط بعض الدول.

 

ولفت الرئيس التونسي إلى أن بلاده تسلم رئاسة الجامعة العربية إلى الجزائر في ظرف دولي استثنائي، لافتا إلى أن الحرب الروسية-الأوكرانية تسببت في تفاقم أزمة الأمن الغذائي والطاقة، وأربكت النظام العالمي وأثبتت هشاشته.

 

كما شدد على أن حل جميع القضايا العادلة بناء على المعايير الدولية، وأن انتهاء الأزمة في ليبيا لن يكون إلا من خلال حل "ليبي-ليبي".

 

من جانبه، قال الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون في كلمته خلال تسلم بلاده رئاسة الدورة الحالية من القمة العربية، إنه يجب إعادة التأكيد على مبادرة السلام العربية لبعث مسار السلام في الشرق الأوسط.


العضوية الكاملة

 

وأوضح الرئيس الجزائري، أن بلاده تتطلع لإنشاء لجنة اتصالات وتنسيق عربية لدعم القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن القمة العربية تعقد في ظل ظروف إقليمية ودولية استثنائية ومعقدة.

 

وأكد الرئيس الجزائري، أن بلاده مستعدة لدعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة لمنح فلسطين العضوية الكاملة.

 

وشدد على ضرورة أن تكون الدول العربية فاعلة كقوة اقتصادية لبناء تكتل اقتصادي عربي منيع، مشيرًا إلى أن الأزمات التي تشهدها ليبيا وسوريا واليمن لا تزال تبحث عن سبيل للحل.

 


منطقة في قلب الأزمات

 

ومن جانبه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في كلمته خلال افتتاح أعمال القمة إن منطقتنا تقع في قلب الأزمات وتعد ضحية أولى للتغير المناخي وآثاره المدمرة.

 

وأضاف أن منطقتنا ركيزة أساسية في معادلة إمدادات الطاقة وأسعارها العالمية، لافتا للآثار السلبية التي أفرزتها الحرب في أوكرانيا.

 

وأكد أن استراتيجية الأمن الغذائي المعروضة على القمة تعد نموذجًا لما يمكن أن تقوم به دولنا لمواجهة الأزمات.

 

وحول الأزمات في المنطقة أشار الأمين العام للجامعة العربية إلى أن التطورات في سوريا لا تزال تحتاج إلى جهد عربي كبير وغلق صفحة الماضي، كما أوضح أن الأوضاع في ليبيا تحتاج إلى مرونة من كافة الأطراف.

 

وشدد أبو الغيط على أن الحوثيين يواصلون عرقلة الحل في اليمن، فيما طالب الأمم المتحدة الاعتراف بالدولة الفلسطينية وقبول عضويتها في المنظمة، مؤكدا أن القضية الفلسطينية قضيتنا جميعًا والدفاع عنها واجب على كل عربي.


أزمات كورونا وفلسطين وأوكرانيا

 

أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، فقال خلال كلمته بالقمة: "عالمنا يواجه محنًا شديدة، وأن المنظمات الإقليمية كالجامعة العربية لها دور كبير لتؤديه".

 

وأضاف غويتريش من الجزائر، أن البلدان النامية بحاجة إلى المزيد من الدعم، وكورونا والحرب في أوكرانيا عصفتا بكل العالم.

 

وتابع أن موقفنا واضح تجاه الأزمة الفلسطينية وهدفنا قيام دولتين تعيشان في سلام وأمن، لافتًا إلى أن قمة المناخ cop27 في شرم الشيخ تمثل فرصة للتعاون الدولي والتوافق على خفض الانبعاثات.

 


أهداف القمة

 

وتهدف قمة الجزائر إلى التشاور والتنسيق بين الدول العربية الشقيقة بشأن مساعي الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة وتعزيز المصالح العربية، خاصةً في ظل التحديات القائمة المتعددة على المستويين الدولي والإقليمي، حسب بيان صادر عن الرئاسة المصرية، أشار إلى أنها ستتطرق -كذلك- إلى تبعات جائحة كورونا والأزمة الأوكرانية، وما فرضه ذلك من ضغوط مختلفة على الدول العربية.

 

وتوافد القادة العرب الثلاثاء، إلى العاصمة الجزائرية، بينهم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، فيما كان في استقبالهم الرئيس عبدالمجيد تبون.

 

واستباقًا لاجتماع القادة العرب، توافق وزراء الخارجية قبل يومين، على كافة البنود المدرجة على مشروع جدول أعمال القمة، والذي يتضمن كافة التطورات المتعلقة بالأزمات في عدد من الدول العربية ومن بينها ليبيا واليمن والسودان، والتي جرى إعداد مشروع قرار خاص بكل بند منها.