الشيخ محمد بن زايد: علاقاتنا الاستراتيجية مع الولايات المتحدة راسخة

عرب وعالم

اليمن العربي

أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، العلاقة الاستراتيجية الراسخة التي تجمع بلاده مع الولايات المتحدة الأمريكية.

الشيخ محمد بن زايد: علاقاتنا الاستراتيجية مع الولايات المتحدة راسخة

 

وأشار الشيخ محمد بن زايد في تغريدة له عبر تويتر، إلى سعي دولة الإمارات إلى بناء مستقبل أفضل للبلدين الصديقين والعالم عبر تلك العلاقة الاستراتيجية.


وقال: "نرحب بإطلاق شراكة استثمارية بين بلدينا لتنفيذ مشروعات في مجال الطاقة النظيفة لدعم أمن الطاقة والعمل المناخي والنمو المستدام".

جاء ذلك عقب توقيع شراكة استراتيجية بين الإمارات والولايات المتحدة لاستثمار 100 مليار دولار في تنفيذ مشروعات للطاقة النظيفة تبلغ طاقتها الإنتاجية 100 غيغاواط في كل من دولة البلدين وأنحاء العالم بحلول عام 2035.


وبحسب وكالة أنباء الإمارات فقد التقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بآموس هوكستاين المنسق الرئاسي الخاص للولايات المتحدة على هامش معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول " أديبك 2022".

وبحث الجانبان خلال اللقاء العلاقات الاستراتيجية بين دولة الإمارات والولايات المتحدة وسبل تعزيزها.

كما تطرقا إلى عدد من الموضوعات محل الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأنها، مؤكدين أهمية هذه الشراكة في تعزيز أمن الطاقة ونشر تطبيقات التكنولوجيا النظيفة ودعم العمل المناخي.

 

وفي سياق اخر أكد الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بدولة الإمارات، أن العالم بحاجة إلى المزيد من الطاقة بأقل انبعاثات.

كما أكد الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، الذي يشغل أيضًا منصب العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" ومجموعة شركاتها، أن استمرار إنتاج مزيد من الطاقة أمر مهم لضمان أمن واستدامة إمداداتها.


وأضاف، في كلمته بافتتاح معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2022"، أن توجيهات قيادة دولة الإمارات هي باستمرار تعزيز مكانتها كمزود مسؤول وموثوق للطاقة. جاء ذلك في الكلمة الافتتاحية التي ألقاها في النسخة الثامنة والثلاثين من معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2022".

 

وأشار إلى لقاء جمعه مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات حول انطلاقة "أديبك "ورؤيته بشأن التحديات التي يواجهها قطاع الطاقة، حيث أوضح الجابر أن رئيس دولة الإمارات كان متفائلا وذا رؤية واثقة، فقال: "لا يمكننا تجاهل الحقائق، بل يجب أن نواجهها بثبات، وأن نتعامل معها بذهنية إيجابية، ونعمل لإيجاد حلول مناسبة بالتعاون مع شركاء يتبنون الرؤى والأفكار والتوجهات نفسها.. وأضاف: تذكر أن الإيجابية والرؤى البناءة والسعي الدائم إلى تحقيق التقدم هي في صلب نهجنا وجوهره.


وأوضح أن "أديبك" ينعقد في ظل ظروف معقدة يواجهها العالم، حيث لا تزال سلاسل التوريد العالمية هشة، وأصبحت الأوضاع الجيوسياسية أكثر تعقيدا وتشتتا واستقطابا من أي وقت مضى، ويستمر التضخم في الارتفاع، كما أن أسعار الفائدة تزيد تكلفة الاقتراض والاستثمار، ما أدى إلى أن يصبح الاقتصاد العالمي في وضع حرج.

ونوه بأن العديد يتساءلون حول إمكانية حدوث ركود اقتصادي، معربا عن قناعته بأنه لا يمكن لأحد إعطاء إجابة واثقة فيها تنبؤات مستقبلية حول هذا الموضوع.

وبعد استعراض ملامح المشهد الاقتصادي في العالم، أشار إلى أن الطاقة هي أولوية قصوى للجميع حاليا، وأن مشهد الطاقة العالمي يمر في هذا الوقت باضطرابات غير مسبوقة.

وقال إن العالم أصبح مدركًا لحقيقة أن تراجع الاستثمارات طويلة الأجل في النفط والغاز قد زاد من التحديات في قطاع الطاقة. وأن البيانات والأرقام واضحة، فإذا أوقفنا الاستثمار في الموارد الهيدروكربونية، سنخسر 5 ملايين برميل نفط يوميًا كل عام من الإمدادات الحالية، نظرا للانخفاض الطبيعي في الطاقة الإنتاجية. وهذا يجعل من الصدمات التي شهدها قطاع الطاقة هذا العام بسيطة جدا بالمقارنة مع ما سيحصل في حال وقف الاستثمار في النفط والغاز. وإذا كان هناك درس مستفاد من هذا العام، فهو أن أمن الطاقة يمثل ركيزة أساسية للتقدم في شتى المجالات، الاقتصادية، والاجتماعية، وكذلك في العمل المناخي.


وأكد أن الحلول التي نحتاجها تتيح فرصا كبيرة للجميع، موضحا أن عدد سكان العالم سيصل إلى 9.7 مليار شخص بحلول عام 2050، ولتلبية احتياجاتهم، يجب إنتاج طاقة تزيد بنسبة 30 % على ما ينتجه العالم اليوم. ومع تحقيق هذا الهدف، نكون قد ساهمنا في توفير الكهرباء لما يقرب من 800 مليون شخص لا يمكنهم الاستفادة منها حاليا. وسنسهم كذلك في تحسين حياة 2.6 مليار شخص لا يمكنهم حاليا الحصول على وقود نظيف للطهي والتدفئة.

وأضاف أن العالم بحاجة إلى كل الحلول المتاحة لتأمين احتياجاته من الطاقة، ولا نستطيع الاختيار بين النفط والغاز أو الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، أو الطاقة النووية، أو الهيدروجين، فنحن بحاجة إليها جميعا، بالإضافة إلى الطاقات النظيفة التي سيتم اكتشافها وتطبيقها بعد ضمان جدواها الاقتصادية... الحل هو الجمع بين كل المصادر وليس الاختيار بينها.

وقال إن العالم يحتاج إلى المزيد من الطاقة بأقل انبعاثات، قائلا: "وكانت قيادتنا الرشيدة سباقة في التوجيه بتبني الطاقة المتجددة قبل ما يزيد على 16عاما مع إطلاق شركة مصدر. وكانت الإمارات أول دولة في المنطقة تقوم بتشغيل محطة للطاقة النووية السلمية، وهذا هو ما يدفع (أدنوك) إلى العمل على خفض الانبعاثات في مصادر الطاقة الحالية، وإلى الاستثمار في مصادر الطاقة النظيفة المستقبلية".

وأعطى الدكتور سلطان بن أحمد الجابر أمثلة على خطوات الحد من الانبعاثات في عملياتها، قائلًا: "قمنا في ‘أدنوك’ بربط شبكة كهرباء منشآتنا البرية بمصادر كهرباء تم توليدها باستخدام الطاقة النووية والشمسية النظيفة والخالية من الانبعاثات، ونعمل كذلك على تشغيل منشآتنا البحرية باستخدام الكهرباء النظيفة لخفض بصمتها الكربونية بما يعادل النصف، كما أننا نضاعف جهودنا للحد من انبعاثات الميثان، على الرغم من أنها تعد حاليا ضمن الأقل عالميا".

وأوضح أنه "فيما نمضي نحو المستقبل، ستكون التكنولوجيا إحدى أهم عوامل تمكين قطاع الطاقة. لدينا، على سبيل المثال، تقنية التقاط الكربون وتخزينه التي بإمكاننا تطبيقها على نطاق واسع، ليس فقط في قطاع الطاقة، إنما في كافة القطاعات. وهناك أيضا الهيدروجين، حيث تم منذ أيام قليلة تسليم أول شحنة من الأمونيا منخفضة الانبعاثات من إنتاج دولة الإمارات إلى هامبورغ في ألمانيا. وكانت تلك اللحظة تاريخية، لأنها تمثل اللبنة الأولى في بناء سلسلة قيمة الهيدروجين، وفرصة مهمة جديدة في قطاع الطاقة".

وأضاف: "مع انعقاد الدورة السابعة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP27 الأسبوع القادم، ومع استعداد دولة الإمارات لاستضافة مؤتمر COP28 العام القادم، علينا تركيز جهودنا وتوجيهها نحو مسار جديد وجريء وواقعي يعود بالنفع على كل من البشرية، والمناخ، والاقتصاد".
و في ختام كلمته، قال الدكتور سلطان أحمد الجابر: "نحن بحاجة إلى خفض الانبعاثات وليس وقف معدلات النمو والتقدم، فالعالم يبحث عن حلول للتحديات، ولدينا قناعة ارسخة بأن قطاع الطاقة بإمكانه أن يتحد في ظل عالم منقسم لإيجاد الحلول المنشودة، لأن من يصنع المستقبل هو من يأخذ بزمام المبادرة ويقوم بالخطوة الأولى. وأقدم دعوة مفتوحة إلى كافة شركائنا وأصدقائنا لنقوم بهذه الخطوة معا، والمبادرة نحو صياغة ملامح المستقبل لأن تضافر جهودنا سيقودنا إلى النجاح".

جدير بالذكر أن "أديبك" يعد الحدث الأكثر تأثيرا في قطاع النفط العالمي، ومنبرا يجتمع فيه الوزراء وقادة الطاقة والمهنيون لمناقشة وتحديد الفرص التي تحقق قيمة جديدة في مشهد الطاقة. يشار إلى أن نسخة هذا العام يشارك فيها أكثر من 2000 شركة عارضة، بالإضافة إلى 28 جناحا للدول المشاركة. وينعقد "أديبك 2022" في الفترة من 31 أكتوبر/تشرين الأول إلى 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.