بايدن أمام مهمة صعبة ومُعقدة.. ترميم جبهة الغرب ضد روسيا

عرب وعالم

اليمن العربي

بات الرئيس الأمريكي جو بايدن محاصرا بتحديات ترتبط بالحفاظ على دعم الحزبين الديمقراطي والجمهوري في دعمه للجيش الأوكراني.

 

وقال تحليل لصحيفة "نيويورك تايمز"، إنه في الوقت الذي يواجه فيه الرئيس بايدن تحديات تتعلق بالحفاظ على دعم الحزبين داخل بلاده بخصوص الأزمة الأوكرانية، فإن التحالف الدولي الأكبر الذي كافح الرئيس من أجل بنائه يبدو أن "عقده ينفرط".

 

وقبل يومين، قامت مجموعة من التقدميين الديمقراطيين في مجلس النواب بسحب رسالة كانوا أرسلوا بها إلى بايدن تدعوه إلى استراتيجية منقحة وتطرح إمكانية إجراء محادثات مباشرة مع روسيا لحل النزاع.

 

وعلى الرغم من تراجع 30 تقدميًا في مواجهة رد فعل عنيف داخل حزبهم، إلا أن الاضطراب على جبهة اليسار كان بمثابة علامة تحذير على الإرهاق بعد ثمانية أشهر من الحرب التي تم تمويل جزء كبير منها من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين.

 

لكن هذا الإرهاق يتجلى أكثر في اليمين السياسي، داخل الحزب الجمهوري، إذ هدد النائب كيفين مكارثي من كاليفورنيا، الذي يعتقد أنه سيكون رئيس مجلس النواب الجديد إذا فاز الجمهوريون في مجلس النواب الشهر المقبل، بوقف المساعدات المستقبلية لأوكرانيا في تأييد لموقف الرئيس السابق دونالد ترامب الذي ربما يخوض السباق الرئاسي القادم عام ٢٠٢٤.

وعلى الجانب الآخر من الأطلنطي، يختلف أيضا الحلفاء الأوروبيون الذين يواجهون بداية الطقس البارد مع سيطرة موسكو على "مفتاح الوقود" - المسار المستقبلي للصراع مع روسيا بطرق مختلفة.

 

ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز فإن بعض دول الكتلة السوفيتية السابقة في أوروبا الشرقية تريد هزيمة روسيا بقوة وإخراج قواتها من جميع أنحاء أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، بينما تعتقد دول مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا أن مثل هذا النصر الشامل غير واقعي وتشعر بالقلق من أن واشنطن ليس لديها تصور واضح حول كيفية انتهاء الحرب.

 


وقت بالغ الحساسية

 

وبالنسبة لبايدن، الذي بنى ائتلافًا واسعًا لنهجه في الداخل والخارج، قد تكون الأسابيع القليلة المقبلة محورية، فبالإضافة إلى تداعيات نتائج انتخابات التجديد النصفي لأعضاء الكونغرس وما يمكن أن تؤدي إليه من نتائج سياسة وعسكرية على صعيد دعم أوكرانيا، فإن مخاوف تتزايد بين الأوروبيين بخصوص استخدام أوكرانيا قنبلة قذرة خلال الحرب، حسب الصحيفة.

 

وأضافت: "وبالنسبة للألمان والفرنسيين، فإن التسوية والرجوع للوضع السابق الذي كان موجودا قبل ٢٤ فبراير/ شباط الماضي يبدو كافيا تمامًا، لكن هزيمة بوتين هو ما يجب أن يبعث الخوف إذ سيكون عليه وقتها استخدام الأسلحة النووية بطريقة ما".

وبحسب الصحيفة الأمريكية فإن هذا سببا رئيسيا في أن ألمانيا وفرنسا تبدو وكأنهما تعملان باهتمام على قياس مدى تعقيد الأسلحة التي يرسلانها إلى أوكرانيا، كما يفعل بايدن أيضًا.

 

وتابعت: "هناك تباين كبير بين تدفق الأسلحة الذي توفره الولايات المتحدة وبريطانيا وبولندا وما تقدمه بقية دول أوروبا، الأمر الذي أثار التساؤل المستمر حول ما إذا كانت بعض الدول تسير ببطء في الإمدادات لإحداث حرب أقصر، ومفاوضات أسرع".

 

وقال أولريش شبيك، محلل السياسة الخارجية الألماني، إن الغرب يوفر لأوكرانيا ما يكفي من الأسلحة للبقاء على قيد الحياة وليس بما يكفي لاستعادة الأراضي.

 

وتابع: "يبدو أن الفكرة هي أنه لا ينبغي لروسيا أن تفوز، ولكن يجب ألا تخسر أيضًا".

 

وأضاف: "ما ترسله الدول وبطء إرسالها يخبرنا كثيرًا عن أهداف الحرب للدول الغربية"، ويصبح الأمر أكثر أهمية الآن لأن أوكرانيا أكثر اعتمادًا على الأسلحة الغربية.