إيران..تشدد رئيسي ضد المحتجين الإيرانيين يعزز أوراق اعتماده لخلافة خامنئي

عرب وعالم

اليمن العربي

رأى ثلاثة محللين ومسؤول مؤيد للإصلاح، أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، بتشديده القيود على حقوق المرأة، يعزز أوراق اعتماده كمتشدد وربما احتمال أن يصبح الزعيم الأعلى التالي لإيران، حتى لو كان ذلك على حساب إثارة احتجاجات جماهيرية وإشاعة الفرقة بين الكثير من الإيرانيين والنخبة الحاكمة.

وبعد مرور عام على انتخاب رئيسي الذي مثل نهاية عصر اعتبره كثير من الإيرانيين أكثر براغماتية وتسامحا، أدى التطبيق الصارم لحكومته بارتداء الحجاب في الأسابيع التي سبقت وفاة مهسا أميني إلى إعادة التأكيد الكامل على نفوذ المتشددين.

والآن، وفي الوقت الذي يدعو فيه عشرات الآلاف من المحتجين إلى سقوط نظام الجمهورية الإسلامية ردا على وفاة أميني، يعزز المتشددون قوتهم، ويؤيدون استخدام رئيسي للقوة ضد الاحتجاجات حتى لو كانت الأمور السياسية راسخة في قبضة الزعيم الأعلى علي خامنئي.

ويعتقد محللون ومصادر مقربة من صنع القرار في إيران أن خامنئي (83 عاما) مصمم على دعم أركان الجمهورية الإسلامية التي قادها منذ وفاة مؤسسها آية الله الخميني 1989.

وينظر الإيرانيون العاديون وخبراء أجانب ورجال دين إلى رئيسي، باعتباره مرشحا منافسا لخلافة خامنئي، على الرغم من أنه لم يفصح عن هذا الطموح. ولم يعتمد الزعيم الأعلى خليفة له، وهناك أيضا آخرون في الساحة، أبرزهم مجتبى، نجل خامنئي.

وقال مسؤول مؤيد للإصلاح اشترط عدم نشر اسمه لاعتبارات سياسية إن "رئيسي يؤمن حقا بقائمة الأولويات الثورية للزعيم الأعلى. إنه متشدد يؤمن بتطبيق قيود اجتماعية وسياسية على نحو أكثر صرامة"، مضيفا "لا دراية لي بطموحاته الشخصية ليصبح الزعيم الأعلى المقبل، لكن سواء خلفه أم لم يخلفه، دعني أؤكد أن رئيسي نفسه رجل دين مناهض للغرب ولا يؤمن بمجتمع أكثر حرية".

 

وانتخب رئيسي، المشمول برعاية خامنئي، رئيسا للجمهورية في يونيو/حزيران 2021 في سباق جعل جميع فروع الدولة تحت سيطرة المتشددين بعد سنوات من حكم أكثر براغماتية في عهد الرئيس السابق حسن روحاني، ويحظى رئيسي بثقة الحرس الثوري، وهي قوة عسكرية متشددة استخدمتها الدولة لسحق الاضطرابات السياسية على مدى عقود، ويعتبرها الإيرانيون عاملا مؤثرا في اختيار خليفة خامنئي.

وبعد أن عينه خامنئي في منصب رئيس السلطة القضائية، وهو منصب بارز خلال 2019، خضع رئيسي لعقوبات أمريكية بعد بضعة أشهر بسبب الدور الذي يعتقد أنه لعبه في إعدام آلاف السجناء السياسيين في 1988. ولم تقر إيران قط بعمليات القتل. وحين سُئل عن مقتل السجناء السياسيين في مؤتمر صحفي في يونيو/حزيران 2021، أجاب رئيسي بأنه ينبغي الإشادة بالقاضي أو المدعي العام الذي دافع عن أمن الناس.

الحجاب والعفة

أدى الأمر الذي أصدره رئيسي في يوليو/تموز الماضي بأن على السلطات إنفاذ "قانون الحجاب والعفة" في إيران، إلى مزيد من القيود مثل منع النساء من دخول بعض البنوك والمكاتب الحكومية وبعض وسائل النقل العام.