أوروبا تسابق الزمن.. تفاصيل خطط اقتناص المزيد من غاز إفريقيا

عرب وعالم

اليمن العربي

تأمل أوروبا في زيادة نسبة الغاز الواردة من مصر وليبيا والجزائر، بما يكفي لتعويض 15% من الغاز الروسي المفقود خلال سنة أو سنتين، عبر تكثيف الاتفاقيات المبرمة مع هذه الدول، وفق تقارير غربية.

 

حسب خبراء اقتصاديين، فإن طلب دول الاتحاد الأوروبي من الغاز في إفريقيا "سيكون غير مسبوق".

 


اتفاقات الغاز الأخيرة

 

• وفق تقارير بريطانية، فإن مصر وليبيا والجزائر قادرة على تعويض أوروبا بنحو 15% من الغاز الروسي المفقود إذا أبرمت صفقات قوية معها لزيادة الإنتاج، ومحاولة الاستفادة من كل متر مكعب يخرج من حقول الغاز في هذه الدول.

 

• هذه الدول قادرة على توفير هذا البديل في غضون من 12 إلى 24 شهرا، شريطة تقليل الغاز الناتج عن الاحتراق والتنفيس والتسريب.

 

• الغاز القادم من إفريقيا لأوروبا يصل معظمه أولا إلى إيطاليا عبر خطوط بحرية تمر في البحر المتوسط، ومن ثم يتم نقلها إلى باقي الدول الأوروبية.

 

• آخر الصفقات المبرمة بين أوروبا وهذه الدول، تلك أعلنتها وزارة النفط الليبية، التي أكدت وجود اتفاق لمد خط غاز جديد يربط بين إيطاليا وليبيا في غضون 6 أشهر.

 

• في أبريل الماضي، اتفقت إيطاليا مع ليبيا والجزائر على زيادة الغاز الواصل منهما إلى أوروبا، وبالفعل زادت الإمدادات، لكن بشكل بسيط لم يعوض من خلاله المفقود من الغاز الروسي.

 

كانت روسيا تمد أوروبا بنحو 40% من احتياجاتها من الغاز، ومؤخرا اقتربت موسكو من حرمان أوروبا من الغاز بشك كامل، ردا على عقوبات الغرب عليها؛ وهو ما دفع الأخيرة لمحاولة البحث عن مصادر بديلة.


إفريقيا تنقذ أوروبا

 

وفق الخبير الاقتصادي سامر العذابي، فإن أوروبا اعتمدت لفترة طويلة على الغاز الروسي لسهولة نقله إليها، وكونه محميا من الاضطرابات التي يشهدها الشرق الأوسط.

 

لكن بعد الحرب في أوكرانيا واستخدام الغاز ورقة في الحرب بين روسيا والغرب، سيكون الطلب على الغاز من شمال إفريقيا غير مسبوق، ولا بديل له، حسب العذابي.

 

وعلى هذا، اعتبر أن لدى مصر وليبيا والجزائر الفرصة لتحقيق أكبر استفادة من احتياطات الغاز الهائلة لديها، لتعظيم إيراداتها.

 

ويتوقع العذابي أن ترتفع نسبة الغاز الصادرة من إفريقيا إلى أوروبا من 30% إلى 55% خلال الـ6 أشهر القادمة.

 


مخاوف أوروبية

 

بعد عمليات التخريب التي تعرض لها خطا "نورد ستريم 1 و2" الروسيان تحت مياه بحر البلطيق سبتمبر الماضي، كثف حلف الناتو، وإيطاليا بشكل خاص، وجودهما العسكري حول خطوط الأنابيب المارة من إفريقيا إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط.

 

وفي تقدير المحلل الإيطالي دانييلي روفينيتي، فإن الناتو يسعى إلى حماية خطوط الأنابيب البحرية وكابلات الإنترنت من الاستهداف الروسي.

 

وبسؤاله عن مخاوف إيطاليا من استهداف مباشر لمصالحها في المتوسط، قال روفينيتي: "إيطاليا ليست خائفة، لكنها تعطي الأولوية لحماية مصالحها في البحر الأبيض المتوسط، والتي تكون بالتالي مصالحها الوطنية ومصالح المنظمات متعددة الأطراف (الاتحاد الأوروبي، الناتو) التي تلعب فيها إيطاليا دورا رائدا".


بدائل أخرى

 

وإلى جانب زيادة الوارد من إفريقيا، تتجه أوروبا لبدائل منوعة للاستغناء عن الغاز الروسي، منها العودة لاستخدام الفحم، والإبقاء على محطات الطاقة النووية، واستخدام الطاقة المتجددة والكهرومائية.

 

كذلك من المقرر أن تزيد النرويج من إنتاجها، ويزيد الوارد من الولايات المتحدة، وتتجه ألمانيا للاستيراد من بريطانيا والدنمارك والنرويج وهولندا، ويتجه جنوب أوروبا لاستقبال الغاز من أذربيجان عبر خط أنابيب عابر للبحر الأدرياتيكي، وخط أنابيب عابر لتركيا.