أزمة أوكرانيا.. مرحلة جديدة من "حرب المسيرات" والاتهامات "سيد الموقف"

عرب وعالم

اليمن العربي

مع مرور قرابة 10 أشهر على اندلاع الأزمة في أوكرانيا التي لم تضع أوزارها بعد، دخلت "الحرب" مرحلة جديدة من التصعيد بين الطرفين.

 

تلك المرحلة والتي باتت فيها كل الأسلحة "مشروعة"، أطلقت تحذيرات من دخول "النووي" على طريقها الذي باتت "الأشواك" تغلفه، وسط شحذ كل طرف أسلحته للانقضاض على الآخر.

 

فبينما تتسلح أوكرانيا بمنظومة مضادة للطائرات المسيرة خلال أيام، كثفت روسيا الفترة الأخيرة من وتيرة هجماتها على العاصمة الأوكرانية بالطائرات دون طيار والتي كبدت كييف خسائر بشرية ومادية، حتى إنها دمرت ما يقرب من ثلث محطات الطاقة في البلد الأوراسي.

 


فما هي تطورات الأزمة الأوكرانية؟

 

بعد أسبوع شهد تطورات "مثيرة" في الحرب الأوكرانية تكبدت فيها كييف خسائر هائلة، أعلن ينس ستولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلسي الثلاثاء، أن الحلف سيزود أوكرانيا بمنظومات دفاع جوي في الأيام المقبلة لمساعدتها في الدفاع عن نفسها في مواجهة الطائرات المسيرة التي تستخدمها روسيا في استهداف البنية التحتية الحيوية.

 

وقال ستولتنبرج متحدثا إلى مؤتمر أمني في برلين إن رد الحلفاء على الهجمات هو تكثيف شحنات منظومات الدفاع الجوي التي يقدمونها لأوكرانيا، مضيفًا: "أهم شيء يمكننا أن نفعله هو تسليم ما وعد به الحلفاء، بل أن نكثف ونسلم المزيد من منظومات الدفاع الجوي".

 

وتابع: "سيقدم حلف شمال الأطلسي في الأيام المقبلة منظومات مضادة للطائرات المسيرة لمواجهة تهديد تلك الطائرات"، مؤكدًا أنه "يجب ألا تدعم أي دولة حرب روسيا غير المشروعة على أوكرانيا".

 

يأتي ذلك، فيما أعلن مسؤولون أوكرانيون، انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق عدة في أوكرانيا بما فيها العاصمة كييف بعد ضربات روسية استهدفت منشآت للطاقة الثلاثاء.


ضرب البنية التحتية

 

وتحدثت شركة DTEK المشغّلة لقطاع الكهرباء عن "انقطاع" في إمدادات الكهرباء والمياه لسكان الضفة اليسرى من العاصمة الأوكرانية، مضيفة عبر فيسبوك أن "المهندسين يبذلون قصارى جهدهم من أجل استعادة" التيار الكهربائي.

 

وفي دنيبرو في وسط أوكرانيا، أعلن الحاكم فالنتين ريزنيشنكو أن صاروخين روسيين أصابا "بنى تحتية للطاقة" ما تسبب في اندلاع "حريق ودمار هائل"، مضيفًا: "العديد من المناطق في دنيبرو (...) بلا كهرباء".

 

وفي المنطقة نفسها، في بافلوغراد، تسببت عمليات القصف الروسي في "توقف موقت لإمدادات المياه" وإغلاق محطة ضخ محلية، وفق ما أعلن مجلس المدينة على تلجرام.

 

وطال القصف البنى التحتية الحيوية في جيتومير في الشمال حيث "المدينة محرومة من الكهرباء والمياه"، فيما كتب رئيس بلديتها سيرغي سوخوملين على فيسبوك: "المستشفيات تعمل بالتغذية المخصصة للحالات الطارئة".

 

وفي خاركيف، ثاني مدن البلاد، أعلن رئيس البلدية إيجور تيريخوف قصف "إحدى الشركات الصناعية في المدينة". وفي ميكولايف، أصابت الضربات مبنى سكنيا ما أسفر عن مقتل شخص على الأقل، بالإضافة إلى سوق للأزهار في المنطقة نفسها. وتمت استعادة التيار الكهربائي هناك في الصباح.

 


خسائر بشرية

 

تلك الضربات الروسية التي استهدفت بنى تحتية حيوية في كييف وتسببت في انقطاع الكهرباء والمياه على ضفة نهر في العاصمة، أدت إلى مقتل شخصين على الأقل، حسب النيابة العامة الأوكرانية.

 

وقالت النيابة في بيان "القوات الروسية... شنت هجوما صاروخيا على منشأة لإمدادات الطاقة على الضفة اليسرى للعاصمة كييف: وفقا للمعلومات الأولية، قتل شخصان وأصيب آخر".

 

يأتي ذلك، فيما أعلنت خدمة الطوارئ الأوكرانية الثلاثاء أن أكثر من 1100 بلدة في أوكرانيا ما زالت دون كهرباء بعد الضربات التي نفذتها روسيا في الأيام العشرة الماضية واستهدفت بشكل خاص مرافق حيوية للبنية التحتية.

 

وقال المتحدث باسم الخدمة أولكسندر خورونجي "في الوقت الحالي، ما زالت 1162 بلدة... دون كهرباء"، مضيفًا أن ما يصل إلى 4000 بلدة شهدت انقطاعًا للتيار الكهربائي منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر.

 


وضع خطير

 

وبعد الضربات الروسية، قال المسؤول الرئاسي كيريلو تيموشنكو للتلفزيون الأوكراني "الوضع خطير الآن في كل أنحاء البلاد لأن مناطقتنا تعتمد على بعضها بعضا" معتبرا أنه "من الضروري أن تستعد البلاد بأكملها لاحتمال انقطاع في الكهرباء والمياه والتدفئة".

 

وحول القصف الروسي، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن القصف الروسي دمّر خلال أسبوع تقريبًا 30% من محطات الطاقة الأوكرانية، مضيفًا: "منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، دُمّرت 30% من محطات الطاقة الأوكرانية، ما تسبب بأعطال هائلة في كل أنحاء البلاد"، مضيفًا "لم يعد هناك مجال للتفاوض مع نظام (الرئيس فلاديمير) بوتين".

 

تلك الضربات تتزامن مع بيان لوكالة الطاقة النووية الأوكرانية، اتهمت فيه روسيا بتوقيف موظفَين رفيعَين في محطة زابوريجيا الخاضعة للسيطرة الروسية في جنوب أوكرانيا.

 

وذكرت "إنيرجوأتوم" في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي أن القوات الروسية "خطفت" الإثنين مدير تكنولوجيا المعلومات أوليغ كوستيوكوف ومساعد المدير العام للمحطة أوليغ أوشيكا و"اقتادتهما إلى وجهة مجهولة".

 

ودعا المشغل الأوكراني عبر الشبكات الاجتماعية رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي إلى "بذل كل الجهود الممكنة" للإفراج عنهما، فيما لم تؤكد روسيا صحة الخبر.

 

وفيما قالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية صباح الثلاثاء، إن الجيش الروسي أرسل 43 مسيّرة "شاهد-136 إيرانية الصنع(...) أسقط الجنود الأوكرانيون 38 منها"، وتبنت "22 ضربة" نفّذتها الاثنين القوات الجوية الأوكرانية، رد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف الثلاثاء بقوله: "ليس لدينا مثل هذه المعلومات (..) يتم استخدام التكنولوجيا الروسية، تحت أسماء روسية".


روسيا ترد

 

لم تنكر روسيا تنفيذ ضربات جديدة استهدفت منشآت الطاقة في أوكرانيا، فقالت على لسان وزارة الدفاع في إيجاز يومي إنّه "خلال اليوم الماضي، واصلت القوات المسلحة الروسية ضرب أنظمة الطاقة والقيادة العسكرية الأوكرانية بواسطة أسلحة بحرية وجوية بعيدة المدى عالية الدقة".

 

يأتي ذلك، فيما أكد الجيش الروسي الثلاثاء أنه سيطر على قرية في منطقة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا، في سابقة منذ أُخرج من المنطقة في سبتمبر/أيلول بفعل هجوم أوكراني مضاد.

 

وقالت وزارة الدفاع في تقريرها اليومي "خلال عمليات هجومية، استولت وحدات من الجيش الروسي على بلدة غوروبيفكا" القريبة من الحدود مع روسيا.

 

وأكد الكرملين الثلاثاء أن "لا معلومات لديه" حول استخدام الجيش الروسي طائرات مسيرة إيرانية الصنع في أوكرانيا، بعدما اتهمت كييف موسكو باستخدام تلك الأجهزة لضرب بنى تحتية مخصصة لتزويد الكهرباء والمياه.

 

وقال قائد عسكري روسي، إن أوكرانيا تسعى لاختراق دفاعاتنا وتجمع لذلك جميع احتياطيها بما فيه قوات الدفاع الإقليمي غير المدربة، مشيرًا إلى أنه يمكن وصف الوضع في منطقة العملية العسكرية الخاصة بأنه متوتر.

 


تقدم سريع

 

وفيما أكد أن "أوكرانيا لا تترك فرصة لمهاجمة مواقع قواتنا المسلحة"، قال إن "قواتنا لا تهدف إلى إحراز تقدم سريع في أوكرانيا ونسعى إلى تقليل الإصابات بين المدنيين".

 

يأتي ذلك، فيما قال الكرملين الثلاثاء إن الرئيس فلاديمير بوتين لم يعلن انتهاء التعبئة العسكرية في روسيا "حتى الآن" لكن بعض مناطق البلاد أكملت العملية.

 

وقال المتحدث باسم بوتين دميتري بيسكوف، إن بعض المناطق حققت بالفعل الأهداف المحددة، من دون أن يسمها، مضيفًا: "بهذه الطريقة فإن عملية التعبئة الجزئية في طريقها لأن تُنجز وقد أُنجزت في بعض المناطق (..) السلطات لن تستدعي أكثر من الهدف الذي حدده بوتين وهو 300 ألف جندي.

 

ومن التعبئة إلى إعلان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الثلاثاء أن روسيا "لا ترى أي جدوى" للإبقاء على نفس الوجود الدبلوماسي في الغرب، معلنا أن موسكو ستركز الآن على آسيا وإفريقيا.

 

وقال لافروف خلال لقاء مع الخريجين الشباب الذين عينتهم وزارة الخارجية الروسية مؤخرًا: "لا جدوى ولا رغبة، بالطبع، في الإبقاء على نفس الوجود في الدول الغربية".

 

أوضح لافروف أن الدبلوماسيين الروس يعملون هناك "في ظروف يصعب وصفها بأنها إنسانية، يتم خلق المشاكل لهم باستمرار عبر توجيه التهديدات".