الناتو يتعهد بتزويد أوكرانيا منظومات دفاع مضادة للمسيّرات

عرب وعالم

اليمن العربي

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرغ اليوم الثلاثاء، إن الحلف سيزود أوكرانيا بمنظومات دفاع جوي في الأيام المقبلة لمساعدتها في الدفاع عن نفسها في مواجهة الطائرات المسيرة بما فيها الطائرات الإيرانية التي تستخدمها روسيا في استهداف البنية التحتية الحيوية.

وقالت أوكرانيا إن هجمات شنتها أسراب من الطائرات المسيرة دمرت ما يقرب من ثلث محطات الطاقة بها خلال الأسبوع المنقضي بعد أن كثفت روسيا هجماتها على البنية التحتية بعيدا عن جبهة القتال بعد أن منيت بسلسلة انتكاسات عسكرية أمام القوات الأوكرانية.

وقال ستولتنبرغ، متحدثا إلى مؤتمر أمني في برلين، إن رد الحلفاء على الهجمات هو تكثيف شحنات منظومات الدفاع الجوي التي يقدمونها لأوكرانيا.

وقال: "أهم شيء يمكننا أن نفعله هو تسليم ما وعد به الحلفاء، بل أن نكثف ونسلم المزيد من منظومات الدفاع الجوي".

وتابع: "سيقدم حلف شمال الأطلسي في الأيام المقبلة منظومات مضادة للطائرات المسيرة لمواجهة تهديد تلك الطائرات، بما فيها الإيرانية".

وقال مسؤولون إيرانيون لوكالة "رويترز" إن طهران وعدت بتزويد روسيا، التي تعوق العقوبات الغربية مجهودها الحربي في أوكرانيا، بصواريخ ومزيد من الطائرات المسيرة.

وأضاف ستولتنبرغ: "يجب ألا تدعم أي دولة حرب روسيا غير المشروعة على أوكرانيا

 

أوكرانيا والناتج الحرب والسلام

 

تبدو المعادلة بين موسكو وكييف مختلفة، لا سيما أن ميزان الانتباه العسكري لا يميل فقط إلى جانب موسكو، بل لا مقاربة في الأصل، حين يجد الجد.
على الأرض يبدو المشهد ماضيًا في طريق من طريقين، لا ثالث لهما:
الأول: أن يقوم الناتو بالضغط على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وإرغامه على تجرع كأس السم، المتمثل في القبول بوقف إطلاق النار، وبقرار منفرد من جانبها، كإجراء تحتمه توازنات القوة مع روسيا، التي إن مضت في مسلكها هذا سوف تتمكن في القريب العاجل من احتلال المزيد من الأراضي الأوكرانية، وبلورة، وضع قائم جديد، سيكون من الصعب التراجع عنه لاحقًا، ما يعني أن أوكرانيا سوف تخسر المزيد من أراضيها، وأوراق القوة التي تملكها.
الثاني: أن يذهب الناتو إلى أبعد حد ومد، بمعنى أن يزود الأوكرانيين بالمال والعتاد العسكري المتقدم، وربما بالجنود، واعتبار أوكرانيا في هذه الحالة، عضوًا في حلف الناتو، وإن لم تكن هكذا قولًا وفعلًا.
غير أن هذا الطرح الثاني، سوف يقود حكمًا، إلى توسيع دائرة المواجهة، ويبدأ مسلسل أحجار الدومينو العسكري في العرض على شاشة العالم المحتقن، حتى الوصول إلى ذروة المأساة، تلك القابعة عند معركة هرمجدون، التي تتراءى للرئيس الأميركي جو بايدن في الأيام الأخيرة، ولا ينفك يتحدث عنها.
ترى إلى أي جانب يميل الناتو وأمينه العام ينس ستولتنبرغ؟
الذين تابعوا تصريحات الرجل الأخيرة، يكادون يخلصون إلى أنه أظهر موقفًا متراجعًا عن المواجهة النهائية والحتمية مع روسيا، إذ اعتبر أن الهجمات الأخيرة من قبل روسيا، تظهر شكلًا من أشكال الضعف، ونتيجة حتمية للانتكاسات التي ألمت بـ«القيصر» بوتين في المعارك الأخيرة.
جل ما صدر عن ستولتنبرغ، يفيد بأن الحلف سيقابل بالرد أي اعتداء يقع على أحد من أعضائه من قبل روسيا.
الحديث هنا تحصيل حاصل، تحتمه المادة الخامسة من ميثاق الناتو، وبقية ما قاله كلام مكرور، من نوعية أن بوتين هو من بدأ الحرب، وأنه من يتوجب عليه إنهاؤها بسحب قواته من أوكرانيا.