صعود أسعار الذهب عالميًا اليوم الثلاثاء

اقتصاد

اليمن العربي

صعدت أسعار الذهب عالميًا اليوم الثلاثاء 18 أكتوبر 2022 لدى المعاملات الفورية في السوق المالية الأمريكية،
افقدت سياسات التشديد النقدي التي انتهجها رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الفيدرالي، جيروم باول، سوق الذهب عالميا الكثير من مكاسبه رغم أنه الملاذ الآمن حاليًا، في ظل قفزات معدلات التضخم وتداعيات أزمات سلاسل الإمداد وجائحة كورونا والتوترات الجيوسياسية في شرق أوروبا، إضافة إلى الصراع السياسية بين الصين وتايوان.

صعود أسعار الذهب عالميًا اليوم الثلاثاء


وفي 21 سبتمبر/ أيلول الماضي قررت لجنة السوق المفتوحة بمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، رفع أسعار الفائدة للمرة الثالثة على التوالي بمعدل 75 نقطة أساس (0.75%) لتصل إلى نطاق بين 3% و3.25%، وهو أعلى مستوى له منذ أوائل عام 2008.

ومن المتوقع رفع سعر الفائدة للمرة الرابعة على التوالي 75 نقطة أساس خلال الشهر المقبل بعد أن أظهرت بيانات الأسبوع الماضي ارتفاع التضخم بقوة في سبتمبر/ أيلول.

ونجا المعدن النفيس من سياسات باول المتشددة، وسجل ارتفاعًا اليوم الثلاثاء، بفعل تراجع الدولار الذي ساهم في زيادة جاذبية السبائك للمشترين في الخارج، على الرغم من أن المخاطر الناجمة عن رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) الوشيك لأسعار الفائدة قلصت المكاسب.

سعر الذهب اليوم
وارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.2% إلى 1653.31 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 0709 بتوقيت جرينتش.

وعن سعر الذهب لدى العقود الأمريكية الآجلة، انخفضت 0.3% إلى 1658.50 دولار.

وسجل سعر أوقية الذهب اليوم في مصر نحو 32.543 ألف جنيه، وسجل سعر الأوقية (الأونصة) في الإمارات نحو 6068 درهمًا، وفي بلغ سعر أوقية الذهب اليوم في السعودية نحو 6206 ريالات.

سعر الدولار اليوم
ونزل مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى خلال نحو عشرة أيام بعد أن قفز سعر الجنية الإسترليني على أثر تخلي المملكة المتحدة عن خطة خفض الضرائب التي كانت قد هزت الأسواق العالمية.

وقال جيجار تريفيدي كبير المحللين لدى ريلاينس سيكيوريتيز، ومقرها مومباي، إن ارتفاع أسعار الذهب اليوم يُعزى بشكل رئيسي إلى ضعف العملة الأمريكية.

وانخفض الذهب بنحو 10% حتى الآن هذا العام إذ أدى الارتفاع الحاد في أسعار الفائدة في الولايات المتحدة إلى زيادة تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالأصول التي لا تدر عائدا وارتفاع الدولار وعوائد السندات.

وعلى صعيد المعادن النفيسة الأخرى، ارتفع سعر الفضة 0.4% إلى 18.75 دولار للأوقية والبلاتين 0.4% إلى 919.49 دولار والبلاديوم 1% ليصل إلى 2020.40 دولار.

وجه البيت الأبيض،  الأحد، رسالة طمأنة للأمريكيين، بعد الرفع المتكرر لأسعار الفائدة من جانب المركزي الأمريكي.

وقالت المستشارة الاقتصادية للبيت الأبيض، سيسيليا راوس، الأحد، إن رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) لأسعار الفائدة بدأ في تهدئة الاقتصاد الأمريكي "الملتهب"، وخصوصا أسواق العمل والإسكان، لكنها أكدت أن التضخم لا يزال مرتفعا للغاية.


كما أوضحت راوس، التي ترأس مجلس المستشارين الاقتصاديين بالبيت الأبيض، خلال تصريحات لشبكة "سي.إن.إن"، أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ستعمل على خفض التكاليف "إلى أقصى حد ممكن".

ولفتت إلى أن التضخم مرتبط في جانب منه بارتفاع أسعار الطاقة، بسبب الحرب في أوكرانيا.


في 21 سبتمبر أيلول الماضي، رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة مئوية إلى نطاق 3-3.25%.


وألمح المركزي الأمريكي إلى مزيد من الزيادات الكبيرة هذا العام ضمن توقعات جديدة تظهر استهدافه رفع معدل سعر الفائدة إلى 4.40% بنهاية العام قبل الوصول بها إلى 4.60% في عام 2023 لكبح التضخم.

و أظهرت التوقعات الاقتصادية الفصلية للبنك المركزي الأمريكي أن الاقتصاد يتباطأ بحد كبير في عام 2022، مع نموه بحلول نهاية العام بنسبة 0.2% على أن يرتفع إلى 1.2% في عام 2023، وهي نسبة تقل كثيرا عن إمكانات الاقتصاد.

ويسعى البنك المركزي الأمريكي إلى كبح التضخم، مع تحجيم تأثير قراراته في النمو الاقتصادي، معتمدًا على قوة سوق العمل، التي تشير إليها بيانات البطالة وطلبات الإعانة، مع وضع بيانات مبيعات التجزئة في الاعتبار.

وارتفع التضخم في الولايات المتحدة بسرعة في سبتمبر/ أيلول، مسجلا أسرع وتيرة منذ عام 1982، مما يؤكد استمرار ارتفاع الأسعار.

واستمرت الأسعار في الارتفاع بوتيرة وحشية في سبتمبر/أيلول، مع ارتفاع مؤشر التضخم الرئيسي بأسرع معدل منذ 40 عامًا، حاملا أخبارا سيئة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، في وقت يكافح فيه المجلس من أجل السيطرة على ارتفاع تكلفة المعيشة مرة أخرى.

وبلغ معدل التضخم الإجمالي 8.2% على مدار العام حتى سبتمبر/أيلول، وفقًا لآخر تقرير لمؤشر أسعار المستهلك يوم الخميس الماضي، وهو اعتدال طفيف من أغسطس/آب، ولكن أكثر مما توقعه الاقتصاديون، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".

والأمر الأكثر إثارة للقلق، هو أن اتجاهات التضخم الأساسية تسير في الاتجاه الخاطئ. بعد الاستغناء عن الوقود والغذاء - المتقلبين وإزالتهما لفهم المسار بشكل أفضل - ارتفعت الأسعار بنسبة 6.6% على مدار العام حتى سبتمبر/أيلول. وكان هذا أسرع معدل للتضخم منذ عام 1982.

ويمثل التضخم أيضا حجر عثرة للرئيس الأمريكي بايدن ورفاقه الديمقراطيين قبل انتخابات التجديد النصفي، حيث يعتبر تقرير يوم الخميس الماضي هو الإصدار الأخير لمؤشر أسعار المستهلك قبل انتخابات 8 نوفمبر، ولم يهدر الجمهوريون سوى القليل من الوقت في انتقاد بايدن لتعامله مع الاقتصاد.

وبينما يحافظ الأمريكيون على استهلاكهم، يعاني العديد من الأشخاص الأكثر ضعفًا في البلاد من ارتفاع تكاليف الغذاء والوقود والإسكان، ويشهد معظم الناس تآكل رواتبهم بسبب ارتفاع التكلفة.