ميليشيات الحوثي بريف صنعاء.. "آلة قتل" تقض مضاجع اليمنيين

أخبار محلية

اليمن العربي

حرب غير مرئية تشنها ميليشيات الحوثي وراء أبواب مغلقة بريف صنعاء على خلفية سباقهم المحموم للسطو بقوة السلاح على الأراضي وممتلكات المدنيين.

 

فبعد نحو شهر ونصف من اجتياح مليشيات الحوثي وسطوها عنوة على قرى همدان، انتقل الانقلابيون إلى قرى مديرية "بني حشيش" المعروف بزراعتها أجود أنواع العنب في اليمن وذلك للسطو على أراضي اليمنيين.

 

لكن آلة مليشيات الحوثي لا تتوقف عند حد مصادرة مساحات الأراضي والعقارات، وإنما يمتد إلى قتل وتصفيات ممنهجة لرجال القبائل، في صورة تكشف النطاق الحقيقي لفداحة وعنف الحرب غير المرئية للانقلابيين.

 

وقالت مصادر محلية في صنعاء، إن مليشيات الحوثي اجتاحت بدوريات مدججة بالأسلحة بلدتي "آل شبيح" و"آل الصرفي" في عزلة "صرف" في مديرية "بني حشيش" في ريف صنعاء الشرقي، وذلك بعد أيام من حصارها.  

 

وبحسب المصادر فإن مليشيات الحوثي أقدمت على تصفية شيخ قبلي يدعى "عادل الصرفي" وآخرين بجانبه قبل أن تقدم على اعتقال العشرات من أبناء البلدتين الريفيتين بعد رفضهم مصادرة أراضيهم وتسليمها للمليشيات الانقلابية لاستثمارها.

 

وأظهرت صور استخدام مليشيات الحوثي عشرات الدوريات والآليات الحديثة إلى جانب المليشيات النسائية من "الزينبيات" في الحملة التي طالت بلدة "صرف" منذ 11 أكتوبر/تشرين الأول 2022 والتي ما زالت تخضع لحصار من كل الاتجاهات.

 

وتعد ممارسات مليشيات الحوثي انتهاكا خطيرا لقواعد الحماية التي كفلتها القوانين الوطنية وقواعد القانون الدولي لحقوق الإنسان واتفاقيات جنيف الأربع.


قلق حقوقي

 

جرائم مليشيات الحوثي في صنعاء أصبحت مصدر قلق حقوقيا على المستوى اليمني، لا سيما بعد أن كسرت منظمات حقوقية حالة العزلة والتعتيم التي تفرضها المليشيات الانقلابية بشأن انتهاكاتها السوداء.

 

وفي بيان نددت منظمة شهود لحقوق الإنسان باليمن، السبت، بأشد العبارات بما وصفتها "الجرائم الوحشية" والانتهاكات لمليشيات الحوثي في بلدة "صرف" بمديرية بني حشيش التابعة لمحافظة صنعاء.

 

واستشهد البيان بواقعتين منفصلتين على تصفية مليشيات للوجاهات الاجتماعية منهم "بكيل عائض شبيح" و"عادل شبيح" والذي تم تصفيتهما على يد مسلحين يستقلون سيارة مدنية برفقة دورتين عسكريتين للحوثي.

 

وذكر البيان أن مليشيات الحوثي منعت الأهالي من إسعاف عادل الصرفي، وحينما حاول ثلاثة مدنيين إسعافه قامت باعتقالهم، بالإضافة إلى احتجازهم جثة الضحية، فيما تم اعتقال نجل الضحية "بكيل شبيح"، وهو طفل لم يتجاوز عمره الـ12 عاما.

 

وأعربت المنظمة عن بالغ قلقها من "إصرار مليشيات الحوثي على الاستمرار في مواصلة الانتهاكات الجسيمة في حق المدنيين من أبناء البلدة المسالمة دون أي مراعاة للأعراف والتقاليد والشرائع السماوية والقوانين الدولية لحقوق الإنسان التي تجرم جميعها هذه الجرائم والانتهاكات".

 

وأكد البيان أن "عناصر نافذة بالمليشيات تحاول بقوة السلاح إجبار ملاك المحاجر على التنازل عن أراضيهم، وهي عبارة عن "تباب وأماكن استخراج النَيْس والكَرِّي المستخدم للبناء" لاستثمارها دون عائد مادي.

 

وبحسب البيان فإن مليشيات الحوثي أقدمت الخميس الماضي عبر مسلحيها على اقتحام عدة منازل في القرية وإطلاق الرصاص واستخدام القوة المفرطة، وما زالت عمليات الاقتحام والمداهمات مستمرة حتى اليوم.


الردع الدولي "ضرورة"

 

وأكد البيان "تعمد القتل وإرهاب المواطنين المدنيين العزل ومصادرة ممتلكاتهم الخاصة وحملات الاعتداءات والمداهمات والاعتقالات التعسفية والحصار للسكان المدنيين يرتب المسؤولية الجنائية ضد مليشيات الحوثي، ويستوجب تحركا حقيقيا لوقف تلك الانتهاكات".

 

ودعت المنظمة اليمنية المجتمع الدولي للقيام بالواجب القانوني والأخلاقي في الضغط على مليشيات الحوثي من أجل تحقيق المطالب الحقة لأهالي بلدة صرف بريف صنعاء وتقديم الجناة للعدالة ورفع الحصار عنهم وإطلاق جميع المعتقلين تعسفيا، وتعويضهم مما لحق بهم والسماح لسكان القرية بممارسة حياتهم الطبيعية.

 

كما شددت على ضرورة "تحقيق سياسة الردع الدولية من خلال المساءلة الجنائية الدولية التي تضمن مستقبلا وقف انتهاكات مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا".

 

في الصدد، طالب أهالي البلدة عبر إيصال صوتهم للعالم والالتفات إلى مظلوميتهم، إثر ما يتعرضون له من اعتداء وقتل واعتقال لأبنائهم وترويع نسائهم وأطفالهم بسبب تمسكهم بحقوقهم المشروعة ورفضهم التعسفات التي ترتكب في حقهم.

 

وكانت مليشيات الحوثي، منتصف أغسطس/آب الماضي، فرضت حصارًا مشددًا على أهالي قرية "العرة" في مديرية همدان قبل أن تعمد لمصادرة أراضيهم البالغ مساحتها 66 ألف متر مربع من قبل ما يسمى "مؤسسة الشهداء".

 

وتزخر مليشيات الحوثي بسجل أسود في التنكيل بقرى شمال اليمن لعل آخرها حرب الإبادة الجماعة التي قادتها ضد بلدة "خبزة" في البيضاء أواخر يوليو/تموز الماضي قبل أن تحتشد قبائل رداع وتفك الحصار الذي استمر لأسابيع.

 

يأتي ذلك ضمن حرب حوثية غير مرئية تستهدف تطويع وإذلال قبائل شمال اليمن ورجالها بالإعدامات وتفجير المنازل ومصادرة الأملاك وأخذ الرهائن.