المبعوث الاممي يعبر عن أسفه لعدم التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة

أخبار محلية

اليمن العربي

أعرب المبعوث الخاص للامم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، عن أسفه البالغ لعدم التوصل إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة الإنسانية، بعدما جاءت المليشيات الحوثية " بمطالب اضافية لم يكن من الممكن تلبيتها".

المبعوث الاممي يعبر عن أسفه لعدم التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة 

 

وثمن غروندبرغ في احاطة جديدة لمجلس الامن، الخميس، موقف الحكومة اليمنية بالتعاطي الايجابي مع مقترحه لتجديد الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ مطلع ابريل الماضي.

واستعرض المبعوث الأممي في إحاطته إلى النتائج الإيجابية للهدنة التي شملت التخفيف من معاناة المواطنين وقدمت الهدنة فرصة تاريخية حقيقية لبناء الثقة والعمل نحو إيجاد تسوية سلمية للنزاع..موضحًا أن الجهود المبذولة من مطلع شهر يوليو الماضي لا تسعى فقط لتمديد الهدنة، ولكن أيضا لتوسيع عناصرها والبناء عليها.

وأشار إلى أنه في 18 سبتمبر، قدم مقترحًا للأطراف لتمديد الهدنة لمدة ستة أشهر وتوسيع عناصرها وفي الأسابيع التي سبقت 2 أكتوبر كثف مناقشاته معهم وقام بعدة جولات تفاوض في عدن وصنعاء والرياض ومسقط وشارك معهم بعد ذلك مقترح منقح في 1 أكتوبر.. موضحًا أن المقترح تنال المطالب الرئيسية والمتنافسة لكلا الجانبين، بطريقة متوازنة وشمل استمرار وقف جميع العمليات الهجومية وتعزيز لجنة التنسيق العسكرية كقناة نشطة للتواصل والتنسيق لخفض التصعيد، وإيجاد آلية صرف شفافة وفعالة لدفع مرتبات موظفي الخدمة المدنية والمعاشات التقاعدية بإنتظام، وفتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى على مراحل، وزيادة عدد الرحلات والوجهات من وإلى مطار صنعاء الدولي، والتدفق المنتظم للوقود عبر موانئ الحديدة ودون أي عوائق، والالتزام بالإفراج العاجل عن المحتجزين.

ولفت إلى أن مقترحه تمن أيضًا من أجل إحراز التقدم نحو حل للنزاع، إنشاء هياكل لبدء المفاوضات حول القضايا الاقتصادية ووقف دائم لإطلاق النار، واستئناف عملية سياسية شاملة بقيادة يمنية من أجل العمل على إيجاد حل شامل للنزاع.

وقال "يجب علينا ألا نستهين بانجازات وفوائد الهدنة، فالهدنة دخلت حيز التنفيذ بعد ما يقارب من ثماني سنوات من النزاع وجلبت أطول فترة هدوء حتى الآن، وخلال ستة أشهر، تضمنت الفوائد التي لمسها الشعب اليمني:عدم حدوث عمليات عسكرية كبيرة وانخفاض أعداد الضحايا بنسبة ستين بالمائة، إعادة فتح مطار صنعاء وتسيير 56 رحلة تجارية ذهابًا وإيابًا حتى اليوم، نقلت على متنها اكثر من 29 ألف مسافر ممن سعوا إلى الحصول على العناية الطبية أو الفرص التعليمية أو التجارية خارج البلاد، وتوفير ما يزيد على 1.4 مليون طن متري من منتجات الوقود عبر موانئ الحديدة وذلك أكثر بثلاثة أضعاف من كمية المنتجات النفطية التي دخلت في عام 2021 بأكمله، كما تم عقد لقاءات مباشرة للأطراف تحت رعاية الأمم المتحدة حول خفض التصعيد العسكري وفتح الطرق في تعز ومحافظات أخرى".

وأضاف المبعوث الأممي " أن الهدنة لم تكن غاية في حد ذاتها، بل كانت لبنة بناء لتعزيز الثقة بين الأطراف وتهيئة بيئة مواتية للعمل نحو حل سياسي للنزاع".. لافتًا إلى أنه لدى الأطراف الآن خيار متاح أمامهم، يمكنهم اختيار المحافظة على الهدنة والبناء عليها وانتهاج الطريق نحو السلام كما يتوقع منهم الشعب اليمني أو العودة إلى الحرب بما يعني تجديد وزيادة معاناة المدنيين.
تتوالى أعياد الثورة اليمنية الخالدة، باعثة في ذاكرة ووجدان الشعب اليمني التضحيات الجسيمة لأولئك الرعيل الأول من المناضلين الأحرار الذين صنعوا بإرادتهم وعزيمتهم ودمائهم الزكية عصر جديد عنوانه الدولة والجمهورية والاستقلال، ورفعوا عن كاهل وطنهم التخلف والاستبداد الكهنوتي الإمامي والاستعمار الأجنبي.

وتحل علينا اليوم الذكرى التاسعة والخمسون لثورة 14 أكتوبر، مع تعاظم التوجه الرسمي والشعبي بشكل عام نحو مواجهة التحديات التي تواجه قيادة البلد ومختلف فئات وشرائح المجتمع، وفي صدارتها مواصلة مسيرة النضال والدفاع عن والهوية اليمنية العروبية الخالصة، وتكللها بإنهاء انقلاب مليشيا الحوثي الإرهابية.

وبإصرارٍ كبير تتوجه القوى الوطنية مجتمعةً صوب مواصلة نضالها والانتصار للوطن وبناء الدولة المدنية الحديثة التي تتسع لكل أبناء الشعب دون استثناء، مع ازدياد اليقين بأن المليشيات الحوثية ترفض كل مشاريع ودعوات السلام ومازالت متعطشه لسفك وإراقة المزيد من دماء أبناء الوطن، وهو ما برهنته المليشيا من خلال تعمدها اختلاق الأعذار والحجج الواهية في عرقلتها لعملية تمديد وتوسيع الهدنة الأممية، وفتح بارقة أمل تبشر بإنهاء الأوضاع المأساوية والمعاناة الإنسانية والمعيشية التي تعصف بالبلاد والعباد، نتيجة انقلاب الحوثيين على الشرعية الدستورية وحربهم على اليمن واليمنيين، والتي دمرت الكثير من مقدرات الوطن.

أن ما يجدد التأكيد على مدى عظمة ومكانة ثورة الـ 14 من أكتوبر في نفوس اليمنيين، هو أنها ثورة إستطاعت أن تمهد الطريق لتحقيق الاستقلال بعد سنوات طويلة من الكفاح والتضحيات حتى تحقق استقلال الشطر الجنوبي من الوطن آنذاك من الاستعمار البريطاني البغيض، في الـ 30 من نوفمبر عام 1967م، وذلك عقب احتلال أجنبي ظل جاثما على صدر الوطن طيلة 129 عاما، وبهذا طوى المناضلون الأحرار الذين قدموا تضحيات سخية بالأرواح الطاهرة والدماء الزكية فداءًا للوطن، حقبة سوداء من تاريخ البلد، إيذانا بميلاد فجر جديد وانطلاق مرحلة جديدة معززة بالإرادة الشعبية، عنوانها بناء وطن ديمقراطي، أركانه ومداميكه الحرية والعزة والكرامة والنمو والتطور والازدهار.

ان تجسيد الأهداف والمبادئ السامية لواحدية الثورة اليمنية المباركة المتمثلة بثورتي الـ 14 من أكتوبر ضد الاستعمار البغيض، والـ 26 من سبتمبر 1962م ضد حكم الإمامة الكهنوتي في الشطر الشمالي من الوطن في ذلك الحين، يكون من خلال تجديد العهد الشعبي على الحفاظ على النظام الجمهوري والقضاء على الإماميين الجدد المتمثلين بمليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا، التي تحاول فرض التجربة الإيرانية والنظام الإمامي بوجهه الأكثر دموية وبشاعة.

وإن ما يجب التأكيد عليه هو أن أبناء وأحفاد الثوار الأحرار والمناضلون الشرفاء ومعهم القيادة السياسية للبلد ممثلة بقيادة المجلس الرئاسي برئاسة فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي، باقون على العهد لثوار سبتمبر وأكتوبر وسيواصلون مسيرتهم النضالية بإسناد ودعم من تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى المواقف الأخوية المشرفة للأشقاء في السعودية والإمارات إلى جانب اليمن واليمنيين في محنتهم بالظروف الراهنة، ليمضوا جميعا بخطى ثابتة نحو التصدي للانقلابيين الحوثيين، ووضع حدا لأطماع المليشيات الحوثية ومن خلفها النظام الإيراني الذين يحلمون بابتلاع اليمن وفرض مشروعهم التوسعي في خاصرة الجزيرة العربية والخليج العربي.

كما يعتبر ذلك الالتفاف الشعبي خلف قيادتهم ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة، وتواصل دعم ومساندة الأشقاء في التحالف على مختلف المستويات العسكرية والإنسانية والاقتصادية، دافعا محفزا لقيادة البلد من أجل مواصلة جهودها السياسية أو الخيارات الأخرى للخلاص من الانقلاب الحوثي واستعادة الدولة ومؤسساتها وإيقاف نزيف الدم وتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم وإنهاء معاناة وآلام الشعب اليمني، وانعكس ذلك إيجابا من خلال المواقف الرسمية للدولة التي تؤكد على الدوام تعاطيها بإيجابية مع جهود ومبادرات السلام الإقليمية والدولية والأممية، انطلاقا من حرص سلطات الدولة الشرعية على إنهاء الحرب وإحلال السلام.

غير أن تلك المليشيات الحوثية الإيرانية، كانت وما زالت تعتقد بأن مواقف وتعامل القيادة السياسية مع مجمل مستجدات وتطورات الأوضاع على صعيد المشهد العام في اليمن، وتقديمها التنازلات تلو التنازلات لإعلاء راية السلام وإخراص نيران مدافع وأسلحة الحرب، على أنها فرصة لتلك المليشيا لفرض وتكريس مشروعها الانقلابي والدموي على حساب جسد الوطن ومعاناة أبنائه، وهو ما جسده اعتماد مليشيا الحوثي في تعاملاتها مع الجهود الدولية والأممية للسلام، على سياسات ومواقف تعكس رغبتها بتغليب مصلحة نظام الملالي في إيران ورغبته في التصعيد في المنطقة انطلاقًا من اليمن، وذلك على حساب المصلحة الوطنية العليا وهو ما يعكس حالة التبعية والارتهان بل والارتباط العضوي بين مليشيا الحوثي ومنظمة الحرس الثوري الإيرانية الإرهابية.

وبالتالي فان الحاجة الماسة تؤكد على ضرورة تعزيز موقف الشعب اليمني الصامد وقيادته السياسية، بمواقف دولية وأممية أشد حزما وصرامة لمواجهة ألاعيب المليشيات الحوثية الإرهابية، ومسلسل إهدار المليشيا لفرص السلام بكل عنجهية أمام العالم أجمع، بل ووضع حدا لتمادي تلك المليشيا الانقلابية التي يظل بقائها تهديدا صريحا للأمن والسلم الدوليين.