مصر وصندوق النقد.. بوادر انفراجة و"جورجيفا" في القاهرة قريبا

اقتصاد

اليمن العربي

صارت مصر قريبة من اتفاق مع صندوق النقد الدولي حول برنامج تمويل يخفف تداعيات "حرب أوكرانيا" على مواردها الدولارية وموازنتها العامة.

 

وطلبت مصر قبل 7 أشهر برنامج تمويل من صندوق النقد الدولي، في ظل ارتفاع قياسي لأسعار وارداتها، ومع حلول شهر أكتوبر/تشرين الأول بدأت تلوح بوادر التوصل لاتفاق مع الصندوق.

 

وقالت كريستالينا جورجيفا، المدير العام لصندوق النقد الدولي في كلمتها خلال الجلسة العامة لمجلسي محافظي صندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي، التي ترأسها حسن عبدالله محافظ البنك المركزي المصري، إنها تتطلع لزيارة مصر قريبا حتى إنها لا تستطيع الانتظار إلى حين موعد انعقاد مؤتمر المناخ COP27 الذي تسضيفه في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

 

وشكرت جورجيفا محافظ البنك المركزي المصري حسن عبدالله على كلمته الجامعة، التي ألقاها في افتتاح الجلسة العامة لاجتماع مجلسي المحافظين، والذي ينعقد بعد توقف دام لثلاث سنوات متتالية بسبب تداعيات جائحة كورونا.

 

وأضافت جورجيفا "منذ اجتماعنا الأخير معًا، شهد العالم جائحة وحروبا وتضخما أدى إلى أزمة في تكلفة المعيشة".

وأشارت إلى أن الوباء دفع صانعي السياسات إلى اتخاذ إجراءات غير عادية لحماية الأسر والشركات من تداعياته، فيما بلغ الإنفاق الإضافي في هذه العملية 10% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي في الـ18 شهر الأولى من الجائحة.

 

ولفتت إلى أن صندوق النقد الدولي موّل بسرعة قياسية 93 دولة بنحو 260 مليار دولار، لمواجهة تداعيات جائحة كوفيد-19، وأنه منذ بدء الحرب في أوكرانيا قدم صندوق النقد الدولي دعمه لنحو 16 دولة بما يقرب من 90 مليار دولار.

 

كما بينت أن 28 دولة أخرى أعربت عن رغبتها في تلقي الدعم المالي، بالإضافة إلى تخصيص 650 مليار دولار من حقوق السحب الخاصة خلال العام الماضي.

 

وأوضحت مدير عام صندوق النقد الدولي أن اختلالات العرض والطلب، ودعم سياسات الوباء في أوروبا، والحرب في أوكرانيا، أدت إلى زيادة الضغوط الخاصة بالتضخم.

 

وكشفت أن "الدين السيادي" هذا العام وصل إلى 91% من الناتج المحلي الإجمالي على مستوى العالم.

 

وأكدت جورجيفا: "نحن الآن ندخل منطقة خطرة، حيث إن العالم أكثر انقساما وهشاشة وعرضة للصدمات، التي يمكن أن تضرب البلدان بسرعة".

 

وأضافت أن الصندوق أعلن توقعاته للنمو العالمي في العام المقبل بنحو 2.7%، وهو ما يعد التخفيض الرابع خلال 12 شهرا، كما يوجد احتمال بنسبة 4:1 لأن ينخفض إلى أقل من 2%.

 

ولفتت إلى أن أكثر من 60% من البلدان منخفضة الدخل وأكثر من 25% من الأسواق الناشئة قد بدأت تعاني بشكل حقيقى من أعباء الديون أو تقترب من المعاناة منها.

 

وفي نهاية كلمتها، قالت كريستالينا إنه "خلال الوباء، رأينا أن إقراضنا الاحترازي وصل إلى 141 مليار دولار وهو مثال واضح على كيف يمكن أن يساعد الوصول المبكر إلى دعم الأموال في الحفاظ على السيولة، كما وافق صندوق النقد الدولي على توفير تمويل إضافي منه للبلدان التي تضررت بشدة من أزمة الغذاء العالمية.

 

وجاء ذلك خلال كلمة جورجيفا بالجلسة العامة لمجلسي محافظي البنك الدولي وصندوق النقد المنعقدة ضمن الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد المُنعقدة في العاصمة الأمريكية واشنطن، الجمعة.

وتشارك مصر بقوة خلال اجتماعات صندوق النقد والبنك الدولي خلال الاجتماعات السنوية المُنعقدة في العاصمة الأمريكية، والذي يأتى انعكاسًا لدورها المحوري والرئيسي بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا ومساهمتها الفاعلة في كافة الجهود الدولية الرامية لتعزيز الأمن والسلم العالمي.

 

وحظيت مصر بإشادات عديدة من كبار المسؤولين المشاركين في اجتماعات الخريف هذا العام، خاصة تلك المتعلقة بإدارة السياسة النقدية ومكافحة التضخم وتدابير الحماية الاجتماعية وجهود مكافحة تغير المناخ.

 

وتوقع صندوق النقد الدولي نمو الاقتصاد المصري بنسبة 6.6% خلال العام الجاري، رغم تزايد الضغوط على كافة اقتصاديات العالم بسبب تداعيات الحرب فى أوكرانيا وجائحة كورونا المستمرة ونقص سلاسل التوريد والإمداد، خاصة المتعلقة بالطاقة والغذاء والتحديات الكبيرة التي يفرضها التغير المناخي.

 

وتُعقد الاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد في واشنطن العاصمة لمدة عامين من كل ثلاثة أعوام، على أن يتم عقدها في بلد عضو آخر في العام الثالث، وبالإضافة إلى اجتماعات مجلسي المحافظين، يجري رسميًا عقد اجتماعات لجنة التنمية واللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية.

 

وتسدي لجنة التنمية واللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية المشورة إلى مجلسي المحافظين بشأن القضايا موضع الاهتمام العالمي.