رغم التضييق.. روسيا شريان أوروبا الأبرز لواردات الطاقة

اقتصاد

اليمن العربي

بالرغم من كفاح دول الاتحاد الأوروبي للانفكاك عن مصادر الطاقة الروسية، إلا أن روسيا لا تزال حتى اليوم مصدر الطاقة الأبرز لدول التكتل.

 

وبعد أكثر من 7 شهور على الحرب، و8 حزم عقوبات غربية ضد روسيا، فإن مسألة الانفكاك الكامل عن مصادر الطاقة القادمة من الشرق (الغاز، النفط، الفحم)، لا تزال موضع شك من جانب أسواق الطاقة.

 

في تقرير حديث له، قال مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف "CREA"، إن الاتحاد الأوروبي ظل أكبر مستورد للوقود الأحفوري الروسي في سبتمبر/أيلول الماضي، على الرغم من تراجع حصته من مزيج الطاقة المستهلك في القارة العجوز.

 

وبحسب بيانات مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف، استوردت دول الاتحاد الأوروبي ما قيمته أكثر من 100 مليار يورو من الوقود الروسي منذ بدء حرب أوكرانيا.

 

وبعبارة أخرى، لا يزال الاتحاد الأوروبي يستورد ما قيمته 260 مليون يورو من الوقود الأحفوري الروسي كل يوم، حتى اليوم، على الرغم من الدعوات لخفض الاعتماد على موسكو في التزود بمصادر الطاقة.

 

هذه الصدارة، تأتي على الرغم من انخفاض واردات الاتحاد الأوروبي من الوقود الأحفوري الروسي، والتي انخفضت بنسبة 14% من أغسطس/آب إلى نهاية سبتمبر/أيلول، و50% من مارس/آذار إلى نهاية سبتمبر/أيلول، بينما كانت الصين ثاني أكبر مشتر للنفط الروسي بعد الاتحاد الأوروبي.

ويرجع التراجع في جزء منه إلى انخفاض إمدادات الغاز الطبيعي بعد أن أوقفت شركة غازبروم عمليات التسليم عبر نورد ستريم 1، ومصادر التزود الأخرى سواء لفنلندا أو بولندا أو بلغاريا أو الدنمارك أو غيرها من الدول.

 

كما حظر الاتحاد الأوروبي واردات الفحم منذ أغسطس/آب الماضي؛ في خطوات تهدف إلى خفض عائدات الطاقة الروسية، التي تمول حرب أوكرانيا حسب ما تقول المفوضية الأوروبية.

 

وتعتبر الطاقة ركيزة أساسية للاقتصاد الروسي، حيث تمثل أكثر من خمس الناتج المحلي الإجمالي، وتتجه لتسجيل أرقام صاعدة هذا العام على الرغم من تراجع الكميات، إلا أن ارتفاع الأسعار كان بديلا قويا لروسيا خلال الشهور الماضية.

 

هناك دول أخرى تستحوذ على بعض الحصة السوقية المفقودة للاتحاد الأوروبي في روسيا؛ حسب التقرير، إذ إن الأسواق الناشئة في الهند والصين وتركيا وماليزيا تستحوذ على الوقود الروسي، مع ارتفاع الواردات بشكل كبير منذ بداية حرب أوكرانيا.

 

وكتبت وزارة الطاقة الروسية في تقرير صدر في أغسطس/آب، أن "ارتفاع أسعار الوقود الأحفوري يعني أن الإيرادات الحالية لروسيا أعلى بكثير من مستوى السنوات السابقة، على الرغم من التخفيضات في أحجام الصادرات هذا العام".

يأتي ذلك، بينما ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام بنحو 20% منذ بداية العام؛ وزادت العقود الآجلة المعيارية للغاز الطبيعي في أوروبا بأكثر من الضعف في نفس الفترة.

 

لكن أوروبا، يبدو أنها تكابر أو على الأقل تقدم رسائل إعلامية مغايرة للواقع، فتقرير حديث لصحيفة فايننشال تايمز هذا الأسبوع، قال إنه وبينما تشن روسيا ضربات صاروخية على كييف ومدن رئيسية أخرى في جميع أنحاء أوكرانيا، فإن خطط الرئيس فلاديمير بوتين لإذكاء المخاوف من التجميد الأوروبي هذا الشتاء على وشك أن تأتي بنتائج عكسية.

 

وقالت الصحيفة: "بينما تحتاج روسيا إلى بيع غازها الطبيعي إلى الاتحاد الأوروبي، لم تعد أوروبا بحاجة إلى هذه الإمدادات.. يجب ألا تشكل أزمة الطاقة تهديدا للدعم الموحد لأوكرانيا، ناهيك عن راحة الأوروبيين هذا الشتاء، على الرغم من مكائد بوتين".