تضييق الخناق.. "سهام الشرق" تشلّ قدرات "القاعدة" في اليمن

أخبار محلية

اليمن العربي

تسببت عملية "سهام الشرق" العسكرية في شل قدرات تنظيم القاعدة في اليمن بعد تشديد الخناق عليه في معاقله الرئيسية في أبين، جنوبي البلاد.

 

وتوجت المرحلة الرابعة من الحملة الأمنية والعسكرية التي تنفذها القوات الجنوبية المشتركة من الحزام الأمني ومحور وشرطة أبين، بتأمين كافة مناطق ومعسكرات مديرية المحفد الواقعة على حدود المحافظة مع شبوة.

 

وأعلنت القوات الجنوبية في بيان لها، إحكام السيطرة التامة على مديرية المحفد والانتشار والتموضع في الوديان والسلسلة الجبلية الممتدة من وادي ضيقة في المحفد إلى حدود محافظة شبوة.

 

وقال مصدر أمني، إن عناصر تنظيم القاعدة بدأت بالفرار من معسكرها الرئيسي في "وادي ضيقة" مع بدء انتشار القوات الجنوبية بحذر شديد وبلا ضجيج إعلامي يوم السبت الماضي ليتم تطهيره اليوم من العبوات الناسفة والألغام التي زرعتها العناصر الإرهابية.

 

وذكر المصدر أن عناصر تنظيم القاعدة تراجعت للتحصن في المرتفعات الغربية من محافظتي شبوة وأبين وعلى حدود البيضاء الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي.


المحفد خالية والقاعدة تعترف

 

يأتي إعلان المحفد خالية من القاعدة كثمار لعملية عسكرية مدروسة قادتها القوات الجنوبية بموجب عمل استخباراتي وأمني مكثف ودقيق ساهم في تجاوز الكمائن والعبوات وحرب العصابات للقاعدة.

 

وشكلت المحفد لسنوات من أخطر معاقل تنظيم القاعدة لأهميتها وبعدها عن مركزي محافظتي أبين وشبوة ولصعوبة تضاريسها الجبلية، وقد استغلت القاعدة مرور شريان حيوي منها في تنفيذ أعمال التقطعات والاختطافات للمسافرين والدوريات العسكرية والتي كانت عصب تموين التنظيم الإرهابي.

 

ووفقا للقوات الجنوبية فتم تطهير اقتحام مديرية المحفد بشكل مباغت يومي الأحد والاثنين من محورين، الأول محور الساحل بقيادة قوات الحزام الأمني، ومن الجهة الجبلية وحدات من الألوية البرية ومحور أبين وقوات مكافحة الإرهاب.

 

ونجحت القوات من الالتحام بصورة سريعة ودون أي مواجهات من قبل تنظيم القاعدة الذي وجد الأرض تضيق من تحت أقدامه فهرب إلى الفضاء الإعلامي لنشر التهديدات الجوفاء.

 

وردا على خسارته للمحفد، خرج تنظيم القاعدة الثلاثاء في بيان يزعم أنه يخوض حرب استنزاف للقوات الجنوبية عبر الكمائن والعبوات الناسفة في اعتراف كبير بشل قدراته واعتماده تكتيك حرب العصابات لتعوض هزائمه.

 

والسبت الماضي، شن تنظيم القاعدة الإرهابي هجومين إرهابيين عبر عبوتين ناسفتين ما خلف بصفوف القوات الجنوبية 7 قتلى و2 جرحى من الجنود.

 

وسارع ما يسمى "أنصار الشريعة"، الفرع الأخطر لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب في تبني العمليتين التي استهدفت مركبة ودورية لقوات الحزام الأمني في مدخل وادي عومران إلى الشرق من مودية قرب مديرية المحفد.


الحملة مستمرة

 

بعد تطهير المحفد، أكد قادة الحملة العسكرية استمرار عملية "سهام الشرق" في مطاردة العناصر الإرهابية التي هربت إلى الجبال ومداهمة الأماكن والأوكار التي تختبئ فيها.

 

ودعا القادة العسكريون في بيان، مشايخ المنطقة والمواطنين إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية والإبلاغ عن أي تحركات للعناصر الإرهابية التي تسعى إلى نشر الفوضى وزعزعة أمن محافظة أبين.

 

ومن المقرر أن تتوجه القوات الجنوبية صوب المرتفعات الغربية من شبوة وأبين إلى جانب مديرية جيشان لخوض معركة فاصلة ضد القاعدة ومليشيات الحوثي بعد أن أصبحت الدائرة تضيق بشكل قاس على الجماعات الإرهابية.

 

وفي وقت سابق، توعد متحدث القوات الجنوبية في تصريح مقتضب، تنظيم القاعدة بعد تبنيه للعمليتين الغادرتين في وادي عمران، قائلا إن: "رد القوات الجنوبية سيكون على الأرض".

 

وأكد المسؤول العسكري المقدم محمد النقيب أن القوات الجنوبية ستواصل استكمال عملية سهام الشرق واتخاذ كافة التدابير والإجراءات الأمنية الكفيلة بالوصول للخلايا الإرهابية المتخفية.

 

وانطلقت العملية العسكرية سهام الشرق في 23 أغسطس الماضي بمشاركة قوات الحزام الأمني وشرطة ومحور أبين والمقاومة الجنوبية لتنجح من الانتشار والسيطرة على مناطق ومعسكرات رئيسية في مديريات المحافظة خنفر، أحور، لودر، الوضيع، مودية والمحفد.

 

وقدمت القوات الجنوبية أكثر من 74 قتيلا ومصابا منذ انطلاق عملية سهام الشرق أواخر أغسطس/ أيار، فيما فقدت القاعدة أكثر من 24 عنصرا إرهابيا وهم من تم التأكد من هوياتهم، خلافا عن الخسائر المادية والأسلحة وأجهزة الاتصالات والوثائق التي تم العثور عليها.