باحثون يكتشفون هدفا علاجيا محتملا لأورام الدماغ العدوانية

منوعات

اليمن العربي

كشف فريق من العلماء من مركز ماسي للسرطان التابع لجامعة الكومونولث في فيرجينيا، عن علاج جديد يوقف الأورام العدوانية في مساراتها الخاصة.

باحثون يكتشفون هدفا علاجيا محتملا لأورام الدماغ العدوانية

 

وقال العلماء الأمريكيون، في ورقة بحثية نُشرت في مجلة Science Advances، إن هذا التطور "واعد" في مكافحة سرطان الدماغ، وأوضحوا أنهم استخدموا عملية وراثية غير معروفة سابقا لاستهداف الأورام الدبقية.


والأورام الدبقية هي أي سرطان يبدأ في الخلايا الدبقية للجهاز العصبي. ومن المعروف أنها مسؤولة عن ثلث أورام المخ.

والنوع الأكثر عدوانية هو الورم الأرومي الدبقي، وهو غير قابل للشفاء ويؤثر على الدماغ.

وقال الفريق إنه استخدم مستقبلات عامل نمو البشرة (EGFR)، والتي عملت كسلسلة من الأوامر عبر البروتينات لتحفيز وظيفة معينة هي المسار الذي سلكته البروتينات.

ويمكن أن يؤدي التنشيط غير المنتظم في بعض الأحيان إلى الإصابة بأمراض، بما في ذلك السرطان، لكن العلماء استهدفوا إشارة EGFR وزيادة المقاومة للعلاجات الأخرى التي تستخدم عادة مع المرضى.

وأوضحت مؤلفة الدراسة الرئيسية سويون هوانغ، الأستاذة في قسم علم الوراثة البشرية والجزيئية في كلية الطب بجامعة الكومونولث بفرجينيا، بالتعاون مع بول كورمان، رئيس قسم أبحاث السرطان وعضو برنامج أبحاث بيولوجيا السرطان في مركز ماسي: "إن استهداف EGFR يعد استراتيجية علاجية واعدة. ومع ذلك، فإن العمليات الخلوية الأساسية التي من خلالها يساهم مستقبِل EGFR في نمو الورم غير معروفة إلى حد كبير".


وخلال الدراسة، نظر الفريق في بروتين معين - البروتياز 16 الخاص باليوبيكويتين (USP16)، والذي ينظم عملية تدهور الدماغ بسبب التقدم في السن ويخفف من نمو خلايا الورم الدبقي.

وتأتي هذه الدراسة بعد أقل من مضي شهر على اكتشاف الخبراء في كلية كيك للطب في جامعة جنوب كاليفورنيا أن بروتينات الساعة البيولوجية - التي تتحكم في إيقاعاتنا الطبيعية، مثل وقت الاستيقاظ والنوم، يمكن أن تشارك في نمو أورام كالورم الأرومي الدبقي.

وقد تفسر هذه البروتينات أيضا سبب عدم بقاء الأشخاص في الغالب في حالة هدأة (حالة غياب تنشّط المرض عند مريض مصاب بمرض مزمن لا يمكن الشفاء منه) بعد علاج السرطان، وسبب رؤية الورم الأرومي الدبقي يعود مجددًا.

وحدد باحثو كيك عقارا جزيئيا صغيرا يسمى SHP656، يمكن استخدامه لاستهداف بروتينات الساعة هذه وعلاج المرض المدمر.
حدد باحثون، ممن يدرسون عوامل خطر الإصابة بالسرطان في بلدان العالم عبر العمر والجنس بمرور الوقت، عددا من عوامل الخطر للإصابة بالسرطان القابلة للتعديل.

وفحص الباحثون بيانات من دراسة العبء العالمي للأمراض (GBD)، وهي الدراسة الوبائية الأكثر شمولا في جميع أنحاء العالم حتى الآن، ووجدوا عادات نمط حياة غير صحية، مثل اتباع نظام غذائي غير صحي، وعدم وجود وزن صحي للجسم، وعدم ممارسة النشاط البدني الكافي، يمكن أن تسهم في خطر الإصابة بالسرطان.


وقاد الدراسة، التي شارك فيها أكثر من 7000 باحث في أكثر من 150 دولة وإقليم، معهد القياسات الصحية والتقييم - وهو مركز أبحاث صحي عالمي في جامعة واشنطن في الولايات المتحدة.

وحلل الباحثون نتائج دراسة العبء العالمي للأمراض والإصابات وعوامل الخطر لعام 2019، وهي الدراسة الوحيدة، حتى الآن، التي تحدد عوامل الخطر لجميع البلدان، عبر الفئات العمرية، لكلا الجنسين، مع مرور الوقت.

ووجدت الدراسة أن عوامل الخطر القابلة للتعديل بما في ذلك التدخين والنظام الغذائي وتلوث الهواء مسؤولة عن 4.45 مليون حالة وفاة بسبب السرطان، منها 2.9 مليون بين الرجال و1.6 مليون بين النساء.

واستخدمت المنهجية المتبعة في الدراسة معايير الصندوق العالمي لأبحاث السرطان (WCRF) لتحديد عوامل الخطر.

ووفقا لتوصيات الصندوق، فإن الاستغناء عن الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية والمشروبات السكرية، وتقليل شرب الكحول وفقدان الوزن يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالسرطان.

ويعتمد هذا على أحدث الأبحاث العلمية حول كيفية الوقاية من السرطان.

وأظهرت الأبحاث السابقة التي أجراها الصندوق العالمي لأبحاث السرطان أن نحو 40% من حالات السرطان يمكن الوقاية منها من خلال التغييرات المتعلقة بوزن الجسم والتغذية والنشاط البدني والتدخين، من بين أمور أخرى.
وفي الواقع، يؤكد مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة هذه المطالبات: "تظهر الأبحاث أن ممارسات مثل الإقلاع عن التدخين والحفاظ على وزن صحي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالسرطان".

وتواصل المؤسسة الخيرية البريطانية: "بإجراء تغييرات صحية الآن، يمكنك إحداث فرق في صحتك في المستقبل."

وتجدر الإشارة إلى أن خطر إصابة الشخص بالسرطان يعتمد على العديد من الأشياء المختلفة، بعضها لا يمكن تغييره.
أبلغ العلماء عن اختراق علمي "مثير"، يبدو أنه سيكون أحد أكثر أنواع السرطان عدوانية، أكثر قابلية للعلاج.

ويميل المرضى المصابون بالورم الأرومي الدبقي، وهو نوع سريع النمو من السرطان يصيب الدماغ والحبل الشوكي، إلى البقاء على قيد الحياة لمدة 15 شهرا فقط من لحظة التشخيص.
وفي الوقت الحالي، يتوفر عدد قليل من العلاجات الناجحة على المدى الطويل. لكن العلماء في كلية كيك للطب بجامعة كاليفورنيا الجنوبية توصلوا إلى اكتشاف قد يوفر أملا حقيقيا لأولئك المرضى.

ووجد الفريق أن بروتينات الساعة البيولوجية، التي تتحكم في إيقاعاتنا الطبيعية، مثل النوم والاستيقاظ، يمكن أن تشارك في نمو أورام الورم الأرومي الدبقي.

وقد تفسر هذه البروتينات أيضا سبب عدم بقاء الأشخاص في الغالب في حالة الهداة (فترة تغيب فيها الأعراض، أو تكاد تختفي) بعد علاج السرطان، ورؤية الورم الأرومي الدبقي يعود.

وحدد باحثو كلية كيك للطب عقارا جزيئيا صغيرا، يسمى SHP656، يمكن استخدامه لاستهداف بروتينات الساعة البيولوجية هذه، وعلاج المرض المدمر.

ويشار إلى أن الورم الأرومي الدبقي يمكن أن يعود لدى الغالبية العظمى من المرضى، وحينئذ، يكون مقاوما للعلاج الكيميائي والإشعاعي، حسب البروفيسور ستيف كاي، من كلية كيك للطب.

ويعتقد كاي وفريقه أن المرض يعود غالبا بسبب الخلايا الجذعية السرطانية التي تنتشر بسرعة عن طريق اختطاف آليات الساعة البيولوجية للجسم. ولكن يمكن استخدام SHP656 لوضع حد لذلك.

وشرح كاي: "هذا جزيء قوي مثير للغاية بالنسبة لنا من حيث قدرته على الانتشار ضد الورم الأرومي الدبقي".


وتجري التجارب السريرية الآن، ويأمل الفريق في بدء المرحلة التالية في مرضى الورم الأرومي الدبقي في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام.

وتُعرف الأورام الأرومية الدبقية بأنها أورام دماغية من الدرجة الرابعة وهي نوع من الورم الدبقي، وهو أحد أكثر أنواع أورام الدماغ الأولية شيوعا.

ويبدأ هذا السرطان في المخ ولا ينتشر أبدا إلى أجزاء أخرى من الجسم. ومع ذلك، فإن تعقيده يجعل من الصعب علاجه.

ولا توجد أسباب معروفة للورم الأرومي الدبقي ما يجعل العلاج أكثر صعوبة. وتتمثل الخطوة الأولى من العلاج في الجراحة، لمحاولة استئصال الورم.

ومع ذلك، من الصعب جدا إزالة الورم دون الإضرار بأجزاء الدماغ السليمة. ويمكن أن يكون العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي مفيدا في وقف نمو خلايا الورم وانتشارها.

ولكن على الرغم من كثافة العلاج، عادة ما يعود السرطان مرة أخرى.
يقول مركز Macmillan Cancer Support: "بالنسبة لمعظم الناس، يعد التقدم في العمر أكبر عامل خطر للإصابة بالسرطان. وبشكل عام، الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما هم الأكثر عرضة للإصابة بالسرطان. والأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما يكونون أقل عرضة للإصابة بالسرطان".

وأيضا، يمكن أن ينتشر السرطان بسبب التاريخ العائلي للمرض. ومع ذلك، فإن أقل من واحد من كل 10 أنواع من السرطانات يرتبط بتاريخ عائلي قوي من السرطان، كما يشير مركز Macmillan Cancer Support.

وتنصح المؤسسة الخيرية: "إذا كنت قلقا، يجب عليك التحدث إلى طبيبك".