باحثون يكشفون أن عدوى الكوفيد الشديدة "يمكن أن تضر بوظائف الدماغ الرئيسية

منوعات

اليمن العربي

توصل باحثون إلى أن عدوى "كوفيد-19" يمكن أن تسبب تلفا لوظائف الدماغ الأساسية التي تنظم الذاكرة وعمليات التفكير.

 

باحثون يكشفون أن عدوى الكوفيد الشديدة "يمكن أن تضر بوظائف الدماغ الرئيسية

 

ودرس علماء كينغز كوليدج لندن خلايا المخ لدى المرضى الذين يعانون من الهذيان في محاولة لمعرفة كيف يؤثر "كوفيد-19" على العمليات العصبية.
فأخذوا الخلايا من الحُصين - وهي منطقة في الدماغ تشكل مفتاح المهارات الإدراكية والذاكرة والتعلم - وقيّموا كيفية تأثرها بالتلامس مع مصل المرضى المصابين.

ووجد الباحثون زيادة في موت الخلايا، بالإضافة إلى "انخفاض عميق" في توليد خلايا دماغية جديدة، وهي عملية أساسية تحافظ على وظائف الدماغ السليمة، بما في ذلك عمليات الذاكرة والتفكير.

وتوفر الدراسة نظرة ثاقبة للآليات التي يمكن أن تكون وراء الهذيان لدى مرضى "كوفيد-19"، بالإضافة إلى الآثار العامة للعدوى على الدماغ.

وقد يساعد ذلك في توجيه العلاجات المحتملة لتقليل أعراض الارتباك وفقدان الذاكرة لدى مرضى "كوفيد-19"، وفقا لكينغز كوليدج لندن.

ووجد العلماء سابقا أن ما بين 20 إلى 30% من مرضى "كوفيد-19" يميلون إلى إظهار أعراض عصبية مثل الهذيان، وترتفع إلى ما بين 60 إلى 70% في حالات المرض الشديد.

وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة الجديدة، الدكتورة أليساندرا بورسين:  "تشير الأبحاث أكثر فأكثر إلى أن هناك عنصرا عصبيا للإصابة الشديدة بكوفيد-19، لكن لدينا القليل من الفهم لما يحدث في الدماغ لإنتاج هذه الأعراض".


وأضافت أن البحث كان أول من استخدم عينات دم من مرضى "كوفيد-19" المصابين بالهذيان للنظر في كيفية تأثير العدوى على الخلايا العصبية، أو توليد خلايا دماغية جديدة.

ووفقا للدكتورة بورسين: "وجدنا أن هناك انخفاضا كبيرا في توليد خلايا دماغية جديدة وزيادة في موت الخلايا، ومن المحتمل أن تكون هذه الآليات وراء الهذيان، وربما أعراض عصبية غيرها لدى مرضى كوفيد-19".

ومن المحتمل أن ينطوي تطور الأعراض العصبية على استجابة مناعية مفرطة النشاط لعدوى كوفيد والإفراط في إنتاج البروتينات الالتهابية، المعروفة باسم السيتوكينات، والتي يمكن أن تنتقل إلى الدماغ.

وتبحث الدراسة في الدور الرئيسي الذي تلعبه هذه السيتوكينات في التأثير على آليات الدماغ.

وقالت البروفيسورة كارمن باريانت: "إن دور الالتهاب واستجابتنا المناعية في عدوى كوفيد-19 معروف جيدا، لكن بحثا مثل بحثنا يكشف الآن عن كيفية تأثيره على عقولنا وتفكيرنا وصحتنا العقلية".

وأشارت: "من خلال سلسلة من الاختبارات، أظهرنا أن من المحتمل أن يؤدي الإنتاج الأولي لبروتينات السيتوكين كجزء من الاستجابة الالتهابية لعدوى كوفيد-19 إلى سلسلة من السيتوكينات الأخرى التي تقلل من توليد خلايا دماغية جديدة وتزيد من موت الخلايا، ما يؤدي إلى أعراض في الدماغ مثل الهذيان".

وتابع الباحثون: "هذه الأعراض العصبية مقلقة للغاية بالنسبة للمرضى وعائلاتهم، ونأمل أن يساعد بحثنا في تحديد العلاجات الأكثر ملاءمة لتقليل أو منع هذه الأعراض".

أظهرت دراسة جديدة أن الأطفال الذين أصيبوا بـ "كوفيد-19" قد يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الأول (T1D).

ووجدت الدراسة، التي حللت السجلات الصحية الإلكترونية لأكثر من مليون مريض تتراوح أعمارهم بين 18 عاما أو أقل، زيادة بنسبة 72% في التشخيصات الجديدة للحالة لدى مرضى فيروس كورونا.
وأفاد الباحثون في كلية الطب بجامعة كيس وسترن ريسرف، أن الأطفال والمراهقين الذين أصيبوا بـ "كوفيد-19" كانوا أكثر عرضة لتطوير مرض السكري من النوع الأول (T1D) في الأشهر الستة التالية لتشخيص "كوفيد-19".

وسلط الباحثون الضوء، في الورقة البحثية المنشورة في مجلة JAMA Network Open، على أنه ليس من الواضح سبب ظهور مرض السكري من النوع الأول بعد "كوفيد-19"، مشيرين إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث.

وقالت باميلا ديفيس، الأستاذة الجامعية المتميزة في مدرسة كيس وسترن ريسرف للطب – المشاركة في الدراسة: "يعد النوع الأول من مرض السكري من أمراض المناعة الذاتية. ويحدث هذا في الغالب لأن دفاعات الجسم المناعية تهاجم الخلايا التي تنتج الإنسولين، وبالتالي توقف إنتاج الإنسولين وتسبب المرض".

وتابعت: "نعتقد أن كوفيد-19 يزيد من ااستجابات المناعة الذاتية، ونتائجنا الحالية تعزز هذا الاقتراح".

وقال جيمي هارتمان بويس، الأستاذ المساعد في قسم نوفيلد لعلوم الرعاية الصحية الأولية بجامعة أكسفورد: "يستخدم الفريق تصميم دراسة قويا للتحقيق في هذا الارتباط، ومقارنة المصابين بـ Sars-CoV-2 بمجموعة متطابقة مع فيروسات الجهاز التنفسي الأخرى خلال نفس الفترة".

ومع ذلك، لا يزال هناك بعض عدم اليقين بشأن ما إذا كان "كوفيد-19" يسبب مرض السكري من النوع الأول، أو إذا كان هناك شيء آخر يربط بينهما.
وأضاف بويس: "اختبار كوفيد، خاصة في بداية الوباء، لم يكن منتشرا على نطاق واسع بين الشباب، كما لا يتم اختبار مرض السكري من النوع الأول بانتظام، ما يجعل من الصعب تحديد ما إذا كان أحدهما يمكن أن يسبب الآخر.

وأشار: "المزيد من الدراسات مثل تلك المعروضة هنا يجب القيام بها لمعرفة ما إذا عثر على نفس النتائج باستخدام طرق مختلفة وفي مجموعات مختلفة من الناس".

وقال غاريث ناي، رئيس برنامج العلوم الطبية ومحاضر في علم وظائف الأعضاء في جامعة تشيستر: "هناك العديد من العوامل التي يجب تقديرها في هذه النتيجة وهذه الدراسة لا تحاول إثبات الروابط الميكانيكية بين الاثنين فقط، القائمة على الملاحظة، ولذا يجب أن نأخذ النتائج مع دراسة متأنية. على سبيل المثال، ربما نشهد ظهور مرض السكري من النوع الأول غير المشخص بسبب العدوى الإضافية أو ببساطة أنه من المرجح أن تتم مراقبته عن كثب بعد الإصابة".

وحلل الفريق السجلات الصحية الإلكترونية لما يقارب 1.1 مليون مريض تبلغ أعمارهم 18 عاما أو أقل في الولايات المتحدة و13 دولة أخرى، ممن وقع تشخيص إصاباتهم بعدوى SARS-CoV-2 بين مارس 2020 وديسمبر 2021، وأيضا أولئك الذين وقع تشخيصهم بعدوى الجهاز التنفسي غير المرتبطة بـ "كوفيد-19"، خلال نفس الفترة.

ووقع تقسيم المرضى أيضًا إلى مجموعتين - حتى عمر 9 سنوات وأولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و18 عاما.

إقرأ المزيد

"البومة الليلية" معرضون بشكل متزايد للإصابة بمرض مزمن أكثر من "الطيور المبكرة"
ووجدت الدراسة أنه من بين أكثر من 571000 مريض تقل أعمارهم عن 18 عاما، خلال ستة أشهر من الإصابة بـ "كوفيد-19"، حصل 123 مريضا (0.043%) على تشخيص جديد لمرض السكري من النوع الأول، مقارنة بـ 72 مريضا (0.025%)، الذين تلقوا تشخيصا جديًا بعد عدوى الجهاز التنفسي غير "كوفيد-19"، زيادة بنسبة 72% في التشخيصات الجديدة.

وكشف الباحثون أنه بعد شهر، وثلاثة، وستة أشهر من الإصابة، كان خطر تشخيص مرض السكري من النوع الأول أعلى بشكل كبير بالنسبة للمصابين بـ "كوفيد-19"، مقارنة بأولئك الذين يعانون من التهابات الجهاز التنفسي الأخرى (غير كوفيد-19).

ووقع الإبلاغ عن نتائج مماثلة مع المرضى في الفئة العمرية من الرضع إلى تسع سنوات و10 إلى 18 عاما.

وقال البروفيسور ديفيس: "يجب أن تكون العائلات التي لديها مخاطر عالية للإصابة بمرض السكري من النوع الأول لدى أطفالهم متيقظة بشكل خاص لأعراض مرض السكري بعد كوفيد، ويجب أن يكون أطباء الأطفال في حالة تأهب لتدفق حالات جديدة من مرض السكري من النوع الأول، خاصة وأن أوميكرون، متحور كورونا، ينتشر بسرعة كبيرة بين الأطفال.

وقد نشهد زيادة كبيرة في هذا المرض في الأشهر أو السنوات القادمة.

ويقول الباحثون إن السكري من النوع الأول يمثل تحديا مدى الحياة لأولئك المصابين به، وزيادة معدل الإصابة يمثل عددا كبيرا من الأطفال المصابين به.