ما خطورة اتباع حمية العصر الحجري؟.. دراسة تجيب

منوعات

اليمن العربي

بينت نتائج دراسة عظام الأسماك والحيوانات التي كان الناس في شمال النرويج يتناولونها في العصر الحجري، أن بقايا طعامهم تحتوي على نسبة عالية من المعادن الثقيلة الخطرة على الصحة.

 

ما خطورة اتباع حمية العصر الحجري؟.. دراسة تجيب

 

وتفيد مجلة Quaternary International، بأن نتائج دراسة علمية أجراها علماء من السويد والنرويج أظهرت أن الحمية "البسيطة" للناس القدماء كانت من مواد غذائية طبيعية، التي يطلق عليها حاليا "حمية العصر الحجري" الواسعة الانتشار والمتكونة من مواد غير معالجة أو معالجة جزئيا مع التركيز على البذور والمكسرات والسمك واللحوم، قد تكون ضارة جدا.

وقد درس العلماء ما يسمى "حفر المطبخ" المملوءة بعظام الأحياء البحرية، التي اكتشفت في شبه جزيرة فارانغر الواقعة شمال النرويج، حيث اتضح ان الحيوانات البحرية كانت الغالبة في النظام الغذائي للناس قبل 6300 -3800 سنة.

وأجرى العلماء تحليلا كيميائيا بسيطا ونظائري للكولاجين المستخرج من عظام الأسماك التي كان الناس في تلك الفترة يستخدمونها في غذائهم اليومي، واتضح أنها تحتوي على نسبة عالية من عنصري الكاديوم والرصاص وكذلك الزئبق ولكن ضمن الحدود المسموح بها.

وجاء في تقرير العلماء، "عموما كان مستوى عنصر الكاديوم في العظام أعلى بـ 22 مرة من المسموح به، وعنصر الرصاص بمقدار 3-4 أضعاف"

ووفقا للوكالة الأوروبية للأمن الغذائي، يبلغ الحد المسموح به لهذين العنصرين 50 و300 نانوغرام لكل غرام على التوالي.

وكما هو معلوم يوجد عنصر الكاديوم في التربة ويتراكم في الجسم وخاصة في الكلى والكبد، مسببا السرطان وأمراض أخرى وهشاشة العظام. وعنصر الرصاص أيضا موجود في التربة ويتراكم في العظام ويصيب الدماغ والجهاز العصبي. واما الزئبق فيصيب الجهاز العصبي ويسبب أمراض جهاز المناعة.


ويشير الباحثون إلى أن ارتفاع نسب هذه المعادن في عظام الحيوانات البحرية في تلك الفترة يعود إلى التغيرات المناخية التي بدأت بعد انتهاء العصر الجليدي الأخير منذ 11700 سنة.

وتجدر الإشارة إلى أن عظام الحيوانات البرية والطيور التي اكتشفت في هذه الحفر لم تحتو على نسب عالية من هذه العناصر السامة.

عموما يشير العلماء إلى أنه في جميع الأحوال لا يمكن اعتبار هذه الحمية صحية، وأن المواد الغذائية التي يتناولها الإنسان في الوقت الحاضر هي أكثر أمنا.
استنتج علماء جامعة "روفيرا وفيرغيلي"، بأن حمية البحر المتوسط ذات السعرات الحرارية المنخفضة، تساعد في إنقاص الوزن، وعدم اكتسابه مجددا، وتخفض من احتمال تطور أمراض القلب لدى البدناء.

ويفيد موقع MedicalXpress بأن هذه الدراسة، التي أجريت في الجامعة الإسبانية "روفيرا وفيرغيلي"، قد شملت أكثر من 600 مريض، تبلغ أعمارهم بين 55-75 سنة، يعانون جميعا من الوزن الزائد، والسمنة، ومتلازمة التمثيل الغذائي.

وعلى الرغم من أن الحميات الغذائية منخفضة الدهون والكربوهيدرات تعتبر فعالة في إنقاص الوزن وخفض خطر تطور أمراض القلب والأوعية الدموية، إلا أنه لا يوجد ما يؤكد علميا على التأثير الإيجابي لهذا النظام الغذائي على المدى البعيد.
وقد كرّس علماء الجامعة الدراسة الجديدة لنظام غذائي مختلف، هو حمية البحر المتوسط، التي بيّنت أن 33.7% من المرضى، ممن اتبعوا هذه الحمية، بالتوازي مع ممارسة التمارين الرياضية، قد فقدوا بعد عام واحد ما لا يقل عن 5% من وزنهم، كما لوحظ عليهم تحسّن امتصاص الغلوكوز، واستمرت هذه الديناميكية الإيجابية مع مرور الوقت.

ويذكر أن حمية المتوسط الغذائية هي نظام غذائي يتضمن تناول كميات كبيرة من الفواكه والخضروات الطازجة والبقول والمكسرات والبذور والخبز المصنوع من الحبوب الكاملة والمعكرونة، مع تقليل كمية اللحوم الحمراء وتناول الأسماك والمأكولات البحرية بدلا منها.
توصلت دراسة كبرى إلى أن الوجبات الغذائية منخفضة الكربوهيدرات قد تتضمن خطرا يهدد الحياة، خاصة عندما تكون اللحوم ومنتجات الألبان هي البديل الرئيسي للأغذية النشوية.
ووجدت الأبحاث الأمريكية التي أجرتها جامعة هارفارد للصحة العامة أن الذين يتناولون كمية معتدلة من الكربوهيدرات (50%-55% من السعرات الحرارية اليومية)، لديهم معدلات وفيات أقل من أولئك الذين يتناولون وجبات "منخفضة الكربوهيدرات" أي أقل من 40% من السعرات الحرارية، وأيضا من أولئك الذين يتناولون كميات أعلى من 70% من الكربوهيدرات.

وتشير النتائج التي تم التوصل إليها من خلال مراجعة الدراسات الغذائية في جميع أنحاء العالم، والتي شملت 432 ألف شخص، إلى أن خفض الكربوهيدرات من النظام الغذائي قد يزيد في الواقع من خطر الوفاة المبكرة.

وتوضح النتائج أن الوجبات الغذائية العصرية التي تشجع على خفض جميع أنواع الخبز والبطاطا والمعكرونة من النظام الغذائي قد تضر الصحة أكثر مما تنفعها.

وأشارت دراسات سابقة إلى أن الوجبات الغذائية منخفضة الكربوهيدرات تساعد على فقدان الوزن على المدى القصير وتحسن مستوى ضغط الدم، من دون أن يكون هناك معلومات واضحة عن الآثار طويلة الأمد لهذا النظام الغذائي.

وقال البروفيسور والتر ويليت، المتخصص في علم الأوبئة في كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد، وأحد معدي الدراسة: "يمكن للكميات الكبيرة جدا من الكربوهيدرات أو القليلة منها، أن تكون ضارة، ولكن ما يهم أكثر هو نوع الدهون والبروتين والكربوهيدرات".
وقالت الدكتورة سارا سيديلمان، أخصائية أمراض القلب في مستشفى بريغهام النسائي، إن "الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات التي تستبدل الكربوهيدرات بالبروتين أو الدهون تكتسب شعبية واسعة كاستراتيجية صحية لفقدان الوزن. ومع ذلك، فإن بياناتنا تشير إلى أن الحمية الغذائية منخفضة الكربوهيدرات المستندة على المواد الحيوانية، والتي تنتشر في أمريكا الشمالية وأوروبا، قد تكون مرتبطة بمخاطر الوفاة المبكرة، بينما اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات، واستبداله بالمزيد من الدهون النباتية والبروتينات قد يعزز في الواقع الشيخوخة الصحية على المدى الطويل".

ويقترح الباحثون اتباع نظام غذائي متوازن مع الحصول على 50% من السعرات الحرارية من الكربوهيدرات، وهذا يدل على أنها يجب أن تحتوي على الألياف العالية والأطعمة الكاملة، بدلا من مواد مثل المشروبات الحلوة أو الأطعمة الغنية بالسكر.