باحثون: اكتساب الوزن الزائد أثناء الحمل خطر يهدد الأم وجنينها

منوعات

اليمن العربي

تكتسب المرأة خلال الحمل الصحي وزنا زائدا بالتزامن مع نمو طفلها، وهذا أمر طبيعي وضروري.

لكن الأبحاث الأخيرة تشير إلى أن اكتساب الوزن أثناء الحمل بشكل مفرط يزيد من المخاطر الصحية على الأمهات وأطفالهن.

 

باحثون: اكتساب الوزن الزائد أثناء الحمل خطر يهدد الأم وجنينها

ومع ذلك، يكتسب نصف الحوامل الكثير من الوزن، وفقا لبحوث شملت نصف مليون امرأة في فترة الحمل، حسب ما نشرته مجلة الجمعية الطبية الأمريكية "JAMA" العام الماضي.
وحتى النساء اللواتي بدأن حملهن وهن في وزن صحي (مؤشر كتلة الجسم لديهن ما بين 18.5 و24.9)، اكتسبن الكثير من الكيلوغرامات الزائدة.

ويحذر الخبراء من أن شعار "الأكل من أجل اثنين" هو شعار خطير، حيث لا تحتاج الحامل إلى تناول أي طعام إضافي لدعم نمو جنينها.

ووجدت نتائج هذه الدراسة أن زيادة الوزن المفرط كانت أكثر شيوعا لدى النساء اللواتي حملن بأول طفل، كما أن معظم الوزن الزائد يبدأ في الظهور خلال الأسبوع الـ 13 من الحمل.

وتقول الأبحاث إنه "بالنسبة لبعض النساء، فإن وزن الجسم لن يتغير كثيرا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وخاصة بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من الغثيان في الصباح والظهر والليل".

وقد تم ربط اكتساب الوزن المفرط بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري أثناء الحمل وارتفاع ضغط الدم وحدوث مضاعفات أثناء الولادة، ويمكن أن يؤثر أيضا على صحة الطفل على المدى القصير أو مستقبلا، حسب ما ذكرته الدراسة.

وفي الواقع، فإن الأطفال المولودين لأمهات يعانين من السمنة المفرطة، يزيد لديهم احتمال الإصابة بالتوحد بنسبة 36% ويزيد احتمال إصابتهم بفرط الحركة بنسبة 62%، وفقا لنتائج بحث تابع لجامعة فيرجينيا كومنولث في نوفمبر الماضي.

كما أن النساء الحوامل اللواتي يعانين من السمنة هن الأكثر عرضة لمضاعفات الولادة، حسب دراسة أجريت من قبل المعاهد الوطنية للصحة خلال شهر نوفمبر أيضا.
وتشير أبحاث أجرتها كلية الصحة السكانية في جامعة كوينزلاند، نشرت في عام 2014،  إلى أن أطفال الأمهات اللواتي اكتسبن وزنا زائدا أثناء الحمل هم الأكثر عرضة للإصابة بالبدانة في مرحلة الطفولة أو عند البلوغ.

وفي هذا السياق، قدمت الدكتورة كلير كولينز، المحاضرة في جامعة نيوكاسل وسيان روبنسون، وأستاذة علم أوبئة التغذية بجامعة ساوثهامبتون، والدكتورة جينا هوليس، الأستاذة في علم التغذية من جامعة نيوكاسل، مجموعة من النصائح للحصول على وزن صحي طوال فترة الحمل.

وتحذر الدكتورة كلير من أن اكتساب وزن زائد أثناء الحمل يجعل من الصعب انقاص الوزن بعد الولادة، فقد "أظهرت دراستنا الأخيرة أن النساء اللواتي يكتسبن وزنا أكثر مما يوصى به خلال الحمل، يحتفظن في المتوسط بوزن إضافي يعادل 4 كلغ، خلال الأشهر الستة الأولى بعد الولادة"، مضيفة أن "الأمر المقلق هو أن هذا الوزن الزائد يمكن أن يظل مع المرأة حتى بعد الحمل والولادة لعقود".

ويحذر الخبراء من اعتماد حمية غذائية خلال فترة الحمل لتجنب اكتساب وزن زائد، باعتبار أن ذلك قد يمنع الجنين من الحصول على ما يكفي من المغذيات اللازمة لنموه.
وفي المقابل فإن عدم اكتساب وزن كاف أثناء الحمل قد يعني أن هناك مشكلات ترتبط بوجود جنين بوزن أقل من المطلوب أو باحتمال ولادة مبكرة.

ويوصي خبراء التغذية، من أجل تجنب اكتساب وزن مفرط، بتناول مجموعة متنوعة من الأطعمة المختلفة كل يوم للحصول على التوازن الصحيح من العناصر الغذائية التي تحتاجها الأم وطفلها.

كما ينصح الخبراء بضرورة التحدث إلى الطبيب لمعرفة مقدار الوزن المناسب للحصول على حمل صحي للمرأة وجنينها، فضلا عن التواصل مع خبير في التغذية إذا لزم الأمر.

ويجب على المرأة تعقب وزنها قبل وأثناء الحمل لمعرفة أنماط زيادة الوزن وما إذا كانت تسير وفقا للمعايير الطبيعية، بالإضافة إلى ضرورة ممارسة بعض التمرينات التي لا تقل عن 150 دقيقة في كل أسبوع، مثل المشي والسباحة والتمارين الخاصة بالحمل.
وفقا لنتائج بحوث جديدة ينمو الأطفال الذين ولدتهم أمهات بعمر أكبر بصحة أفضل وباستطاعتهم التعلم بشكل أسرع، بالمقارنة مع الأطفال الذين ولدتهم أمهات بعمر أصغر.

بالتالي يجب أن تطمئن نتائج البحث الذي أجراه فريق دولي من العلماء أولئك النساء اللواتي قررن ألا يسرعن بالإنجاب.

حلل الباحثون معلومات حول 19.5 ألف طفل تقريبا ولدوا في البرازيل وغواتيمالا والهند وجنوب إفريقيا والفيلبين، علما بأن هذه المعلومات جمعت خلال 20 عاما، واشملت أعمار الأمهات أثناء ولادة الطفل، وكذلك معلومات حول صحة الأطفال وتعلمهم. وكان متوسط عمر الأمهات اللاتي خضع أطفالهن للدراسة 26 عاما.

اتضح أن الأطفال الذين ولدتهم أمهات بعمر 19 سنة وأقل تزداد لديهم مخاطر الولادة بوزن أقل من متوسط الوزن، أو أنهم يولدون قبل اتمام التسعة أشهر، وتزداد هذه المخاطر بنسبة 20-30% بالمقارنة مع الأطفال الذين ولدتهم أمهات بعمر 35 سنة وأكبر.

كما يتخلف أطفال الأمهات الصغيرات العمر بطولهم في عمر سنتين عن أقرانهم بنسبة 30-40%. هذا وتنطلق على هؤلاء الأطفال نفس هذه النسبة من احتمال الفصل من المدرسة بسبب التخلف في الدراسة وسوء السلوك.

وعندما أخذ العلماء بعين الاعتبار عوامل مستوى تعلم الأمهات ووضعهن العائلي ومستوى رفاهيتهن ظهرت فوائد الإنجاب المتأخر بصورة أوضح.