باحثون: أجسامنا تحارب الحمية الغذائية وتتمسك بالدهون!

منوعات

اليمن العربي

يعتبر فقدان الوزن أكثر تعقيدا من الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية والتخلي عن الشكولاتة، وملايين الحميات الفاشلة تشهد على ذلك.

باحثون: أجسامنا تحارب الحمية الغذائية وتتمسك بالدهون!


فعلى الرغم من الجهود المبذولة من أجل فقدان الوزن، إلا أن هناك الكثيرين ممن قد لا يتمكنون من النجاح في تحقيق ذلك، وقد وجد علماء بريطانيون أن ذلك لا يتعلق بالإرادة الضعيفة بل بحقيقة أن الجسم يتمسك بالدهون، ويقاوم بذلك فقدان الوزن.

ويحارب الجسم لفترة طويلة تقييد السعرات الحرارية من خلال إرسال إشارات إلى الدماغ تؤدي إلى الرغبة الشديدة في الطعام، ما يجعل الحمية الغذائية عرضة للفشل في تحقيق أهدافها.

إذ يريد الجسم الذي أصبح سمينا أن يبقى على حاله، ويحارب محاولات فقدان الوزن. وقد أظهرت إحدى الدراسات أن عدد الذين يتبعون نظاما غذائيا صحيا قد انخفض منذ عام 1988، وربما يرجع ذلك إلى عدم استجابة الجسم لنمط الحياة الصحي وتقييد السعرات الحرارية.

وعلى الرغم من أنه لا توجد حلول سريعة للتخلص من الوزن الزائد، إلا أن هناك بعض الحلول على المدى الطويل، وذلك بتدريب الأسر لأطفالهم على اتباع عادات غذائية جيدة وتشجيعهم على اللعب والرياضة، خاصة مع تنامي أنماط الحياة غير الصحية بسبب أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، فضلا عن الإجهاد وقلة النوم التي تؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام.
بات العالم مهووس باتباع الحميات الغذائية وفقدان الوزن، ومع ذلك، يعلم عدد قليل فقط من الناس، كيفية تلاشي الدهون فعليا من الجسم.

فالمفهوم الخاطئ الأكثر شيوعا حتى الآن، هو أن الدهون تتحول إلى طاقة، وتكمن المشكلة في هذه النظرية في أنها تنتهك قانون الحفاظ على المادة الذي تلتزم به جميع التفاعلات الكيميائية.
ويعتقد البعض أيضا أن الدهون تتحول إلى عضلات، وهذا أمر مستحيل، فيما يفترض البعض الآخر أن الدهون تخرج من الجسم عن طريق القولون.

فإذا لم تكن جميع هذه الاحتمالات صحيحة، فأين تذهب الدهون؟

الجواب الصحيح هو أن الدهون تتحول إلى ثاني أكسيد الكربون والماء، حيث يخرج ثاني أكسيد الكربون عن طريق الزفير، فيما يمتزج الماء مع الدورة الدموية إلى أن يتخلص منه الجسم إما عن طريق البول أو العرق، حسب البروفيسور أندرو براون.

وفي حال خسر شخص ما 10 كلغ من الدهون، فإن 8.4 كلغ تخرج عن طريق الرئتين بينما تتحول 1.6 كلغ المتبقية إلى ماء.

وأشار الباحثون إلى أن الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها زيادة كمية ثاني أكسيد الكربون، التي ينتجها الجسم، عن قصد "هي تحريك العضلات".

كما يذكر أن الجسم يفرز 200 غرام من ثاني أكسيد الكربون خلال الزفير عند النوم، وهو ما يعادل ما يقارب ربع الهدف اليومي المطلوب عند خسارة الوزن.

توصلت دراسة جديدة إلى أن تناول الطعام في وقت متأخر من الليل قد يساهم في زيادة الوزن عن طريق زيادة الجوع وتقليل عدد السعرات الحرارية التي تحرقها.

وقد تؤدي هذه العادة إلى تغيير مستوى هرمونات الجوع والتمثيل الغذائي وتخزين الدهون، وفقا لدراسة نُشرت في 4 أكتوبر في مجلة Cell Metabolism.
ويحذر الأطباء من تناول الوجبات الخفيفة في منتصف الليل منذ سنوات، لأنه ليس لدينا فرصة لحرقها قبل النوم.
والآن أظهر باحثون من جامعة هارفارد أن لهذه الممارسة تأثيرا غير مباشر على الجسم في اليوم التالي، حيث تبين أن الأشخاص الذين تناولوا وجبتهم الأخيرة في الساعة 10 مساء كانوا يحرقون سعرات حرارية أقل في اليوم التالي، ولديهم مستويات أعلى من هرمونات الجوع مقارنة بمن تناولوا العشاء في الساعة 6 مساء.
ولديهم أيضا مستويات أقل من المواد الكيميائية في الجسم التي تجعلهم يشعرون بالشبع والرضا بعد الوجبات، وكانوا أكثر عرضة لزيادة الوزن.

وفحص الباحثون من مستشفى بريغهام والنساء وكلية الطب بجامعة هارفارد وجامعة شيكاغو، 16 بالغا، تتراوح أعمارهم بين 20 و60 عاما، يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، أثناء اتباعهم لخطتي وجبات لمدة ستة أيام - واحدة مع وجبة الإفطار في الساعة 10 صباحا، والغداء في الساعة 2 مساء، والعشاء في الساعة 6 مساء، والأخرى مع وجبات مجدولة بعد أربع ساعات من خطة الوجبات الأولى. بينما كانت الوجبات متطابقة.

وأراد الباحثون اختبار ما إذا كان توقيت الوجبة يحدث فرقا في الشهية والتمثيل الغذائي إذا كانت العوامل الأخرى مثل السعرات الحرارية والمكونات متطابقة.

وطُلب من المشاركين تقييم مدى شعورهم بالجوع خلال التجارب، وقام الباحثون بقياس عدد السعرات الحرارية التي يحرقونها وكيف تغيرت مستويات الهرمونات لديهم.
فوجدوا أن المشاركين كانوا أكثر عرضة للجوع بمقدار الضعف خلال خطة الوجبات المتأخرة، وكان لديهم مستويات أقل من هرمون اللبتين، وهو هرمون يشير إلى الشبع بعد تناول الطعام، وفقا للبيانات.

كما أن الأشخاص الذين تناولوا الطعام في وقت متأخر يحرقون نحو 60 سعرة حرارية أقل كل يوم، مقارنة بمن تناول الطعام في وقت مبكر من اليوم.

وكشفت النتائج أيضا أن تناول الطعام في وقت لاحق من اليوم يبدو أنه يزيد من العمليات الخلوية لتخزين الدهون، ويبطئ العمليات المرتبطة بحرق الدهون.

وكتب الباحثون أن النتائج تشير إلى أن الأكل في وقت متأخر قد يكون مرتبطا بتغيرات في الخلايا تعزز زيادة الأنسجة الدهنية، على الرغم من أن هناك حاجة لمزيد من البحث لتأكيد ذلك.

ويمكن أن تساعد النتائج في تفسير سبب ربط الأدلة السابقة بين تناول الطعام في وقت متأخر من الليل وزيادة خطر الإصابة بالسمنة، وفقا للباحثين.

وقالت نينا فوجوفيتش، المؤلفة الرئيسية للورقة البحثية للدراسة، والباحثة في مستشفى بريغهام والنساء، في بيان صحفي: "في هذه الدراسة، سألنا: هل الوقت الذي نتناول فيه الطعام مهم عندما يظل كل شيء آخر ثابتا؟. ووجدنا أن تناول الطعام بعد أربع ساعات يحدث فرقا كبيرا في مستويات الجوع، والطريقة التي نحرق بها السعرات الحرارية بعد تناول الطعام، والطريقة التي نخزن بها الدهون".


ومع ذلك، كانت الدراسة صغيرة، لذلك يجب تكرار النتائج مع مجموعة أكبر وعدد أكبر من السكان، بما في ذلك عدد أكبر من النساء، حيث شكلن أقل من نصف المشاركين في الدراسة الأخيرة.

ولاحظ الباحثون أيضا أن العديد من هذه العوامل يمكن أن يحدث فرقا في سيناريو العالم الحقيقي بينما يتم التحكم في عوامل نمط العيش الأخرى مثل إجمالي السعرات الحرارية وأوقات النوم والتعرض للضوء وكمية المشاركين في التمرين.

على سبيل المثال، قد يكون تناول الطعام في وقت متأخر من الليل مرتبطا بكمية النوم التي يحصل عليها الشخص، وثبت أن الحرمان من النوم يتسبب في زيادة الجوع واستهلاك السعرات الحرارية.

وأظهرت بعض الأبحاث أيضا أن الأكل المتأخر لا يؤدي بالضرورة إلى زيادة الوزن. وبالنسبة لفقدان الوزن، ما يزال العدد الإجمالي للسعرات الحرارية التي نتناولها مهما، لذلك إذا كان هذا هو هدفك، فركز على تناول سعرات حرارية أقل مما تحرقه، بغض النظر عن توقيت الوجبة.