تقرير أمريكي: "الناتو" بات متخوفا من "هزيمة بوتين" في أوكرانيا

عرب وعالم

اليمن العربي

لم تثر التهديدات الروسية باستخدام الأسلحة النووية وقطع إمدادات الطاقة مخاوف حلفاء أوكرانيا فقط، بل زادت عزيمتهم بضرورة انتصار كييف.

 

لكن هؤلاء الحلفاء ليسوا على يقين مما إذا كانوا يريدون لبوتين أن يخسر الحرب؟ فقد أثار بايدن المخاوف عندما حذر من أن تهديداته باستخدام الأسلحة النووية ربما لا تكون جوفاء، نظرا لتراجع الخيارات المتاحة أمامه لإنقاذ حملته العسكرية في أوكرانيا، وفقا لوكالة "بلومبرج" الأمريكية.

 

وقال بايدن، في حفل لجمع التبرعات في نيويورك: "إنه (بوتين) في وضع لا يريد معه خسارة حملته في أوكرانيا وفقط، بل قبضته على السلطة في روسيا".

 

حاليا، يتبنى بوتين موقفا حازما رافضا أي رغبة في المباحثات، وأعلن ضم أراض أوكرانية، والتأكيد مجددًا على التزامه بمواصلة القتال، باستدعاء 300 ألف من جنود الاحتياط، رغم القلق المتصاعد في الداخل الروسي.

ويرى أليكسي ماكاركين، نائب مدير مركز التقنيات السياسية في موسكو، أن بوتين يضع شروطًا أكثر تشددا على الطاولة، دون أي فرصة للمناورة.

 

ووصف مسؤول أوروبي موقف بوتين بالحيوان المحصور في الزاوية، وهو ما يجعله أكثر خطورة في الوقت الراهن، لأنه يدفع نفسه إلى الفخ.

 

وبحسب الوكالة، ففي الوقت الذي يرى فيه المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون احتمالًا ضئيلًا أن تتمكن القوات الروسية التي حشدت مؤخرًا من وقف التقدم الأوكراني في أرض المعركة، إلا أنهم لا يتوقعون انتصارا أوكرانيا سريعا، كما عارضوا مطالب كييف بالحصول على أسلحة بعيدة المدى.

 

وعلى صعيد الوضع في موسكو يأمل عدد من المسؤولين الروس في تراجع الدعم الأوروبي والأمريكي لأوكرانيا تحت وطأة قطع إمدادات الطاقة والتكلفة المتزايدة لدعم أوكرانيا.

 

لكن بعض المطلعين على بواطن الأمور يرون أن أقصى ما يمكن أن يتطلع إليه الكرملين الآن هو صراع طويل الأمد يستمر لسنوات.

 

وغذى هذا الاحتمال مخاوف الجانبين من أن بوتين قد لا يجد بديلا أمامه سوى المزيد من التصعيد، مع شن ضربات أكثر حدة على محطات الطاقة الأوكرانية ومنشآت مدنية أخرى أو استخدام أسلحة كيماوية أو نووية.

 

وقد أثار تخريب خطوط أنابيب الغاز نورد ستريم تحت بحر البلطيق مخاوف من استهداف البنية التحتية للطاقة في أوروبا أيضا.

ودعا مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون إلى "تغيير النظام" هذا الأسبوع، قائلًا إن "على بوتين الرحيل".

 

لكن بعض المسؤولين الأوروبيين يخشون أن يكون بديله أكثر تشددا.

 

ومما يزيد من حالة الشكوك بشأن خليفة بوتين هو أنه رغم التهديدات الكبيرة لبوتين بشأن "خطوطه الحمراء"، إلا أنه لم يدعم ذلك دائما بالأفعال.

 

فرغم التهديد بالرد على الهجمات على شبه جزيرة القرم لم يسع بوتين إلى التصعيد بشكل كبير بعد استهداف كييف منشآت عسكرية في شبه الجزيرة بسلسلة من الضربات خلال الصيف.