باحثون يكشفون قدرة نظام غذائي معين على تقليل مخاطر مرض السكري

منوعات

اليمن العربي

يلعب النظام الغذائي الصحي دورا بارزا في الحفاظ على حياة صحية، وهذا الأمر أصبح أكثر أهمية في عالم اليوم حيث يعد مرض السكري والسمنة جائحة عالمية.

باحثون يكشفون قدرة نظام غذائي معين على تقليل مخاطر مرض السكري


ووفقا لـ "أطلس السكري" الثامن التابع للاتحاد الدولي للسكري، فإن نحو 425 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من مرض السكري، وإذا استمرت الاتجاهات الحالية، فإن 629 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 20 و79 عاما سيصابون بمرض السكري بحلول عام 2045.

وتتفق الدراسات وخبراء الصحة على أن اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات يمكن أن يساعد على خفض نسبة السكر في الدم لتحسين العلاج والإدارة.

وعادة، عندما يأكل الشخص الكربوهيدرات يتم تقسيمها إلى وحدات صغيرة من الجلوكوز، والتي ينتهي بها الأمر كسكر الدم.

وفي الأشخاص الأصحاء، تظل مستويات السكر في الدم ضمن نطاق ضيق طوال اليوم.

ومع ذلك، في مرض السكري من النوع الثاني، لا يعمل هذا النظام بالطريقة التي من المفترض أن يعمل بها.

وتعتمد الكمية الفعلية التي تحتاج إلى تناولها من الكربوهيدرات على العمر ومستويات النشاط والأهداف التي تحاول تحقيقها.

في دراسة نُشرت مؤخرا، تم التحقيق في الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات وحمية الكيتو وكيفية تأثيرها على مرض السكري من النوع الثاني.
وأشارت دراسة أمريكية إلى أن المكونات الغذائية تلعب دورا رئيسيا في إنتاج الاستجابات الهرمونية التي تسبب السمنة، ويمكن لبعض أنواع الكربوهيدرات أن تغير آلية الاستتباب التي تحد من فقدان الوزن.

وتابعت الدراسة: "نموذج الكربوهيدرات-الإنسولين (CIM) للسمنة يفترض أن النظام الغذائي عالي الكربوهيدرات/ قليل الدسم، يسبب فرط إنسولين الدم بعد الأكل الذي يعزز ترسب الدهون ويقلل من الوقود الأيضي (الجلوكوز والدهون)، وبالتالي زيادة الجوع وإبطاء معدل التمثيل الغذائي لكامل الجسم".

والإنسولين هو أقوى هرمون ابتنائي (الأيض البنائي) والذي يعزز امتصاص الجلوكوز في الأنسجة، ويمنع إفراز الأحماض الدهنية من الأنسجة الدهنية، ويمنع إنتاج الكيتونات من الكبد ويحفز ترسب الدهون والجليكوجين.

والكربوهيدرات الغذائية هي القوة الدافعة الرئيسية لإفراز الإنسولين وهي غير متجانسة في مؤشر نسبة السكر في الدم (GI) (مؤشر لمدى سرعة ارتفاع الجلوكوز في الدم بعد تناولها)، والحمل الجلايسيمي (GL) (مشتق من كمية الكربوهيدرات ومؤشر نسبة السكر في الدم).

ونظرا لأن الكربوهيدرات هي المصدر الرئيسي للجلوكوز، فإن تقليل تناولها قد يؤدي إلى انخفاض في متطلبات الإنسولين، وتحسين حساسية الإنسولين وتقليل نسبة السكر في الدم بعد تناول الطعام.

وفي دراسة أخرى نشرت في The Association of UK Dieticians، تم تحليل الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات لإدارة مرض السكري من النوع الثاني لدى البالغين.

وأشارت الدراسة البريطانية إلى أن "دور ومقدار الكربوهيدرات في الأطعمة كجزء من النظام الغذائي للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني غالبا ما يساء فهمه وقد تم التشكيك فيه في السنوات الأخيرة".
ويمكن أن تكون الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات (أي التي تُعرَّف على أنها حميات تحتوي ما بين 50غ و130غ من الكربوهيدرات) فعالة في إدارة الوزن وتحسين التحكم في نسبة السكر في الدم ومخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني على المدى القصير، أي أقل من 12 شهرا.

وعند التفكير في اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات كخيار، يجب توعية مرضى السكري الذين يتناولون بعض الأدوية بما في ذلك الإنسولين بالآثار الجانبية المحتملة مثل خطر نقص السكر في الدم أو في حالات نادرة الحماض الكيتوني، ومن المهم أن يتم دعم الأفراد الذين يخضعون لمثل هذه العلاجات من قبل الأطباء وأخصائيي التغذية لإدارة مثل هذه المخاطر التي قد تتضمن تعديل الأدوية".

وتتضمن أهم النصائح لاتباع قاعدة الكربوهيدرات المنخفضة ما يلي:

-قلل أو تخلص من كمية السكر والأطعمة عالية الكربوهيدرات والتي تشمل حبوب الإفطار والخبز والمعكرونة والبطاطا البيضاء والأرز والبسكويت  والحلويات والمشروبات الغازية.

-حاول أن تملأ كل وجبة بالخضروات غير النشوية والسلطة مثل الكرنب، أو الخس، أو البروكلي، أو الفطر، أو الفلفل.

-تناول الدهون الجيدة، بما في ذلك الأسماك الزيتية وزيت الزيتون وزيت جوز الهند والأفوكادو والدهون الحيوانية. كذلك المكسرات والجبن باعتدال.

-جرب بدائل الكربوهيدرات مثل الكينوا أو القرنبيط كبديل أو الأرز والكوسا كبديل للمعكرونة.
زعمت دراسة أن ظهور مرض السكري من النوع الثاني يمكن اكتشافه في وقت مبكر من الحياة بفضل اختبار يقيس مستويات الجلوكوز في شمع الأذن.

وقال خبراء بقيادة المملكة المتحدة إن القياس الرخيص هو "أكثر موثوقية بنسبة 60%"، عند قياس متوسط ​​مستويات الجلوكوز على مدى شهر مقارنة بالاختبار القياسي الحالي.
بالإضافة إلى ذلك، قال الفريق إن الاختبار، الذي يمكن إجراؤه في المنزل دون إشراف سريري، يمكن أيضا تطبيقه لقياس الأجسام المضادة لـ "كوفيد-19".

وقال مؤلف الورقة البحثية أندريس هيران فيفيس من جامعة كوليدج لندن: "من المقدر على مستوى العالم أن واحدا من كل اثنين من البالغين المصابين بالسكري من النوع الثاني لا يتم تشخيصه".

وأضاف أن هذا الوضع ساء على الأرجح خلال جائحة "كوفيد-19" إذ ربما لم يخضع الأشخاص للفحص.

ويعاني العديد من المصابين بداء السكري من النوع الثاني بالفعل من مضاعفات عندما يتم تشخيصهم، لذا فإن التشخيص المبكر أمر بالغ الأهمية.

وأوضح هيران فيفيس أن الطريقة الحالية لاختبار مستويات الجلوكوز المزمنة تتطلب عينة دم، ولا يمكن الاعتماد عليها تماما لأنها تستخدم بروتينات الدم كمؤشر لمستويات السكر الفعلية.

وتابع: "عملنا على تطوير طريقة أرخص وأكثر دقة لقياس مستويات الجلوكوز طويلة المدى لدى شخص ما في أي وقت".

وشرح هيران فيفيس أن جهاز الاختبار يشبه مسحة قطنية عادية، ولكنه يحتوي على مكابح تمنع الأداة من الذهاب بعيدا في الأذن والتسبب في تلفها.
كما يحتوي الجهاز على مادة عضوية، مع محلول تم اختباره ليكون الأكثر فعالية وموثوقية في أخذ العينات.

وضمت الدراسة التجريبية فريقا دوليا من الباحثين من المملكة المتحدة وتشيلي وألمانيا، قاموا بتجنيد 37 مشاركا في الدراسة لا يعانون من مرض السكري، ومتابعتهم باستخدام الجهاز.

وأظهر بحث سابق أجراه الفريق أن الجهاز يمكنه أيضا قياس هرمون الإجهاد الكورتيزول، وهي قدرة قد تُستخدم يوما ما للمساعدة في مراقبة الاكتئاب والحالات المرتبطة بالتوتر.

وثبت تقليديا أن الكورتيزول يصعب قياسه بدقة، حيث يمكن أن تتقلب مستوياته. وعادة ما يتم أخذ عينات من الشعر، ولكن، كما أوضح الفريق، "ليس لدى كل شخص ما يكفي من الشعر للحصول على عينة موثوقة".

وقالت راشيل باترهام، خبيرة مرض السكري من جامعة كوليدج لندن، والتي لم تشارك في الدراسة الحالية، إن مرض السكري من النوع الثاني هو سبب رئيسي لفقدان البصر والنوبات القلبية والسكتات الدماغية وتلف الكلى والوفاة المبكرة على مستوى العالم.

وأشارت: "لمنع المضاعفات، نحتاج إلى تشخيص الأشخاص في وقت مبكر، ومع ذلك فقد تم إعاقة ذلك بسبب عدم وجود اختبار فحص سهل الاستخدام".

وقد يسمح هذا الجهاز الجديد بالفحص الشامل والتعرف المبكر على مرض السكري من النوع الثاني.

ومع اكتمال دراستهم الأولية، يخطط الدكتور هيران فيفيس وزملاؤه الآن لإجراء تجارب أكبر على النموذج الأولي لجهازهم، بما في ذلك إشراك مرضى السكري.

ونُشرت النتائج الكاملة للدراسة في مجلة Diagnostics.