باحثون يكشفون.. كيف تؤثر الوجبات السريعة في جسم الإنسان؟

منوعات

اليمن العربي

كشفت سوزي باريل، خبيرة التغذية الأسترالية الشهيرة، عما يجري في جسم الإنسان عند تناول الأكلات السريعة باستمرار.

وتشير الخبيرة إلى أن الحديث يدور حول تناول الهمبرغر والبطاطا المقلية والدجاج المقلي والبيتزا، لأنها أسوأ اختيار لمن يريد تناول طعام صحي ويريد التخلص من الوزن الزائد.

 

باحثون يكشفون.. كيف تؤثر الوجبات السريعة في جسم الإنسان؟

وتقول باريل، "تحتوي المأكولات السريعة على نسبة عالية من الدهون والسعرات الحرارية والكربوهيدرات المصنعة والسكر والملح. وتحتوي المأكولات السريعة الأكثر شيوعا التي نشتريها، تقريبا على السعرات الحرارية وكمية الأملاح والسكر والدهون المشبعة اللازمة للجسم خلال يومين".

وتضيف الخبيرة محذرة، وعواقب تناول الأطعمة الدهنية بانتظام وخلال فترة طويلة تكون سيئة، تبدأ بزيادة الوزن وتنتهي بأمراض القلب والأوعية الدموية، ومن السكري إلى بعض أنواع السرطان.

وتؤكد الخبيرة على أنه في "الحقيقة قبل كل شيء يزداد الضغط على المعدة والدماغ بسبب كثرة الدهون والسعرات الحرارية والكربوهيدرات والسكريات. وهذه المواد لها تأثير سيء في الجسم. والمثير للاهتمام بعد تناول وجبة من الأكلات السريعة، يشعر الشخص بالجوع أسرع من المعتاد، ما يجعله يرغب بتناول كمية أكبر من هذه الأكلات الغنية بالدهون والسكر".
ووفقا للخبيرة، هناك مشكلة أخرى، وهي ارتفاع نسبة الأملاح في هذه الأكلات.  هذا الارتفاع يسبب تغير مستوى ضغط الدم ومرونة الأوعية الدموية، وهذا يمكن ملاحظته خلال بضعة ساعات بعد تناول كمية متوسطة الحجم من هذه الأكلات السريعة أو عدد من قطع الهمبرغر.

وعلاوة على هذا، يسبب الملح احتباس السوائل في الجسم، الذي يحاول التخلص من كمية الأملاح. كما أن القلب يضطر للمساهمة في عملية هضم هذه الأطعمة غير الصحية، ما يجعل الإنسان يشعر بالخمول والتعب.

توصلت دراسة جديدة إلى أن تناول الطعام في وقت متأخر من الليل قد يساهم في زيادة الوزن عن طريق زيادة الجوع وتقليل عدد السعرات الحرارية التي تحرقها.

وقد تؤدي هذه العادة إلى تغيير مستوى هرمونات الجوع والتمثيل الغذائي وتخزين الدهون، وفقا لدراسة نُشرت في 4 أكتوبر في مجلة Cell Metabolism.


ويحذر الأطباء من تناول الوجبات الخفيفة في منتصف الليل منذ سنوات، لأنه ليس لدينا فرصة لحرقها قبل النوم.
والآن أظهر باحثون من جامعة هارفارد أن لهذه الممارسة تأثيرا غير مباشر على الجسم في اليوم التالي، حيث تبين أن الأشخاص الذين تناولوا وجبتهم الأخيرة في الساعة 10 مساء كانوا يحرقون سعرات حرارية أقل في اليوم التالي، ولديهم مستويات أعلى من هرمونات الجوع مقارنة بمن تناولوا العشاء في الساعة 6 مساء.
ولديهم أيضا مستويات أقل من المواد الكيميائية في الجسم التي تجعلهم يشعرون بالشبع والرضا بعد الوجبات، وكانوا أكثر عرضة لزيادة الوزن.

وفحص الباحثون من مستشفى بريغهام والنساء وكلية الطب بجامعة هارفارد وجامعة شيكاغو، 16 بالغا، تتراوح أعمارهم بين 20 و60 عاما، يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، أثناء اتباعهم لخطتي وجبات لمدة ستة أيام - واحدة مع وجبة الإفطار في الساعة 10 صباحا، والغداء في الساعة 2 مساء، والعشاء في الساعة 6 مساء، والأخرى مع وجبات مجدولة بعد أربع ساعات من خطة الوجبات الأولى. بينما كانت الوجبات متطابقة.

وأراد الباحثون اختبار ما إذا كان توقيت الوجبة يحدث فرقا في الشهية والتمثيل الغذائي إذا كانت العوامل الأخرى مثل السعرات الحرارية والمكونات متطابقة.

وطُلب من المشاركين تقييم مدى شعورهم بالجوع خلال التجارب، وقام الباحثون بقياس عدد السعرات الحرارية التي يحرقونها وكيف تغيرت مستويات الهرمونات لديهم.
فوجدوا أن المشاركين كانوا أكثر عرضة للجوع بمقدار الضعف خلال خطة الوجبات المتأخرة، وكان لديهم مستويات أقل من هرمون اللبتين، وهو هرمون يشير إلى الشبع بعد تناول الطعام، وفقا للبيانات.

كما أن الأشخاص الذين تناولوا الطعام في وقت متأخر يحرقون نحو 60 سعرة حرارية أقل كل يوم، مقارنة بمن تناول الطعام في وقت مبكر من اليوم.

وكشفت النتائج أيضا أن تناول الطعام في وقت لاحق من اليوم يبدو أنه يزيد من العمليات الخلوية لتخزين الدهون، ويبطئ العمليات المرتبطة بحرق الدهون.

وكتب الباحثون أن النتائج تشير إلى أن الأكل في وقت متأخر قد يكون مرتبطا بتغيرات في الخلايا تعزز زيادة الأنسجة الدهنية، على الرغم من أن هناك حاجة لمزيد من البحث لتأكيد ذلك.

ويمكن أن تساعد النتائج في تفسير سبب ربط الأدلة السابقة بين تناول الطعام في وقت متأخر من الليل وزيادة خطر الإصابة بالسمنة، وفقا للباحثين.

وقالت نينا فوجوفيتش، المؤلفة الرئيسية للورقة البحثية للدراسة، والباحثة في مستشفى بريغهام والنساء، في بيان صحفي: "في هذه الدراسة، سألنا: هل الوقت الذي نتناول فيه الطعام مهم عندما يظل كل شيء آخر ثابتا؟. ووجدنا أن تناول الطعام بعد أربع ساعات يحدث فرقا كبيرا في مستويات الجوع، والطريقة التي نحرق بها السعرات الحرارية بعد تناول الطعام، والطريقة التي نخزن بها الدهون".
ومع ذلك، كانت الدراسة صغيرة، لذلك يجب تكرار النتائج مع مجموعة أكبر وعدد أكبر من السكان، بما في ذلك عدد أكبر من النساء، حيث شكلن أقل من نصف المشاركين في الدراسة الأخيرة.

ولاحظ الباحثون أيضا أن العديد من هذه العوامل يمكن أن يحدث فرقا في سيناريو العالم الحقيقي بينما يتم التحكم في عوامل نمط العيش الأخرى مثل إجمالي السعرات الحرارية وأوقات النوم والتعرض للضوء وكمية المشاركين في التمرين.

على سبيل المثال، قد يكون تناول الطعام في وقت متأخر من الليل مرتبطا بكمية النوم التي يحصل عليها الشخص، وثبت أن الحرمان من النوم يتسبب في زيادة الجوع واستهلاك السعرات الحرارية.

وأظهرت بعض الأبحاث أيضا أن الأكل المتأخر لا يؤدي بالضرورة إلى زيادة الوزن. وبالنسبة لفقدان الوزن، ما يزال العدد الإجمالي للسعرات الحرارية التي نتناولها مهما، لذلك إذا كان هذا هو هدفك، فركز على تناول سعرات حرارية أقل مما تحرقه، بغض النظر عن توقيت الوجبة.