أحدهما بالميلاد والآخر بالجنسية.. مصر جمعت فائزين بجائزة نوبل في الكيمياء

منوعات

اليمن العربي

يميل المتابعون دوما لإعلان جوائز نوبل إلى الخروج بلقطات مميزة، ولكن ربما تكون اللقطة الغائبة، أن أرض مصر جمعت بين فائزين في الكيمياء، أحدهما بالجنسية والآخر بالميلاد.

 

ولدت العالمة البريطانية دوروثي ماري هودجكن، الحاصة على الجائزة في 1964، بالعاصمة المصرية القاهرة في 12 مايو / آيار 1910، لأب يدعى جون وينتر كروفوت، وهو عالم آثار وباحث كلاسيكي، وأم تدعى جرايس كروفوت، وهي كذلك عالمة آثار وخبيرة في المنسوجات المصرية القديمة.

وعاشت دوروثي أول أربع سنوات من عمرها مع الجالية الإنجليزية في مصر، وكانت تذهب إلى إنجلترا فقط لعدة أشهر في السنة، وعاشت الحرب العالمية الأولى في إنجلترا، وكانت تتنقل بين عائلة والديها وبين الأصدقاء، ولكنها كانت بعيدة عن والديها، وبعد انتهاء الحرب قررت والدتها العودة إلى إنجلترا والاعتناء بابنتها جيدا ووصفت دوروثي تلك الفترة بأنها أجمل لحظات حياتها.

 

ويرجع الفضل لـ "دوروثي" في تطوير دراسة البلورات بالأشعة السينية، مما ممكنها من التأكد من بنية "البنسلين"، وبعد ذلك هيكل فيتامين "بي 12"، وبعد خمس سنوات على حصولها على جائزة نوبل، تمكنت من فك رموز هيكل الأنسولين، وأصبحت تقنية دراسة البلورات بالأشعة السينية أداة تستخدم على نطاق واسع.

 

وبعد نحو 36 عاما على ميلاد دوروثي، كانت أرض مصر على موعد مع ميلاد ابنها والحاصل على جنسيتها العالم أحمد زويل، والمولود في 26 فبراير / شباط 1946 بمدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، وفي سن 4 سنوات انتقل مع أسرته إلى مدينة دسوق التابعة لمحافظة كفر الشيخ حيث نشأ وتلقّى تعليمه الأساسي هناك، والتحق بكلية العلوم جامعة الإسكندرية بعد حصوله على الثانوية العامة، وحصل على بكالوريوس العلوم بامتياز مع مرتبة الشرف عام 1967 في الكيمياء، وعمل معيدًا بالكلية، ثم حصل على درجة الماجستير عن بحث في علم الضوء.

 

وسافر أحمد زويل إلى الولايات المتحدة لمواصلة دراسته في منحة دراسية، وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا في علوم الليزر، ثم عمل باحثا في جامعة كاليفورنيا، ثم انتقل للعمل في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا منذ 1976، وهي من أكبر الجامعات العلمية في الولايات المتحدة الأمريكية، وحصل على الجنسية الأمريكية عام 1982.

وحصل زويل على جائزة نوبل عام 1999، وذلك لابتكاره نظام تصوير سريع للغاية يعمل باستخدام الليزر له القدرة على رصد حركة الجزيئات عند نشوئها وعند التحام بعضها ببعض، والوحدة الزمنية التي تُلتقط فيها الصورة هي فمتوثانية، وهو جزء من مليون مليار جزء من الثانية.

 

وأدت أبحاث أحمد زويل إلى ميلاد ما يسمي بـ "كيمياء الفيمتوثانية"، التي أحدثت ثورة في علم الكيمياء وفي العلوم المرتبطة به، إذ أن الأبحاث التي قام بها تسمح لنا بأن نفهم ونتنبأ بالتفاعلات المهمة.

 

ولا تنتهي مفارقات جائزة نوبل كل عام، ومن مفارقات فرع الكيمياء الذي تم إعلانه امس، أن واحدا من الثلاث علماء الفائزين بها هذا العام، وهو الأمريكي كارل شاربلس، يحصل عليها للمره الثانية، وكات المره الأولى عام 2001 بمشاركة ثلاثة أيضا.

 

والمفارقة الثانية، أن إحدى الفائزين، وهي كارولين بيرتوزي من جامعة ستنافورد، هي ثالث أمريكية تحصل على الجائزة في تاريخها وثامن امرأة.

 

وأشعل الثلاثي الفائز هذا العام ثورة في "كيمياء النقر"، من خلال ابتكار طريقة "للنقر" على الجزيئات معا مثل مكعبات الليجو، حتى داخل الكائنات الحية.

 

وقالت لجنة الجائزة أنهم عملوا على طرق لمحاولة ربط الجزيئات كوحدات البناء بحيث تترابط معا بكل بساطة وبشكل مباشر، بنفس الطريقة التي تبني بها الليجو.